أمراض غامضة تضرب مدارس الفتيات في أفغانستان

Ghadi news

Sunday, July 8, 2012

"عمل إرهابي" أم حالة نفسية تعرف بـ "الهلوسة الجماعية؟
... أمراض غامضة تضرب مدارس الفتيات في أفغانستان

"غدي نيوز"

يتواصل الجدل في أفغانستان حول قضية تشغل بال العائلات، وتتعلق بموجات من أمراض غامضة تضرب مدارس الفتيات، متسببة بعوارض مثل الصداع والغثيان والدوار، ويثور الخلاف بين من يحمّل حركة طالبان المسؤولية، معتبراً ما يجري "عملاً إرهابياً"، وبين من يشير إلى أن الفتيات ضحايا لحالة نفسية تعرف باسم "الهلوسة الجماعية."
وبدأت الظاهرة قبل ثلاث سنوات، ولكنها تفاقمت بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، ففي منتصف نيسان (أبريل) الماضي، نقلت 150 فتاة إلى المستشفى في مقاطعة "تخار" وشملت الأعراض، إلى جانب الصداع والغثيان، حالات من القيء والغياب عن الوعي.
وشملت الحالة أيضاً بعض الأساتذة في المدرسة، ولكن جميع المصابين خرجوا في وقت لاحق بعدما تماثلوا للشفاء.
وبعد ذلك بشهر جرى الإبلاغ عن حالة مماثلة شملت 120 طالبة في مدرسة للفتيات بنفس المقاطعة، وبعد ذلك بأسبوع، أصابت العوارض 160 فتاة في مدرسة بمدينة طالقان، عاصمة المقاطعة.
ورجحت تقارير أولية وجود تلوث في الهواء المحيط بالمدارس، أو في إمدادات المياه، لكن التحاليل لم تثبت ذلك، ما دفع الحكومة إلى اتهام حركة طالبان بالوقوف وراء الحوادث، باعتبار أن الجماعة المسلحة المتشددة تعارض تعليم الفتيات.
ورغم ظهور أحد الأشخاص في برنامج عرضته هيئة الإذاعة البريطانية ليعترف بأنه طلب من إحدى الفتيات أخذ مواد كيماوية معها إلى المدرسة، غير أن علماء شككوا في هذه الفرضية، مؤكدين أن طالبان لا تمتلك القدرات التكنولوجية التي تسمح لها بتركيب أنواع من السموم التي لا تترك أي أثر بعد الفحوصات المخبرية.
وتنفي حركة طالبان من جهتها أن تكون قد قامت بتسميم الفتيات، رغم معارضتها لذهابهن إلى المدرسة، ويعزز صحة هذه الفرضية تأكيدات منظمة الصحة العالمية التي اعتبرت أنه ما من دليل على الإطلاق على وجود مواد مسممة في محيط المدارس.
وقالت المنظمة، في تقرير نشرته صحيفة "دايلي تلغراف" أن 32 مدرسة من أصل 34 مدرسة سُجلت فيها حالات مماثلة قامت بتقديم عينات من طالباتها ومن البيئة المحيطة بها، وبعد اختبار 200 عينة لم يثبت وجود أي مواد قد تكون مسؤولة عن الظاهرة، وفقاً لمجلة "تايم" الاميركية.
وأضافت المنظمة: "بحسب التقديرات الأولية والتحليلات للوضع الراهن، فإن الهلوسة الجماعية هي التفسير الأكثر احتمالاً لما جرى."
ورغم إصرار بعض الجهات على وجود عملية تسميم للمدارس، إلا أن بعض المحللين أشاروا إلى أن العيش في بلد تمزقه الحروب منذ عقود قادر على التسبب بأضرار نفسيه كبيرة لصغار السن، وقد يؤدي إلى حالات مماثلة.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن