براندي شاستين: لاعبة كرة القدم التي خلعت قميصها احتفالا

Ghadi news

Tuesday, July 15, 2014

"غدي نيوز"

عام 1999، أصبحت لاعبة كرة القدم الأميركية، براندي شاستين، من أكثر الناس شهرة، فبعد إحرازها ضربة جزاء حققت فوز بلادها في نهائي كأس العالم للسيدات. وفي رد فعل مثير للجدل، خلعت قميصها احتفالا بالهدف.
وقالت وهي تتذكر هذه اللحظة "خيم الصمت على الملعب. من المدهش إسكات أكثر من 90 ألف شخص بهذه الطريقة. كنت سأسمع دقات قلبي لو توقفت (عن الاحتفال)".
وكانت ليلة ساخنة في ولاية كاليفورنيا، موطن شاستين، فملعب روز بول الكبير كان ممتلئا عن آخره، وكانت الولايات المتحدة متقدمة بهدف في ضربات الجزاء أمام الصين.
وعادة ما كانت شاستين تستخدم قدمها اليمنى لركل الكرة، لكن هذه المرة وجهها المدرب، توني ديكيكو، إلى استخدام اليسرى. وتقول "لم أركل أبدا الكرة بقدمي اليسرى في أي مباراة تنافسية، فما بالك بكأس العالم."
كان ديكيكو قلقا من أن منتخب الصين تدرب على ضربات الجزاء وأراد أن يصعب الأمر على حارسة المرمى، جاو هونغ.
وكانتا شاستين وهونغ قد تواجهتا في ضربات الجزاء في مباراة سابقة في بداية العام نفسه.
وتقول شاستين "هونغ وترتني. كنت أفكر فيها وأنا أركل الكرة أكثر من الركلة نفسها". ولم تحرز شاستين الهدف وخسرت الولايات المتحدة المباراة.
لكن في مباراة نهائي كأس العالم، لم تنظر شاستين إلى هونغ، وركزت في استخدام قدمها اليسرى. ودخلت الكرة إلى مرمى الصين وفازت الولايات المتحدة بالمباراة.
وقالت شاستين "خلعت القميص ولوحت به في الهواء فوق رأسي ثم جثمت على ركبتي في الأرض في إشارة للاحتفال. ولم أخطط لرد الفعل هذا من قبل. كان خليطا من التلقائية والجنون والراحة والمتعة والرضا مجتمعين."
وانتشرت صور شاستين وهي على ركبتيها مرتدية حمالة الصدر الرياضية حول العالم. ونشرتها ثلاث مجلات كبرى، هي نيوزويك وسبورتس إلستريتيد وتايم، على الصفحات الأولى تحت عناونين "حكم النساء!" و"نعم!" و"يالها من ركلة!"

تصرف غير مسبوق

وعلى الرغم من أن الكثير من لاعبي كرة القدم الرجال خلعوا فيما سبق قمصانهم احتفالا بإحراز الأهداف، إلا أن فكرة أن تفعل ذلك إمرأة كانت غير متصورة بالنسبة للبعض.
ورأى النقاد أنه تصرف غير مناسب، واتهمت شاستين بصرف الانتباه بعيدا عن كرة القدم وعن البطولة. ولم تعتذر شاستين عن تصرفها لكنها تقبلت رفض البعض له.
وتقول شاستين: "سيكون هناك دائما أشخاص يقولون لماذا فعلت ذلك؟ أنه شيئ غير محترم".
لكنها لا تهتم بذلك، وتضيف: "أنا امتننت لهذه التعليقات لأنها أعطتني منبرا جديدا للتعبير عن نفسي بشأن ما منحتني الرياضة".
وتقول: "هناك شيئ جوهري في الرياضة لا يوجد في مكان آخر، حينما تأتي لحظة مثل تلك التي تسجل فيها هدف الفوز في بطولة كأس العالم، فمن المسموح لك أن تعبر عن هذا الإحساس وهذه العاطفة، رد الفعل هذا لا يخرج في أي مكان آخر".
إنها ترغب فقط في أن يتم تقييم الفريق على أدائه المتميز، وليس على اللحظة العابرة التي خلعت فيها قميصها.
وجاء احتفالها، اللافت للنظر، بالهدف في وقت وصلت فيه كرة القدم النسائية إلى مستوى جديد من النجاح.
وخلال ذلك العام اكتظت مدرجات الملاعب بأكثر من 660 ألف شخص، شاهدوا بطولة كأس العالم للسيدات في الولايات المتحدة، بينما شاهدها أكثر من 40 مليون شخص عبر التلفزيون في الولايات المتحدة فقط.

إقبال متزايد

واجتذبت المباراة النهائية أعدادا غير مسبوقة من الجماهير، بشكل لم يشهده أي حدث رياضي نسائي من قبل.
بالنسبة لشاستين فإن الموقف لفت أنظار العالم إلى كرة القدم النسائية، وتقول: "لم تعد كرة القدم النسائية مجهولة بعد ذلك، لقد أصبح الناس يتحدثون عنها".
لقد ازاد عدد الفتيات اللاتي يلعبن كرة القدم بشكل كبير، منذ أن بدأت شاستين مشوارها الكروي قبل نحو أربعة عقود.
وتقول شاستين: "يزداد عدد الفتيات اللاتي يلعبن كرة القدم في الولايات المتحدة أكثر من أي رياضة أخرى".
وتضيف: "حينما لعبت كرة القدم في دوري الجامعات كان هناك 75 فريقا، والآن يوجد 320 فريقا في قسم الدرجة الأولى. النساء والرجال يعلبون كرة القدم بالطريقة نفسها".

الــ BBC

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن