"غدي نيوز"
بعد طقس ماطر ورياح شديدة الأسبوع، وانخفاض درجات الحرارة والعودة إلى إشعال مواقد الشتاء، سيطرت اليوم موجة حر غير مسبوقة في هذه الفترة، أي في النصف الأول من شهر حزيران، وعاش المتن الأعلى وعاليه ما يعرف بـ "العبوق" أي الحر الشديد مصحوبا برياح خماسية، إذ تجاوزت درجات الحرارة الثلاثين درجة مئوية، فيما بدت من مدينة عاليه بيروت مغطاة بما يشبه الضباب الناجم عن شدة الحرارة.
ويبدو أن المواطنين سيضطرون إلى تصويب بعض الأمثال الشعبية المتوارثة جيلا بعد جيل بحكم الخبرة والتجربة، فـ "الماء في تموز يغلي في الكوز" ما عاد يصح في وقتنا الحاضر، فحزيران بدا أشد قوة وحضورا من تموز.
وكانت مصادر الأرصاد قد حذرت من نشوب حرائق، إلا أن المتن وقضاء عاليه نجوا من كارثة كان يمكن أن تتسبب بها الحرائق وتطاول الأحراج ولا سيما الصنوبر منها.
وفي ظاهرة غير معهودة من قبل، اضطر المواطنون الأسبوع الماضي لاستخدام المدافىء، فيما عمد بعضهم اليوم إلى تشغيل مكيفات الهواء، وقد يضطرون غدا الى استعمال المدافئ مجددا، إذ توقعت مصلحة الأرصاد الجوية أن يشهد الطقس غدا انخفاضا بدرجات الحرارة ورياحا قوية وأمطارا متفرقة، مع الاشارة إلى أن المواطنين في الجبال كانوا في العادة يقومون بإزالة المدافئ في أواخر نيسان (ابريل) من كل عام.
وثمة مخاوف من أن تتسب التغيرات السريعة في الطقس بين حار وبارد بتضرر الزراعات الصيفية وضمور وتشقق ثمار الاشجار الجبلية كالتفاح والخرما والخوخ والدراق والاجاص (الكمثرى)، على غرار ما تعرض له موسم الكرز الجبلي مؤخرا.
ورأى المزارع سامي جمال الدين أن "تغيرات المناخ ستطاول أيضا بنتائجها الكارثية الزراعات البديلة كالكيوي والأفوكادو والجوافة"، وقال: "ما زال التفاح في منأى عن الضرر حتى الآن وهو الموسم الأساس في أعالي المتن وجرد عاليه"، لكنه تخوف "من تساقط الثمار نتيجة الحر الشديد في غير أوانه".
فيما أشار إيلي الهبر إلى أن "الفاكهة التي تنضج باكرا كاللوزيات والتوت (الهزاز) لم تكن ثمارها كبيرة ومذاقها افتقد إلى طعمه المعهود"، لافتا إلى أن "ثمار التوت تساقطت بكميات كبيرة نتيجة الحر الشديد قبل نضوجها بالكامل".
عكار
وأدت الرياح الجافة والحارة المحملة بالغبار والتي بلغت سرعتها ليل الاربعاء الخميس اكثر من 80 كيلومتر بالساعة والمستمرة حتى اليوم (6-6-2014)، وان بانخفاض نسبي لدرجات الحرارة، الى وقوع خسائر كبيرة في محاصيل بساتين الاشجار المثمرة لا سيما التفاحيات واللوزيات والفاكهة على انواعها وبخاصة الحمضيات والكرمة كما تسببت بتمزيق العديد من البيوت الزراعية المحمية وخربت مواسم الخضار (بندورة وخيار وكوسا ولوبياء وغيرها)، الامر الذي حمل المزارعين مع بداية جني ثمار اشجارهم ومزروعاتهم خسائر كبيرة.
وقال خالد موسى الذي يملك بستان خوخ، بان "أكثر من 50 بالمئة من انتاجه قد اسقطته الرياح الهوجاء التي الحقت بثمار الخوخ اضرارا بات من المتعذر بيعها في الاسواق".