ثلوج "جبل الكنيسة" لا تبدد هواجس المزارعين

Ghadi news

Thursday, March 20, 2014

"غدي نيوز" – أنور عقل ضو

غطت الثلوج "جبل الكنيسة" في المتن الأعلى، ما بدد قليلا هواجس المزارعين والمواطنين، فعلى الأقل ارتوت الأرض ما يساعد على تجدد الغطاء النباتي وري الأشجار الجبلية المثمرة ورفد البيئة الطبيعية بأسباب الحياة، بعد فترة طويلة من انحباس المطر.
إلا أن مخاوف المواطنين ما تزال ماثلة ولا سيما المرتبطة أنماط معيشتهم بالمياه، وبخاصة المزارعين، لأن لقمة عيشهم مهددة، فجفاف الينابيع أو تدني مسنوبها من شأنه أن يهدد مواسم تعتبر مورد رزقهم الأساس، فيما هم يواجهون كل عام تبعات كثيرة تهدد تعبهم ومصدر رزقهم، من ارتفاع كلفة الانتاج وكساد المواسم وعدم القدرة على تصريفها إلى غياب الدولة تاريخيا وتشجيعها قطاع الخدمات على حساب القطاعات الانتاجية.
بدت الثلوج في جبل الكنيسة أقل من مستوياتها المعهودة في مثل هذه الفترة من السنة، فيما اقتصرت الثلوج على جبل صنين على قممه المتجاورة ولم تصل الى منحدراته.

رئيس بلدية ترشيش

رئيس بلدية ترشيش ورئيس تعاونيتها الزراعية ورئيس "تجمع تعاونيات التفاح في لبنان" غابي سمعان أكد لـ "السفير" أن "الثلوج القليلة ساعدت ولكن بشكل بسيط جدا"، ورأى أنه "إذا لم تأتِ كميات أكبر من الثلوج سنكون أمام مشكلة كبيرة تفترض إعلان حالة طوارئ".
واعتبر سمعان أن "العاصفة الأخيرة رفعت معدل المتساقطات نحو 50 ملليمترا ما يبقي المخاوف قائمة من مواجهة تبعات انحباس الأمطار والثلوج". وقال: "لمعرفة واقع الأزمة التي نتوقعها نشير إلى أنه في هذه الفترة كان ارتفاع الثلوج في أعالي ترشيش يتراوح بين 3 و 4 أمتار، فيما لا يتعدى الموجود الآن السنتيمترات القليلة"، واستدرك أنه "في هذه الفترة ونتيجة ارتفاع درجات الحرارة لا تصمد الثلوج كثيرا وبدلا من أن تذوب على فترة زمنية طويلة لتستفيد منها ينابيع المياه الجوفية نراها تذوب بسرعة ولا يرشح منها الى جوف الارض سوى كميات قليلة من المياه".
ورأى سمعان "اننا سنكون أمام كارثة ستطاول كل مقومات الحياة من ارتفاع الأسعار إلى أمور النظافة وتدهور القطاع الزراعي وتضرر سائر القطاعات الانتاجية وارتفاع كلفة تشغيل المؤسسات لان الطلب على المياه سيزداد من خلال شرائها بواسطة الصهاريج"، واعتبر أنه "لا بد من خطة طوارئ متكاملة من خلال وزارات الدولة".

مونس

فيما أشار الخبير البيئي في الحياة البرية والطبيعية شمعون مونس "اننا بدأنا العمل على إعداد دراسة ميدانية لتقييم أثر التغيرات المناخية"، لافتا إلى "اننا نرصد كميات الثلوج على سائر الجبال اللبنانية من القرنة السوداء الى صنين والباروك وجبل الشيخ ومقارنتها بالأعوام السابقة لاننا بحاجة لتكوين قاعدة بيانات تكون المنطلق لفهم ظاهرة تغير المناخ ما يساعدنا لاحقا على تحديد الاولويات في العمل من اجل التصدي لمخاطر الجفاف".

قطاع الازهار والشتول

وتوقع عضو نقابة الازهار والشتول في لبنان سامي المشطوب "أزمة مياه حادة خلال شهري آب وأيلول"، ورأى أن "المشكلة ستبدأ في شهر تموز لكن المرحلة الأكثر خطورة على القطاعات الزراعية كافة ستتركز على منتصف وأواخر الصيف".
وقال: "كقطاع شتول وأزهار نعتمد الزراعات المحمية سنواجه مشكلات كبيرة جراء انحباس المطر وتدني منسوب الينابيع، وسنضطر لشراء المياه مع بداية الصيف مما سيزيد الكلفة والاعباء وارتفاع الاسعار، ونلحظ من الآن أن أسعار المياه سترتفع وتبلغ مستويات قياسية، لانها ستكون سلعة يزداد عليها الطلب".
وأضاف المشطوب: نحن نعتمد على مياه "عين النبعة" في بلدة رأس المتن وفي الشتاء العادي تكون قوتها نحو ألفي متر في الساعة، فيما لا تتعدى الـ 300 متر اليوم، ونحن نتوقع ان تصل الى 50 مترا في ادنى مستوياتها في ظاهرة لم نشهد مثيلا لها من قبل، إلا أن كبار السن يؤكدون ان اجدادنا واجهوا سنة ماحلة قبل نحو من مئة سنة، ولكنها جاءت كسنة اعتراضية وليس في مسار تصاعدي على غرار ما نشهده اليوم، من تغيرات مناخية تزداد وتيرتها سنة بعد سنة، بحيث بتنا نتخوف من الجفاف كحالة دائمة في المستقبل، مع العلم انه يستفيد من "عين النبعة" عدد كبير من المزارعين مداورة". واشار إلى أنه "ازاء الواقع القائم لا نملك الا أن نرفع الصوت لا أكثر".
قطاع التفاح

وتوقع المزارع سامي الاعور أن يتعرض "قطاع زراعة التفاح الى نكسة"، لافتا إلى أن "مشكلة هذا القطاع تتمثل في ارتفاع كلفة الانتاج لان شجرة التفاح تحتاج الى رعاية على مدار السنة والى اسمدة وانواع كثيرة من المبيدات، ولن يكون في مقدورنا كمزاعين شراء المياه لري البساتين".
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن