"غدي نيوز" – أنور عقل ضو

في بلدٍ أقصى ما أنجزه على مستوى أحلام الشباب لم يتعدَّ تشريع أبواب الهجرة أمامهم، بحثا عن حرية مهدورة وكرامة مصادرة في وطن ما عاد أبناؤه ينتمون لفضاء إنساني وسط ما يواجهون من تحديات، آثر المهندس الشاب ابن الخمسة وعشرين ربيعا، جلال معن الْـعَــــبَـــنِّــي ابن بلدةِ بمهريه - قضاء عاليه، أن يبعث برسالة سلام إلى لبنان والعالم، وهو ما يزال يتابع دراستة لنيل درجة الماستر في هندسة الميكانيك والكهرباء في المانيا، أن يعود إلى لبنان قاطعا مسافة 2850 كيلومترا من ألمانيا الى بمهريه على دراجة هوائيه.

الحدود ليست سوى حواجز مصطنعة

كان يمكن للعَــــبَــنِّي أن يمضي إجازة الصيف في منتجعات ألمانيا، لكنه أراد – على ما قال لـ "غدي نيوز"، أن يبعث "برسالة سلام تكون بمثابة ردٍ على ما يشهد العالم من نزاعات وحروب"، معتبرا أن "الحدود بين الدول ليست سوى حواجز مصطنعة لا قيمة لها أمام الجغرافيا الانسانية وما تمثل من قيم حضارية وثقافية".
من هنا كان قراره تمضية أيام قليلة في ربوع بلدته بمهريه المتكئة على جبل الباروك، والمستظلةِ أرزه، مواجهاً الأخطار والظروف الطبيعية القاسية، ومتسلحاً بالقوة والإرادة ليقدم المثالَ على أن الشاب اللبناني قادر على اجتراح المعجزات.

العودة إلى بمهريه

وقال: "يحدوني حب المغامرة والاستكشاف والتعرف على مجتمعات جديدة والوقوف على ثقافاتها وتقاليدها، فقررت الافادة من عطلة الصيف قبل العودة لمتابعة الماستر في الهندسة والقيام بهذه الرحلة على دراجة هوائية"، لافتاً إلى أن مسار رحلته "امتد من ألمانيا، النمسا، سلوفاكيا، هنغاريا، رومانيا، بلغاريا وتركيا"، مشيرا إلى أنه وصل "إلى انطاليا في تركيا ومنها توجه بالطائرة الى بيروت، لاستحالة المرور عبر سوريا، ومن مطار بيروت قطعت المسافة الى بمهريه على الدراجة الهوائية".
وإذ عرض لمشاق الرحلة، نوه العَــــبَــنِّي إلى "الحفاوة التي استقبلت بها في الدول التي عبرتها شارحا لمواطنيها الهدف من الرحلة وهو تحقيق السلام ونبذ العنف، فعرضوا المساعدة في كل محطة وصلت إليها، وقدموا لي الماء والطعام وأحيانا المنامة".

القيام بجولة حول العالم

ولفت العبنِّـــــــي قائلا ان "اهتمامي يتركز الآن على انهاء الدراسة دون التخلي عن حلمي الأكبر وهو القيام بجولة حول العالم على دراجة هوائية ورافعا في كل دولة أمر بها علم لبنان".