"غدي نيوز" – أنور عقل ضو

لم يحدث أن شهد شهر حزيران (يونيو) طقسا باردا وعواصف وأمطار، فيما هو في الأساس بوابة الصيف، معه ترتفع درجات الحرارة مدشنة فصلاً جديدا.
لكن يبدو أنه لم تعد ثمة معايير طقسية متوازنة. ومن هنا، لم تعد التغيرات المناخية مجرد ظاهرة تمر كحالة عابرة كل عشر سنوات، أكثر أو أقل، وإنما باتت تمثل واقعا نعيش تبعاته طقسا متطرفا تغيرت معه سمات الفصول الأربعة.
وثمة مظاهر كثيرة رصدها "غدي نيوز" في اليومين الماضيين، ومنها ظهور حشرات الجراد في المتن الأعلى، وبعضها في وضعية التلاقح على أشجار التوت المثمر، أي أنها ستضع آلاف البيوض دون أن تشكل خطرا كارثيا، فـ "انخفاض درجات الحرارة مع الأمطار لن يساعدا في انتشارها على نطاق واسع" على ما أشارت لـ "غدي نيوز" المهندسة الزراعية جنان أبو سعيد.

الأكي دنيا الجبلية

وما يثير الاهتمام أن موسم "الأكي دنيا" بدأ في المناطق الجبلية وهو ما يزال في طور النضوج، وبدت الثمار نضرة من قرى جرد عاليه إلى المتن الأعلى، أي على ارتفاع ألف متر وما فوق، حتى الأشجار الصغيرة التي زرعت مؤخرا بدأت مرحلة الإثمار، فيما الأشجار المعمرة والتي زرعت أساسا للاستطباب بأوراقها فبدأت مرحلة الإنتاج على ارتفاع ثمانمئة متر.
ويقول وسيم أبو فراج أن "لدينا أشجار (أكي دينا) في بلدة بعلشميه (800 – 1100 متر) - قضاء بعبدا كانت مهملة وزرعها جدي كأشجار زينة ومنذ سنوات عدة بدأت تعطي ثمارا"، فيما يقول شقيقه يامن أبو فراج وهو صاحب سوبر ماركت "اننا نستقبل في هذه الفترة موسم (الأكي دنيا) الجبلية".
ولا يقتصر الأمر على الأكي دنيا فحسب، فالليمون في بلدة القريِّة (1050 م) حمل في آن معا ثمار هذا الموسم وأزهارا لموسم السنة المقبلة، فضلا عن أنواع كثيرة من الفاكهة الاستوائية كالجوافة والكيوي والأفوكادو، إضافة إلى الليمونيات.

مخاوف من خسارة مواسم

أما مواسم التفاح والأشجار الجبلية المثمرة فتراجع إنتاجها، وهذا ما حذرت منه الخبيرة في المحاصيل الزراعية الدكتورة ديانا أبي سعيد، إذ قالت أن "ثمة مخاوف من أن نخسر المواسم الجبلية"، وهذا بالفعل ما حدث بالنسبة لموسم الكرز في أعالي المتن، إذ تسببت موجة حر في نضوج الثمار وأعقبتها موجة برد تسببت في تشقق الكرز.
ويقول المزارع سعيد المغربي من بلدة كفرسلوان "ان نحو 60 بالمئة من الكرز غير صالح للتسويق"، لافتا إلى أن "هذا الموسم نعول عليه في هذه الفترة".