كاتاتونبو الفنزويلية... عاصمة البرق في العالم

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Saturday, September 27, 2014

"غدي نيوز"

في أي مكان من العالم، قد يكون من الجميل جداً أن ننظر إلى السماء الصافية خلال الليل، وإلى النجوم التي تتلألأ في الفضاء الواسع. ولكن في فنزويلا، وتحديداً في مخيم كاتاتونبو شمال البلاد، يسود الحزن في أوساط المخيمين ليلاً، كلما شاهدوا النجوم... فالغاية من مجيئهم إلى المكان يومياً، هي رؤية الغيوم العملاقة، التي حين تصطدم ببعضها البعض، تحدث أمواجاً متواصلة من البرق، ولوحة آسرة لا يمكن رؤيتها في أي مكان آخر في العالم.
وتعرف الظاهرة في كاتاتونبو، باللغة الإسبانية بـ"ريلامباغو دي كاتاتونبو"، وهي ظاهرة مناخية تنقل أطول وأكثر أنواع البرق استمراراً، الذي من الممكن أن تشهده الكرة الأرضية، حيث يظل البرق يضيء سماء المنطقة لنصف العام تقريباً.

ألوان البرق المخيفة والساحرة

منذ 20 عاماً، يقوم آلان هايتون بجلب السياح والعلماء وصناع الأفلام إلى هذه المنطقة، حيث يلتقي نهر كاتاتونبو ببحيرة ماراكايبو، فيما تشتعل فوقهما السماء بألوان البرق المخيفة والساحرة في آن. يقول هايتون "إنه أمر لا يصدق"، مضيفاً أن "هذه الظاهرة هي من أجمل ما تقدمه لنا الطبيعة الأم".
وفي الواقع، تم الاعتراف رسمياً بكاتاتونبو كـ"عاصمة العواصف الرعدية في العالم" في شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام الحالي، حين اعترف بها "كتاب غينيس للأرقام القياسية"، كـ"مركز أقوى تمركز للبرق في العالم". وكانت قرية كيفوكا في جمهورية الكونغو الديموقراطية سبقتها إلى حمل هذا اللقب.
ولكن فيما كانت كيفوكا تنتج 158 ضربة من البرق بالكيلومتر المربع الواحد، تمكنت كاتاتونبو من التغلب على هذا الرقم، من خلال رصد 250 ضربة من البرق في الكيلومتر المربع الواحد، و1,6 مليون ضربة سنوياً.
ويضرب البرق هذه المنطقة حوالي 160 ليلة في السنة، حيث تظهر ومضاته لمدة تتراوح بين سبع وعشر ساعات في الليلة الواحدة.
يذكر أن البرق هو الضوء المبهر الذي يظهر فجأة في قلب السماء في الأيام التي تسوء فيها أحوال الطقس، وهو عبارة عن الضوء الناشئ نتيجة تصادم سحابتين، إحداهما تحمل الشحنة الكهربائية السالبة، والأخرى تحمل الشحنة الكهربائية الموجبة، وينتج عن التصادم شرارة قوية تصدر على هيئة الضوء الذي يظهر فجأة ثم يختفي، كما أن هذا الضوء يعقبه صوت عالٍ يسمى الرعد، والإثنان معاً يطلق عليهما اسم الصاعقة.

فخ الجبال المحيطة في المكان

وفي الوقت الذي يحاول العلماء تفسير قوة هذه الظاهرة في كاتاتونبو الفنزويلية، تشير أكثر التفسيرات قبولاً حتى الآن، إلى أن الرياح القادمة من البحر الكاريبي، تنفث الهواء الدافئ فوق بحيرة ماراكايبو، قبل أن تصطدم بالهواء البارد القادم من الأنديز. وحين يقع هذا الهواء في فخ الجبال المحيطة في المكان من جهات ثلاث، يتحول إلى غيوم تفرغ طاقة كهربائية من عاصفة ناجمة عن التصادم بين الغيوم.
ويضرب البرق أحياناً في كاتاتونبو على علو منخفض جداً. هايتون يشير مثلاً إلى أن منزله تضرر جداً في العام 2012 من البرق".
من جهته، يعتقد الناشط البيئي الفنزويلي إريك كيروغا أن "العواصف الرعدية تساعد على تحسين وضع طبقة الأوزون المتضررة"، وهو يقود حملة تطالب بالاعتراف بمجمل النظام البيئي الذي ينتج العواصف الرعدية كـ"جزء من التراث العالمي" لمنظمة الـ"يونيسكو".

بتصرف عن "بي بي سي وورلد" + "السفير"
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن