بحث

الأكثر قراءةً

اخر الاخبار

العيناتي يدعي على شركتي ترابة

"خطر وبائي".. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود

حملة توعية لجمعية غدي للتعريف عن الملوثات العضوية الثابتة وأخطارها

دراسة تكشف أصول "القهوة الصباحية".. كم عمرها؟

الصحة العالمية تتخوف من تفشي إنفلونزا الطيور بين البشر.. "أخطر من كوفيد 19"

لهيب تموز يخرج افاعي عكار من جحورها

Ghadi news

Saturday, July 16, 2016

fiogf49gjkf0d

"غدي نيوز"


تشهد عكار صيفاً ملتهباً بامتياز هذه السنة تخطت معه درجات الحرارة معدلاتها الطبيعية. لهيب تموز ترك معه تداعيات كثيرة على مستويات عدة، سواء في المزروعات او انقطاع المياه وتقنين الكهرباء القاسي، ولا تنتهي الأزمة فصولاً مع انتشار الافاعي بشكل اكثر من لافت في مختلف القرى العكارية، تزامناً مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.

كان لافتاً صيف هذا العام، من حيث انتشار الافاعي بين المنازل والاماكن المأهولة بشكل اكبر بكثير، مقارنة بما هو عليه الحال في السنوات المنصرمة. فتشهد مختلف البلدات العكارية على حوادث يومية سببها كثرة الافاعي بأحجامها المختلفة، والتي اصبحت تشكل هاجساً لدى المواطنين تخوفاً من ايجادها بين الحين والآخر.

غرفة النوم
ففي قرية "حرار" بجرد عكار، دخلت أفعى سوداء اللون بطول يقارب المتر منزل المواطن عماد الأحمد وتحديداً إلى غرفة نوم الطفل محمد (4 سنوات) حيث لاحظت الأم وجودها بقربه. غرابة المشاهد على القرية جعلت افرادا من العائلة يصورون المشهد قبل ان تتمكن الوالدة من قتلها بالعصا. ومن الجدير ذكره انّ هذه الافعى هي من انواع الافاعي السامة جداً.

باتت هذه المسألة ظاهرة لكثرة انتشارها بين المواطنين، وهؤلاء باتوا يعمدون الى تصوير الافاعي قبل وبعد قتلها وعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما جعل المسألة تبدو اقرب الى الظاهرة الغريبة، على الرغم من انّ الافاعي تتواجد في مناطق الارياف والبراري ولا جديد في انتشارها بهذه الشاكلة.

محرك السيارة
كما عثر مواطن في جرد عكار على أفعى داخل محرك سيارته فقام بتصويرها وتمّ نشر صورها على وسائل التواصل الإجتماعي. وفي قرى سهل عكار شوهد الكثير من الأفاعي وكان لافتاً أنها تسرح بشكل جماعي لم يعهده سكان المنطقة من قبل. والجدير ذكره أن جميعها من الأنواع السامة ويتراوح طولها بين الـ 2 والـ 3 أمتار وهي من الأنواع الخطرة جداً أو كما يقال في تلك المناطق (عضتها ما بيوقف عليها حكيم).
وفي "أكروم" عثر على أفعى يتجاوز طولها 3 أمتار. وكذلك في منطقة "المسعودية" حيث تعرّض أحد المواطنين للسعة أفعى ما استدعى نقله إلى إحدى مستشفيات المنطقة للعلاج.

تهاجم أيضا!
الى ذلك، يروي احد المواطنين من قرية "الدوير" أنه بينما كان يتجول مع رفيق له على ضفة أحد البساتين إذا بأفعى تنقض عليهما من حائط البستان وتقف أمامهما تريد لسع أحدهما فهربا وأحضرا بندقية صيد من المنزل فإذا بها تختفي وتتوارى عن الأنظار". من هنا، وفي سياق متصل، ارتفعت اصوات المواطنين الذين يطالبون البلديات برش السموم والمبيدات لإبعاد خطر الأفاعي عن الأراضي والمنازل هذا مع العلم أن اللقاح المخصص لسُم الأفاعي ليس متوفراً في المستشفيات العكارية.

ضيق البراري
تعقيباً على موضوع انتشار الأفاعي في عكار وكلام البعض عن أنها ظاهرة غريبة عن باقي مواسم الصيف، يؤكد المهندس الزراعي بكر نعيم لـ"البلد" أن الأمر طبيعي واعتيادي، "من الطبيعي أن تظهر الأفاعي في مثل هذه الأيام الحارة والصيفية من السنة حيث الحرارة الشديدة تدفع بها إلى الظهور والتجوال".
ويضيف: "أعداد الأفاعي هي هي لم تتغيّر، حيث تخرج من جحورها لكي تتزود بغذائها لموسم كامل تختفي فيه. لكن الجديد في الأمر تواجدها بشكل أبرز بالقرب من المنازل وأماكن السكن وبأعداد كبيرة وهذا يعود لضيق البراري من حولها التي بدأت تضيق لحساب التوسع العمراني والسكاني الذي تشهده القرى العكارية بشكل عام، وانتشار المنازل السكنية في الأراضي والبراري التي كانت تسكنها هذه الأفاعي لوحدها وبالتالي خسارتها للكثير من المساحات التي كانت تمثل بالنسبة لهذه الأفاعي مساحات التجوال بحرية، وهذا ما يفسّر وجودها بين المنازل والأماكن المأهولة بهذا الشكل".

رش القطران
وفي هذا الاطار، دعا نعيم الأهالي والسكان إلى رش المبيدات والسموم "القطران" حول المنازل وأطراف الأراضي لتجنب خطر الأفاعي وإبعادها عن الأماكن المأهولة.

فمع ازدياد العمران والمباني السكنية واقتحامها للبراري والمساحات وقضمها، فمن المتوقع أن تكون مواسم الصيف العكاري مسرحا للأفاعي التي ستهاجم المنازل التي تعتبرها تهدد حياتها وتقلق راحتها كما أشار إلينا أحد كبار السن. ويرى خبراء الطبيعة أن وجود الأفاعي ضروري للحفاظ على التوازن البيولوجي فهي تأكل الفئران والجرذان وأنواعا أخرى مؤذية للزراعة، لكن خوف المواطنين على أنفسهم واولادهم يبقى أهم بكثير لديهم من هذا التحليل.

اندلاع الحرائق
ليست الأفاعي وحدها هي المشكلة - رغم أن لسعتها قادرة على إزهاق حياة مواطن حدودي يحتاج وصوله إلى أقرب مستشفى أكثر من ساعة من الزمن واللقاح ليس متوفراً - فموسم الصيف يزيد حياة المواطن العكاري صعوبة ومعاناة مع التقنين القاسي في التيار الكهربائي واندلاع الحرائق باستمرار في الأراضي والغابات التي تُخسّر عكار جزءاً مهماً من ثروتها الطبيعية والجمالية لغياب معدات حديثة وطيران مخصص للتعامل مع الحرائق.


المصدر : البلد

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن