سدّ جنة.. عصفورية وفلتانة!

Ghadi news

Saturday, May 28, 2016

fiogf49gjkf0d

''غدي نيوز''

كان ينقص الحكومة الفاشلة، باعتراف رئيسها، "جنوناً" بالمعنى المجازي للكلمة، حتى جاء سدّ جنة ليزيد الطين بلة، وكأن ما فيها لا يكفيها.

وكما كانت حال هذه الحكومة على مدى سنتين ونيّف، وكما كانت منقسمة على ذاتها ولم تستطع أن تتخذ القرارات الحاسمة في اكثر من ملف، وبالأخص في ملف النفايات، تجد نفسها اليوم واقعة "حجراً بين شاقوفين"، خصوصاً أن لكل وزير فيها رأياً مناقضاً لرأي الأخر حول جدوى إقامة هذا السدّ أو ترك الأمور على حالها. وفي كلا الأمرين مجازفة، أولاً على مستوى هيبتها، بعدما باتت كل قراراتها مرهونة بمزاجية من هنا ونكد وكيدية من هناك، وكأن حال البلاد في أفضل أحوالها، وثانياً على مستوى ما تعكسه الخلافات بين الوزراء على وضعية المواطنين الذين لا تنقصهم مشاكل تضاف على مشاكلهم اليومية، وهم يعيشون كل يوم بيومه، من دون أن تلوح في افق أزماتهم ما يوحي بإمكانية الفرج، وبالأخص في ما يتعلق بأم الأزمات العالقة في عنق زجاجة المصالح الضيقة، وقد بدأ الفراغ، الذي بلغ عامه الثاني، يتسلل إلى كل مفاصل الدولة فتصاب بعدوى الشلل وعدم الإنتاجية.

والأنكى من كل ذلك أن الذين يستمعون إلى الوزراء الواقفين على ضفتي السدّ باتوا في حيرة من أمرهم، خصوصاً بعدما تحّول الوزراء المعنيون إلى خبراء بيئة وجيوفزيائيين، وهم يستندون في تدعيم حجههم، سواء كانوا مع إقامة السدّ أو ضده، إلى دراسات وابحاث، كل واحدة منها تنقض ما قبلها وما بعدها، وهم يستنجدون بآراء خبراء لا يجمع بينهم قاسم مشترك واحد. وهم يتحدثون من منطلقات سياسية أكثر منها علمية، لأن في العلم لا يختلف اثنان. أما في السياسة فلا مجال لأن يتفق فيها اثنان. فما يجمعه العلم تفرّقه السياسة، وكل وزير يغنّي على ليلاه.

وما دامت هذه هي حال الحكومة فلا ينتظرن منها أحد أي قرار، سواء بالنسبة إلى سدّ جنة أو بالنسبة إلى أي ملف خلافي آخر، طالما أن لكل وزير حق "الفيتو، وهو الذي يعتبر نفسه "ميني رئيس" في غياب رئيس الجمهورية، وهو قادر على تعطيل أي قرار لا يتوافق مع مصالح الفئة التي يمثلها داخل قاعة مجلس الوزراء، وهكذا تسير "حكومة المصلحة الوطنية" على ما قدّر الله، ما دام الرأس معطلاً، وما دام الفراغ الرئاسي يناسب الجميع، الذين تتعطل مصالحهم حكماً يوم تستقيم أمور الدولة وينتظم العمل المؤسساتي، ويعود هؤلاء إلى أحجامهم الطبيعية. 

لبنان 24

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن