ازاحة الستارة عن لوحة تذكارية لانطوان حرب في الاونيسكو

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Tuesday, February 11, 2014

ازاحة الستارة عن لوحة تذكارية لانطوان حرب في الاونيسكو
وكلمات اكدت دوره في اعلاء الشأن الثقافي في لبنان

"غدي نيوز"

نظمت وزارتا التربية والثقافة حفلا في قصر الاونيسكو لمناسبة ازاحة الستارة عن اللوحة التذكارية لمدير قصر الاونيسكو الراحل انطوان يوسف حرب في احدى قاعات القصر الجانبية.
حضر الحفل وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال غابي ليون، ممثل وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال حسان دياب المدير العام للوزارة فادي يرق، النائبان غازي العريضي ومروان فارس، الوزراء السابقون خالد قباني، حسن منيمنة، عصام نعمان وناجي البستاني والامين العام للحزب الشيوعي خالد حداده.
بداية النشيد الوطني، ثم القى مدير قصر الاونيسكو بالوكالة سليمان الخوري كلمة قال فيها: "انه حي بيننا، فلا نملك الا ان نراه في معشر العاملين في القصر، وفي كل شيء فيه. هذه اللوحة التذكارية وضعت لتنبه كل من قصد القصر الى انه حرم انطوان حرب، اما انا فشرف عظيم ان اخلفه، وهنا التحدي".
ثم عرض فيلم عن انطوان حرب من اعداد الفنانين نعمة بدوي والياس صوان، عرضت فيه مجموعة صور للراحل مع كبار الشخصيات التي اقامت انشطة ثقافية في فترة توليه مديرية القصر، رافقها حديث بصوت الراحل، اضافة الى المقالات التي كتبت عنه اثر رحيله.

قعبور

وتحدث الفنان احمد قعبور عن محطات بذل خلالها "حرب جهوده للمساعدة في احياء الانشطة في قصر الاونيسكو"، وقال: "برحيله نحزن مرتين، مرة على الانسان الذي كان، ومرة من موت المكان. كنا معا قبل رحيله بثلاث ساعات، وكانت ابتسامته لا تيأس ولا تمل، يومها نظرت اليه وتأملته وطلبت اليه ان يذهب الى اهله للاحتفال بعيد الميلاد".
واضاف: "انطوان في هذا القصر ليس مجرد عمر انما اعمار وله فيه احلام رتبها وعمقها واعطانا عدواها كي نحلم، كان يحارب الحزن بالامل وحريصا على حلمه وبلده على امل ان يكون لبنان كما حلمنا به، انه اخ ومسؤول ورفيق وحبيب وصديق".

نهلا حرب

ثم القت عقيلة المحتفى به نهلا حرب كلمة شكرت "رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لمنحه وساما من رتبه فارس، والوزير حسان دياب لترقيته من دون اذن سياسي او طائفي ممثلا في هذا الاحتفال بالمدير العام للتربية فادي برق، والوزير غابي ليون ومدير وزارة الثقافة فيصل طالب. كما شكرت ايطاليا لمنحه في عام 2005 وساما، وفلسطين التي تعز عليه كثيرا لمنحه جواز سفر فلسطينيا العام 2013".
وتحدثت عن "مزاياه الاخلاقية والانسانية، وعن حبه لعائلته ولقلقه على وطنه والانسان".
وخاطبت الراحل قائلة: "يوم رحيلك توحدت الألوان وهذا ما كنت تصبو وتدعو اليه، وتنادي بأن يتساوى اللبنانيون أمام القانون لا أن يتصارعوا. لقد حولت القصر الى فرصة للحالمين والطامحين وكنت لهم الضمانة والأمان، فهنيئا لك هذه الأحلام. وكنت تقول قصر الاونيسكو للجميع".
ورددت ما كان يقوله أن "أكثروا من الثقافة وقللوا من السياسة، لا تدعوا اليأس يدخل قلوبكم فهو مدمر".

