"غدي نيوز"
سلم وزير البيئة ناظم الخوري والممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان روبرت واتكنز، شهادات لعدد من الشركات التجارية والصناعية التي صرحت لوزارة البيئة عن انبعاثاتها للغازات الدفيئة التي تسبب الاحتباس الحراري، في احتفال نظمته وزارة البيئة وبرنامج الامم المتحدة الانمائي قبل ظهر أمس الاول (19-12-2013) وحضره عدد من ممثلي القطاع الخاص والشركات هي عبود كو، يونيفورم، أمبينتي، بويكر، كات أند ماونث ،أن إي أنفو، لو رويال أوتيل، شنيدر الكتريك، إيست مديترانيان وورك وير بايزيكس.
وتمهد هذه المبادرة لشراكة اوسع وأعمق بين القطاع العام والقطاع الخاص، للوصول الى ادارة بيئية مستدامة من خلال معرفة أفضل لنوعية وكمية ومصدر انبعاثات الغازات الدفيئة، ومن خلال تعميم مفهوم تغير المناخ ليس على المؤسسات العامة فقط، بل أيضا على المؤسسات الخاصة.
واتكنز
بداية النشيد الوطني، وتعريف من فاهاكن كباكيان، وتحدث عن اهمية هذا المشروع الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان السفير روبرت واتكنز فقال: "بلغ مستوى الوعي حول ضرورة خفض المساهمات الوطنية الآيلة إلى تغير المناخ بالإضافة إلى أهمية إيجاد طرق عملية للتكيف مع التأثيرات السلبية لتغير المناخ، حده الأقصى. في الواقع، دخلت أولويات جديدة في خطاب صناع القرار والمجتمع المدني القطاع الخاص والمجتمع الأهلي على الصعيد العالمي، ومن هذه الأوليات: الطاقة النظيفة والمتجددة والإقتصاد الأخضر ومرونة الشعوب في مقاومات الظواهر المناخية الحادة. ولبنان ليس بعيدا عن هذه الأجواء، فهنا كما في أي بلد آخر، يزيد تغير المناخ من تعرض السكان الى نتائجه السلبية، لا سيما هؤلاء الذين يقيمون في الأرياف والمناطق الفقيرة. وفي الظروف الحالية، يزداد وضع اللاجئين سوءا وتضعف مرونة المجتمعات المضيفة بسبب ندرة الموارد المائية والتجهيزات ضد الفيضانات والأحوال الطقسية القاسية".
وأضاف واتكنز "يعمل برنامج الامم المتحدة الإنمائي مع حكومة لبنان من أكثر من عشر سنوات لتعزيز صنع السياسات المتكاملة التي تربط بين النمو الإقتصادي والإدارة البيئية والإنصاف الإجتماعي لضمان إزدهار هذه الثوابت الثلاث للتنمية المستدامة".
وختم قائلا "يسرنا ان ننشر اليوم نتائج شراكة جد هامة بين برنامج الامم المتحدة الانمائي ووزارة البيئة. إن مشروع تقييم الحاجات التقنية الذي مولته المنشأة البيئية العالمية وطبق في بلدان عدة، بدعم من مركز ريزو التابع لبرنامج الامم المتحدة للبيئة في الدانمارك، قد قام بتحديد التقنيات التي لها الأولوية والمداخلات الأفضل لتخفيض وتكييف آثار التغير المناخي في لبنان".
الخوري
وقد ألقى وزير البيئة ناظم الخوري كلمة جاء فيها "يسعدني أن أقف بينكم اليوم بمناسبة تكريم القطاع العام للقطاع الخاص عبر تقديم هذه الإفادات من وزارة البيئة إلى الشركات التي التزمت بقرار الوزارة رقم 99/1 تاريخ 11/4/2013 عبر تنفيذها التصريح عن انبعاثاتها للغازات الدفيئة التي تسبب الاحتباس الحراري وتساهم بتغيير ملامح المناخ على المستوى العالمي".
