أنور عقل ضو
اليوم عيدُ الحب... وفي الحبِّ خيرٌ ورجاء... اليوم فسحةٌ للتأمُّلِ في مدى أحلامنا العاشقة... نستعيدُ دهشةَ اللقاءِ الأول... تخفقُ قلوبُنا على وقعِ الفرحِ يطوِّقنا بشالٍ من أثير... يدثِّرُنا الشوقُ بالنجومِ البعيدة... نرتبكُ كما لو أن الحبَّ يتفتحُ أول مرة كزهرة الحقول... ونعيش التجدد في قلوبنا وفضاء مشاعرنا...
اليوم عيد الحب... صحيح... لكن في القلب غصة وحرقة... وسط ما شهدنا وما نشهد من مآسٍ كبيرة... وسط ما فقدنا من أعزاء... ذلك اننا نعيش وسط دوامة القتل والاحداث الامنية... لكن في هذا اليوم... نطلق صرخة وننحاز الى ذواتنا... الى مناهل الضوء في أرواحنا... لنكون أقوى بالحب ومعه... لان الحب قوة وصراع دائما من أجل الخير وتعميم السلام والامل...
من خاصرة الحب... نواجه ونتحدى... نستوحي من مسيرة القديس "فالنتين" معاني العشق الحقيقي... ملاقاة الشريك... الحبيب (الحبيبة)... الزوج (الزوجة)... في هواجسه وهمومه... ونتكامل معه لتجاوزها بأكثر من زهرة وهدية... باحترام هو الفضاء الارقى للحب...
وفي "الفالنتين" دعوة لنبذ العنف والتعايش في رحاب انسانيتنا... ندعو ونصلي لوقف الحروب والمآسي... لانه لا يمكن أن نعيش الحب الأمثل وسط حجم الآلام الانسانية في كل بقاع الأرض... ومن هنا... فإن "الفالنتين" هو دعوة دائمة للمحبة أبعد من حدود ذواتنا... لانه لا قيمة لعشق نعيشه فيما العالم غارق في بحر من النزاعات...
لكن المناسبة تفترض ان نكون الى جانب الحبيب... لكن ليس فقط من باب المناسبة... لاننا مدعوون لان يكون كل يوم "فالنتين"... في سيرورة الحياة المكللة بغار الحب... تاجا نتزين به لنكون على قدر الحب عينه... على قدر أحلامنا... على قدر أمالنا... والرجاء...