جزيرة ال "هييرو" في الكناري تسعى للاعتماد حصراً على الطاقة النظيفة

Ghadi news

Sunday, May 1, 2016

fiogf49gjkf0d

"غدي نيوز"

تبذل جزيرة إل هييرو الصغيرة في المحيط الاطلسي قبالة السواحل الافريقية في جزر الكناري منذ سنتين جهودا كبيرة للوصول الى الاكتفاء الذاتي على صعيد توليد الطاقة الكهربائية المراعية للبيئة بفضل الريح والماء، في تحد يثير اهتمام باحثين من العالم اجمع.
إل هييرو المدرجة على قائمة منظمة اليونسكو لمحميات المحيط الحيوي هي اصغر جزر الارخبيل الاسباني. وتمتد هذه الجزيرة البركانية على مساحة 269 كيلومترا مربعا وتتسم تضاريسها بالمنحدرات التي تنتشر فيها اشجار الصنوبر وحقول الاناناس. كما تمثل هذه الجزيرة جنة للمتنزهين ومحبي رياضة الغوص بسبب مناخها الاستوائي وغناها بالثروة النباتية.
وقد حفر تاريخ 15 شباط/فبراير في تاريخ هذه الجزيرة المعزولة التي يصعب الوصول اليها في ظل مدرج مطار محاصر بين البحر والجبل، وذلك لأن محطته لتوليد الطاقة الكهربائية بالاعتماد على الرياح والمياه انتجت خلال ما يناهز 24 ساعة كل كميات الكهرباء اللازمة للسكان البالغ عددهم سبعة الاف، في سابقة من نوعها.
ومنذ تدشينها في حزيران/يونيو 2014، نجحت محطة غورونا ديل فيينتو في تجنيب انبعاث ما يقرب من تسعة الاف طن من ثاني اكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وهي تجمع خمسة توربينات رياح موجودة على هضبة بقدرة اجمالية تبلغ 11,5 ميغاواط وحوضين لحبس المياه يفصل بينهما فارق 650 مترا مع توربينات هيدروليكية بقوة 11,32 ميغاواط.
وعندما تعصف الرياح، يتم اطلاق المياه من الحوض الاعلى الى الحوض الاسفل ليبدأ عندها دوران التوربينات. وتوفر المحطة ايضا عمل مصانع لتحلية مياه البحر، وهي مرافق حيوية على الجزر.
هذه التركيبة الفريدة بين توربينات الرياح ومصادر الطاقة الهيدروليكية “واعدة للغاية” لأنها تقدم حلا لمشكلة عدم ديمومة مصادر الطاقة المتجددة بحسب جويل نوايي من معهد الدراسات العليا الدولية والتنمية في جنيف.
وتحاول جزر اوروبية اخرى مثل سامسو في الدنمارك وايغ في اسكتلندا من جانبها الانتقال الى استخدام مصادر للطاقة متجددة بالكامل غير ان منشآتها لا تجمع بين توربينات الرياح والطاقة الهيدروليكية.
وفي حين أمكن مد جزيرة سامسو بالكهرباء من البر الرئيسي عن طريق كابل بحري، تحلم جزيرة ال هييرو منذ ثلاثة عقود بالتحرر من اعتمادها على الديزل الذي يتم استيراده عبر السفن من جزيرة تينيريفي الواقعة على بعد 300 كيلومتر بعد رحلة طويلة في المحيط الاطلسي.
ويقول توماس بادرون الرئيس السابق لهيئة ادارة الجزيرة وعراب المشروع “الوصول الى سيادة مطلقة في مجال الطاقة (…) في ارض معزولة امر اساسي”.


الاقناع


وعند البدء بتشغيل محطة غورونا ديل فيينتو، كان الهدف يقضي بتغطية كامل الطلب على الطاقة في غضون اشهر قليلة. الا ان تحقيق هذه المهمة استغرق وقتا اطول مما كان متوقعا. ويقول المدير العام للمحطة خوان بدرو سانشيز بأن “المعدل حاليا يقارب 50 %” والمحطة باتت على مشارف الخروج من مرحلة الانطلاق.
وتبدي اوساط الاتحاد الاوروبي رضاها عن الاداء المحقق في هذه المحطة خلال عامين فقط. ويعتبر العالم في مركز البحوث في المفوضية الاوروبية يوانيس كوغياس أن التجربة ايجابية وواعدة، في حين يهدف الاتحاد الاوروبي الى الاعتماد بنسبة 20 % على مصادر الطاقة النظيفة بحلول سنة 2020 في دول الاتحاد.
ولا تزال ثمة صعوبات يتعين تخطيها في ال هييرو. فما زال ينبغي اقناع هيئة ادارة شبكة الكهرباء في اسبانيا بالقدرة على الاعتماد بنسبة 100 % على مصادر طاقة مراعية للبيئة لفترات طويلة في حين ان اولويتها تتركز على “عدم حصول اعطال” بحسب خوان بدرو سانشيز.
ويضيف سانشيز “يتعين ايضا زيادة قدرة خزانات المياه” للتمكن من انتاج طاقة كهربائية “خضراء” من دون انقطاع على مدار السنة. الا ان الانشاءات كلفت 80 مليون يورو وبناء حوض جديد ليس مرتقبا حتى اللحظة.


جذب العلماء والسياح


تسعى جزيرة إل هييرو الى الاستفادة من صورتها كجزيرة تعتمد بالكامل على الطاقة المتجددة لجذب العلماء والسياح. ومنذ بدء عمل المحطة سنة 2009، زار اكثر من الف شخص في السنة هذه المنشأة.
ويقول اموس لوتزاردو رئيس مركز المبادرات والسياحة إن هؤلاء الزوار “يأكلون ويستأجرون السيارات والشقق او الغرف (…) وهذا كله يدر اموالا” على هذه الجزيرة التي يقارب معدل البطالة فيها 27 %.
وعلى المدى الطويل، تحلم هيئة ادارة ال هييرو بجزيرة “نظيفة” بالكامل بفضل الاعتماد على السيارات الكهربائية حصرا بحلول سنة 2020 اضافة الى الزراعة الحيوية ومصنع للديزل الحيوي المفتوح اصلا وعلى ادارة اكثر ذكاء لاستهلاك الكهرباء.
وتؤكد رئيسة هيئة ادارة الجزيرة أن غورونا هي “العمود الفقري لنموذجنا للصمود”".


المصدر : أ ف ب
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن