"غدي نيوز"

وصلت أمطار الخير باكرا هذا العام وغمرت كل لبنان، روت الأرض العطشى ورفدت الينابيع لتعود وتغدق خيراتها من مياه.
وصلت أمطار الخير، أسقطت الطبيعة قرار استيراد المياه من تركيا، هذا "القرار – الفضيحة" الذي تصدينا له كـ "غدي نيوز" في الحملة المشتركة مع موقع "ليبانون ديبايت" تحت عنوان "سوا منرجع الماي لمجاريها"، الذي اختزل أزمة المياه في لبنان الناجمة عن سوء إدارة هذه الثروة رغم تراجع نسبة المتساقطات، وسلطنا الضوء على الفساد المستشري الذي شرع تجارة المياه في بلد المياه.
وصلت أمطار الخير، وهي تعادل بأضعافٍ مضاعفة ما كان سيستورد لبنان من مياه، في ما لو تم تبني قرار استيرادها من تركيا، ولكنا الآن أمام فضيحة مائية: استيرد المياه فيما الطبيعة تمطر بغزارة، دون الخوض في تفاصيل حول مزاريب الهدر وحلقة المستفيدين على حساب خزينة الدولة ومال الناس في ظروف اقتصادية صعبة وقاسية.
وصلت أمطار الخير وفرحت الأرض بالزائر المنتظر، ارتوى الزرع والشجر، وستعود الخضرة لتزين جبالنا وسواحلنا وكل بقعة كاد العطش أن ينال منها.
وصلت أمطار الخير، تنفس التراب عابقا برائحة محببة طال انتظارها، فكانت الطبيعة كريمة استجابت لنداء البذار في الأرض، لنداء المزارع ليروي زرعه بعد أن رواه بعرق التعب، لنداء المواطن الذي ظل يشتري الماء مقتطعا من راتبه مبالغ طائلة، كان يمكن أن يؤمن بها بعض مستلزمات الدراسة ومؤونة الشتاء.
وصلت أمطار الخير رسالة حب ورجاء، محملة بالفرح لجذور الشجر، ولتحيي الأرض ولتنعش آمال البشر.
 
أنور عقل ضـو