"غدي نيوز"

دعا ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز مسؤولي الشركات إلى التحرك للتصدي لتغير المناخ، وحذر من أن التقاعس عن ذلك سيترك العالم ماضيا على طريق الدمار، في أحدث تصريحات علنية من وريث العرش البريطاني خلال شهر أثارت فيه وجهات نظره جدلا سياسيا ودبلوماسيا.
وكان تشارلز تسبب في جدل سياسي الأسبوع الماضي بمقارنته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأدولف هتلر حيث دعا بعض المشرعين ولي العهد البالغ من العمر 65 عاما إلى عدم الجهر بآرائه الشخصية.
لكنه أظهر أنه عازم على الإفصاح عن آرائه عندما دعا جمهورا من مسؤولي الشركات العالمية إلى اتخاذ قرارات صعبة بخصوص تغير المناخ والرأسمالية حتى إذا نال ذلك من شعبيتهم.
وقال إن العالم تحت رحمة أناس ينكرون بصخب وبقوة أن نموذج العمل الحالي يسرع التغير المناخي الذي قد يدمر العالم.
وقال في كلمة في لندن خلال مؤتمر بعنوان الرأسمالية الشاملة "يمكن أن نختار التحرك الآن قبل فوات الأوان، مستعينين بكل ما بوسع كل منكم ممارسته من سلطة وقوة لخلق مجتمع شامل وقابل للاستمرار ومرن."
واضاف "بالطبع ستكون هناك خيارات صعبة... وخذوها مني... في الأجل القصير لن تكونوا محبوبين بين نظرائكم... لكن إذا وقفتم ثابتين واتخذتم الاجراء الضروري... فلدي ثقة كاملة في أن المكاسب ستكون هائلة."
وجرت العادة على ألا تعبر الأسرة الملكية في بريطانيا عن آراء سياسية علنا. ولم تدل الملكة إليزابيث (88 عاما) قط بآراء سياسية شخصية منذ تولت العرش.
وقال الأمير تشارلز خلال المؤتمر الذي يتحدث فيه أيضا الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد ومحافظ بنك انجلترا المركزي مارك كارني "نحن نقف عند لحظة محورية في التاريخ."
وأشار إلى تزايد محنة الأشخاص الأكثر تعرضا للمخاطر في العالم والتغير البيئي الذي لم يسبق له مثيل، والذي قال إنه ما من شك في أنه تزايد بسبب الاحتباس الحراري الذي نتج عن أنشطة البشر والضغوط الكبيرة على أنظمة دعم الطبيعة.
وقال: "تلك التغيرات تهدد بتقويض كل التقدم الذي حققناه... ما لم نتمكن من إيجاد نهج أكثر استدامة وشمولا."
وأضاف: "إذا كان هناك من ثمن ينبغي أن يدفع لتحقيق التحول الضروري، فسيكون التخلي عن الحل القصير الأجل الذي يبدو في ظاهره سهلا والذي يعتقد نموذجنا من الرأسمالية أنه ضروري... والتركيز بدلا من ذلك على مناهج تحقق عوائد دائمة ومفيدة."