كلمة دياب

والقى يرق كلمة دياب واستهلها بنقل تحيات الوزير الى الحاضرين وخصوصا عائلة الراحل، وأمله بأن "تبقى روح الأستاذ أنطوان كالفراشة التي تضفي على زنابق هذا القصر جمالا ورونقا وحبا".
اضاف: "أيها المجتمعون من أجل الوفاء لرجل يصعب وصف جمال ثقافته، ورفعة أخلاقه، ومتعة مجالسته، ورقة مشاعره، وقدرته غير المحدودة على التواصل مع الآخر أيا يكن هذا الآخر، قد تتعدد لدينا الأوصاف التي نغدقها على أنطوان، إلا أننا قد نجدها قليلة أو غير كافية لوصف هذه الشخصية العظيمة التي تعبر نحونا بغير إستئذان. وقد نخرج من هذا الإحتفال ونشعر بالتقصير لأن كلاما آخر كان يجب أن نقوله في صديقنا أنطوان. لكننا والله مجتمعون على كلمة واحدة، وهي أننا نحب أنطوان حرب ونفتقده وسوف نفتقده كلما جئنا إلى قصر الأونيسكو وكلما تحدثنا في الثقافة والوطنية وفي صورة لبنان البهية وفي المؤسسات الرسمية التي نفخر بها. نعم لقد جعلنا العزيز أنطوان نكبر بقصر الأونيسكو. إذ جعل منه منبرا جامعا للثقافة والتربية والإجتماع الوطني والدولي، لقد أضحى فعلا قصر المؤتمرات الذي تتباهى الدولة بأنها تملكه وتركن إليه لإستضافة كبار ضيوفها وكبير أنشطتها".
وتابع: " ايها الحبيب أنطوان، أنت المتواضع في كبرك الذي كنت تكره الإشادة وتحب جودة ما تقوم به وتسهر لأنك تعشق ما تقوم به، وأنت الذي أفنيت صحتك، ساهرا مراقبا ومتابعا، أصحاب الأنشطة والموظفين والمثقفين، والحديقة والورشة والتجهيزات والكهرباء والناس. نعم أيها الحبيب أنطوان، إطمئن فإن الورشة التي أتعبتك تتقدم والأزهار والشتول تبتسم لك، والمسرح يفتقدك والناس يفتشون عنك، ولا يصدقون غيابك ونحن أيضا لا نصدق، وها قد اجتمعنا هنا لنقول إننا مشتاقون، وعاتبون عاتبون. لا تكفينا قطعة رخام باردة، فأنت تحتل مساحة في القلب، وتشغل حيزا في البال، فمن يهدئ بال العائلة والأصدقاء والأحبة ومن يروي اللهفة إلى لقياك".
وخاطب عائلة الراحل قائلا: "إننا في الغياب سواسية، وقد غمرتنا محبته، وتقاسمنا وقته فكان لوزارة التربية، وكان لوزارة الثقافة، وكان للقصر وللناس وللثقافة، وبقي جزء قليل للعائلة. فهل تغفر لنا العائلة، وهل تسامح الوطن الذي يحتاج إليه، وقد غاب ونحن في أمس الحاجة".
وختم: "إننا نعول الكثير على الأستاذ سليمان الخوري الذي تولى الأمانة في رئاسة قصر الأونيسكو بعد المكرم الحبيب، ونشد على يده، ونقف إلى جانبه لكي يستمر القصر لؤلؤة وطنية ثقافية متألقة. وإننا نبارك للثقافة في لبنان أن ترفع إسم انطوان يوسف حرب على إحدى قاعات قصر الأونيسكو، فقد استحق أن يكون بين الكبار. لقد صح فيه قول فيلسوف المحبة راوول فوليرو: "لقد بنينا الكثير من الجدران لكننا لم نبنِ ما يكفي من الجسور. أما أنطوان فقد مد طوال حياته جسور التواصل بين الناس ولم يرفع جدارا واحدا للفصل بينه وبينهم. لقد امتلك محبة مقتحمة، اختراقية، غامرة، لا مناص منها ولا انفكاك".

