"غدي نيوز" – أنور عقل ضو

تحول الدرج العتيق في مدينة عاليه الذي يربط شارع "البيسين" بالشارع الرئيسي معلما ثقافياً يضاف إلى قائمة المعالم السياحية والجمالية في المدينة، وهو يرقى إلى خمسينيات القرن الماضي، وبات موئل الفنانين التشكليليين من لبنان والعالم من خلال معرض الفن التشكيلي السنوي، وقد احتضن أمس تظاهرة ثقافية حاشدة في نسخته الرابعة، وأضفى على المدينة أجواء افتقدتها بسبب الظروف التي أبقت عاليه في دائرة السياحة الداخلية، إلا أنه أعاد نبضا افتقدته وأوجد فسحة تلاقٍ بين الفنانين التشكيليين المشاركين في ما بينهم، وبين الجمهور الذي ضاق به ما بات يعرف بـ "درج الفن".
المعرض أقيم برعاية وزارة الثقافة وبالتعاون مع بلدية عاليه، ونظته الفنانة التشكيلية غنوة رضوان. حضر الافتتاح لواء جابر ممثلا النائب طلال ارسلان، رئيس بلدية عاليه وجدي مراد وفاعليات.
بعد قص شريط افتتاح المعرض اشار مراد إلى أنه "كما قلنا منذ ستة عشر عاما ان عاليه هي مدينة الفن وقد اقيم فيها ثلاثة سمبوزيومات دولية للنحت، فضلا عن سمبوزيومات الرسم، ومنذ تلك الفترة حتى اليوم لا تزال اعمال النحت قائمة، ويوجد فنانون يعملون سنويا في انجاز منحوتات فنية"، ونوه "بجهود الفنانة غنوة رضوان"، ولفت إلى "اننا تقصدنا ان يكون المعرض على درج بيسين عاليه ليعطي مسحة فنية متسمة بالبساطة، لكنه غني بما يضم من لوحات في مدينة سياحية من الدرجة الاولى".
واعتبر مراد ان لبنان "تأخر سياحيا وذلك بسبب الوضع الحكومي والامني ولكن نحن بألف خير"، وأشار الى ان "هناك مشروع متحف دائم للفنون التشكيلية في عاليه سيضم اللوحات التي أنجزت في سمبوزيومات الرسم في المدينة"، لافتا الى "استملاك الطابق السلفي من بلاكين عاليه ما يتيح الشروع بانجاز هذا المتحف".
وشكرت رضوان الفنانيين المشاركين، لافتة إلى "اننا فوجئنا بحجم المشاركة حتى أننا تلقينا اتصالات من فنانين عربا وأجانب، وبعضهم لم يتمكنوا من الحضور لكنهم أرسلوا إلينا لوحاتهم".
بعدها جال الحضور في أرجاء المعرض الذي تميز بمشاركة فنانين تشكيليين مخضرمين وآخرين ممن بدأوا يثبتوا هويتهم الفنية، وتوزعت الأعمال بين مدارس فنية مختلفة من الكلاسيكية إلى الانطباعية والانطباعية الحديثة والسوريالية والتجريدية وغيرها.