اضاف: "لقد كنت دوما من المؤمنين بأهمية الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص وكذلك بشمول هذه الشراكة مؤسسات المجتمع المدني، إذ ان الصعوبات والمشاكل التي تواجهها بلدان العام الثالث لا يمكن التصدي لها والتغلب عليها إلا عبر تكاتف وتنسيق الجهود والتعاون بين القطاعات الثلاثة".
وقال "أرحب بكم جميعا كوزير للبيئة في وزارتكم التي أردناها منذ اليوم الأول لتولينا هذه الحقيبة أن تكون جسر عبور لتؤسس علاقة جديدة نريدها أن تنمو وتزدهر بين الوزارة والقطاع الخاص، نتعاون لتحقيق إدارة بيئية نحافظ فيها على استدامة مواردنا الطبيعية وخصوصية مناخنا. أردنا هذا التعاون خيارا وليس فرضا وأردناه شراكة في تحمل المسؤولية، ونحن من المؤمنين أنه لن يكون هناك خوف على بيئة لبنان بعد الآن ما دام قطاعه الخاص قد التزم جديا وبدأ ممارسة الحفاظ على البيئة خيارا ورغبة وليس خوفا من تطبيق القانون. وما لقاؤنا اليوم سوى برهان جديد على أهمية التعاون والشراكة وهكذا يقدم لبنان مثلا في الأداء البيئي المميز الذي تمارسه البلدان الأكثر تطورا في مجال تغير المناخ".
وأضاف وزير البيئة: "على الرغم من أن الاتفاق العالمي الحالي حول تغير المناخ لا يلزم الدول النامية بتخفيض انبعاثاتها للغازات الدفيئة، فإنه من المتوقع ان يلزم الاتفاق الجديد لعام 2020 جميع الدول بتخفيض انبعاثاتها من مجمل القطاعات. وتمهيدا لهذا الاستحقاق، قامت وزارة البيئة بإصدار القرار 99/1، بهدف بناء آلية مستدامة لجمع المعلومات حول انبعاثات الغازات الدفيئة والتصريح عنها. وهدفنا ان تشمل هذه الآلية مستقبلا جميع المؤسسات الخاصة، الصغيرة والكبيرة، من كل القطاعات. فشكرا لمساعدتكم لنا في وضع هذه الآلية قيد التنفيذ، ولمساهمتكم في التحضير الفعال لمرحلة جديدة من الحوكمة المناخية العالمية. وتشديدا على التعاون الطويل المدى مع برنامج الامم المتحدة الإنمائي، اجدد اليوم الشكر للسفير والصديق روبيرت واتكنز وذلك للمبادرات والجهود العديدة لتمويل وتنفيذ مشاريع بيئية أساسية للتنمية المستدامة في لبنان، ولفريق عمل تغير المناخ لجهوده الحثيثة في انجاح هذه المبادرة. كما اتقدم بالشكر من السيد سهيل عبود، مدير شركة V4 Advisors الاستشارية، التي بادرت بكل فعالية واندفاع بتطبيق البروتوكول العالمي الخاص بالتصريح عن انبعاثات الشركات الخاصة".
وختم الخوري قائلا: "أيها الشركاء، انتم حملتم الشعلة وكنتم أول المبادرين، وأثبتم ان القطاع الخاص هو من ركائز نجاح جهودنا للتكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ على اقتصادنا ومجتمعنا وطبيعتنا، وللتخفيف من انبعاثاتنا للغازات الدفيئة، (رغم ان مساهمة لبنان فيها ضئيلة جدا، فهي تبلغ فقط 0.07 بالمئة من مجمل الانبعاثات العالمية). ولكننا لن ندع هذا العامل ينال من اندفاعنا ومسؤولياتنا. فكل القطاعات في لبنان تدفع ثمن الانعكاسات السلبية لتغير المناخ. ورهاننا على ان القطاع الخاص في لبنان سيبدع كالعادة في مواجهة التحديات والصعوبات، لتقديم أفضل ما عنده ورفع سمعة لبنان البيئية على المستوى العالمي".