طالب

والقى المدير العام لوزارة الثقافة فيصل طالب كلمة عن "رفيق الدراسة انطوان حرب" فقال: "ربما كنت من أقدم أصدقائه، فأيها الصديق الحاضر حضور الروح والغائب غياب الجسد، لقد شغلك هذا المكان الى أن نسيت نفسك".
اضاف: "لقد آمنت أن المشروع الحقيقي لنهوض الوطن يكون من خلال ثقافة حقيقية بالتنمية وتعميق الوحدة الوطنية، واحترام التنوع. أيها الأمين النبيل المحب، المثقف، الثائر بسلام، الرافض باعتدال، ألفناك راية مرفوعة تنبىء بالانتصار في زمن الهزيمة، وعرفناك قيمة وطنية يلتقي حولها المتخاصمون، فيا عاشق الوطن الذي لا ينقطع، وعدك قائم، بين أهلك وأصدقائك ومحبيك".

ليون

أما ليون فقال: "بعد تسلمي مهام وزارة الثقافة، وخلال جولة ثقافية عامة ومن بينها قصر الأونيسكو، استقبلني هناك رجل ترتسم على محياه الثقة والجدية، معطوفة على هدوء واتزان، مجبولة بعمق ثقافي، ومفعمة بحب وانفتاح، وصدر رحب انه انطوان حرب تلمست من خلال لقائنا الأول، عبق التزامه وايمانه ب "الوزنات" التي أوكلت اليه. فكان "القصر" همه الأول، لا ينازعه أي اهتمام. لقد أولاه كل الحب. ولم يترك في حنايا أو زوايا عزيمته أي امكانية أو احتمال لأمر آخر فوسم وبصم فيه طابعه ونفسه، فكره وفلسفته، فكان هو والقصر واحدا صنوان توأمان لا يتمايزان ولا ينفصلان، فاللوحة والتمثال، قاعات الندوات، صالة المسرح، صدى النقاشات، ترددات الموسيقى، أنغام الصوت الصادح... كلها تمايلت وتهادت على وقع تطلعاته الصاعدة الى العلا، والمتسمة بالسمو والأناقة والتألق. عمل من رحاب قصر الأونيسكو، قبلة ومحجة ومحطة لكل فن وفنان من لبنان، وخارج لبنان، فكان ملتقى لأهل الفكر والابداع، لكل من يسعى الى اعمال العقل ومن يرغب في تجسيد الالهام".
أضاف: "لقد أعطى القصر نفسه وروحه، ووهبه جهده ووقته، فكان هو "أدونيس" وكان القصر "عشتروت". لقد جبلا بنسائم الحب والهيام، وامتزجا بالحلم والأحلام فكانا العشق والغرام على مر الوقت والأيام. مارس الادارة حيال زملائه، بنظام خاص لأن القصر حالة خاصة لم يعترف بدوام، ولم يقر بفوقية رئيس على مرؤسيه فالكل سواسية. فكان أنطوان والقصر حالة. كان الدوام عنده، والذي يسمى "الرسمي" يمتد ويتمدد حتى ساعات لا محدودة لها فهو من الصباح حتى ساعات الليل المتأخرة، لا بل حتى طلوع الفجر. المهم انجاز الهدف، كما يحب. ذابت شمعته في سبيل اضاءة القصر، وهو بعد في ريعان العطاء، متمنطقا بالخبرة، مزهوا بالكياسة والاياسة".
وختم: "لأنك يا انطوان، كنت الرجل الأمين المبدع الوفي المعطاء الانسان. ولكي تبقى ذكراك خالدة في هذا القصر، كما شلوح الأرزة التي تعلوه، كان هذا الاحتفال لتكريمك أولا. وأنت الحي الباقي فينا، ولإطلاق اسمك ثانيا، وبأحرف من نور، على أحدى قاعاته لتبقى عبرة ومثالا يحتذى في سبيل اعلاء الشأن الثقافي في لبنان".

شكور

وبعد أن قدم الشاعر جورج شكور قصيدة بخط يد الخطاط علي عاصي الى نهلا انطوان حرب، تلا قصيدته التي امتدح فيها مزايا الراحل.

شعلان

ثم أعلن رئيس الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث الدكتور أحمد شعلان عن جائزة انطوان حرب في مباراة العلوم 2014 تمنح لطالب مبدع والتي ستقيمها الهيئة في 10 أيار (مايو) القادم.
بعد ذلك، أزاح ليون ويرق والحضور الستارة عن اللوحة التذكارية بإسم انطوان يوسف حرب، وهي من تصميم الفنان جمعة الناشف.
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن