"غدي نيوز"

يواجه الإعلام بشكل عام تحديات في مرحلة انتقالية بدأت منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، بين الأنماط التقليدية الكلاسيكية، و"الإعلام الحداثوي" إذا صح التعبير، حتى أن وسائل الإعلام العريقة في العالم، ورغم مواكبتها التطور الذي فرضته ثورة المعلومات، إلا أنها لم ترسُ حتى الآن على صيغ واضحة في علاقتها مع القارىء، فالتطور ما زال مستمرا ومتواصلا بأكثر من قدرتها على مواكبته بنفس الوتيرة، والانتقال من الصحافة الورقية إلى الصحافة الإلكترونية ما يزال مفتوحا على فضاء واسع من التقدم  والابتكار، وأظن أننا ما نزال في بداية الطريق.

ما يهمنا في ظل هذه المتغيرات المتسارعة، أن نكون حاضرين في لبنان بمستوى ما تفرضه علينا تحديات العولمة، ليس في مجال مواكبة التكنولوجيا الدائمة التطور فحسب، وإنما لجهة تنظيم الإعلام الإلكتروني، أو الإعلام الرقمي، بعيدا من الفوضى والاستسهال، لأن ما ينقصنا وسط هذا "الارتجال الإعلامي" هو الجودة، وإعادة الاعتبار للغتنا العربية لأنها مرآة ثقافتنا، ولأنها أيضا هُويتنا وتاريخنا وإرثنا الحضاري.

ويحدونا أمل في أن يكون الاعلام الالكتروني مرآة عاكسة لعراقة الصحافة اللبنانية، ولا سيما الصحافة المكتوبة، ولا تنقصنا هذا المجال الكادرات والكفاءات، ولا الخبرات التي هي نتاج سنوات طويلة كانت خلالها الصحافة اللبنانية علامة فارقة على مستوى الإعلام العربي إلى جانب جمهورية مصر العربية.

وإذا كانت الصحافة بشكل عام تواجه أزمات على صلة بالتمويل والإمكانيات المادية، إلا أن ذلك يجب ألا يحول دون مراعاة اللغة الصحافية الرصينة المتينة، لأنه حتى لو امتلكنا تقنيات الإعلام الحديث، وحتى لو تمكنا من مجاراة الغرب في هذا المجال، سنظل إعلاما عاجزا إن لم نمتلك لغتنا ومفرداتها وقواعدها، لا بل وتطويرها وفقا لمقتضيات العصر.

فادي غانم - رئيس جمعية غدي