"المدينة المحرّمة" في بكين... تاريخ يرويه قصرها الإمبراطوري

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Tuesday, September 30, 2014

أدرجت على قائمة التراث الثقافي من اليونسكو 1987
"المدينة المحرّمة" في بكين... تاريخ يرويه قصرها الإمبراطوري

"غدي نيوز"

يروي القصر الإمبراطوري او "المدينة المحرمة" في وسط العاصمة الصينية بكين، المواجه لساحة تيان آن مان والمتحف الوطني، حقبة تاريخية مهمة من تاريخ الصين المتوسط، يوم كان الحكم الملكي يقبض على تلك البلاد قبل مئات السنين، لذلك لا جدال في كونها قبلة للسيّاح الذين يتوافدون الى الصين، وخصوصاً اولئك الراغبين في التعرف إلى تلك الحضارة العظيمة.
وتعد "المدينة المحرمة"، التي تجمع في داخلها مجموعة من القصور المغطى أسقفها بالقرميد والمبنية بحجارة صخرية، ولكل منها بوابة وممرات وفسحات كبيرة مرصوفة الى جانب حديقة كبيرة ونهر صناعي يلف المدينة لدواع أمنية، من اقدم القصور في الصين وأكملها حفظاً.
أما القصر الإمبراطوري، فيعود تاريخه إلى نحو 600 عام، حيث بني في عهد أسرتي مينغ وتشينغ، واستمر تشييده من العام 1406 حتى العام 1420.
"الأجيال يساراً والمعابد يميناً والمكاتب أماماً والأسواق خلفاً". وفق هذا المبدأ، بنيت "المدينة المحرمة" التي تتصدر ساحتها الخارجية اليوم صورة للزعيم الشيوعي ماو تسي تونغ، وجنة طبيعية، وهو مبدأ حدده الكتاب الوثائقي القديم "تشو لي وكاو قونغ"، في حين اتخذت قصور مدينة نان جينغ، التي تم بناؤها في أوائل عهد أسرة مينغ الملكية، مرجعاً لها.

القصور الرئيسية

على خط محوري يمتد من شمال مدينة بكين القديمة إلى جنوبها، بطول ثمانية كيلومترات، تقع القصور الرئيسية لـ"المدينة المحرمة"، التي تحتل 720 ألف متر مربع. ويبلغ طولها من الجنوب إلى الشمال 960 متراً، وعرضها من الشرق إلى الغرب 750 متراً، فيما يصل إجمالي مساحة مبانيها إلى أكثر من 150 ألف متر مربع، تضم أكثر من ثمانية آلاف و700 غرفة.
ويحيط بـ"المدينة المحرمة" سور يبلغ ارتفاعه عشرة أمتار، ويوجد خارج هذا السور نهر اصطناعي يبلغ عرضه 52 متراً، ويسمّى بنهر هو تشنغ، أي نهر الدفاع عن المدينة.
على كل ركن من أركان السور المحيط بـ"المدينة المحرمة" مقصورة جميلة ورائعة، هياكلها معقّدة للغاية، وتعكس نمطاً فريداً من العمارة الصينية.
وفي موازاة الجانب المعماري، فإن "المدينة المحرّمة" تعد تاريخاً قائماً بحد ذاته، ففي داخلها الحكاية الكاملة للحقبة الملكية.
وفي هذه "المدينة المحرمة" أقام 24 إمبراطوراً على التوالي في عهدي أسرتي مينغ وتشينغ الملكيتين، وسيطروا على الصين لمدة 491 سنة.
ووفقاً للوظائف المختلفة، تنقسم "المدينة المحرمة" إلى جزءين وهما الجزء الأمامي والجزء الداخلي. يعتبر الجزء الأمامي مكاناً كان يقيم فيه الإمبراطور المراسم الضخمة، وتتوسطه ثلاثة أجنحة وهي تاي خه وجونغ خه وباو خه الواقعة على الخط الوسط. وأما الجزء الداخلي فهو مكان كان الإمبراطور يمارس فيه أعماله اليومية، علاوة على كونه مقر إقامة العائلة الامبراطورية، وتوجد فيه أجنحة تشيان تشينغ وجياو تاي وكون نينغ والأجنحة الستة الشرقية والأجنحة الستة الغربية وعمارات أخرى.

متحف القصر الإمبراطوري

أطاحت ثورة عام 1911 بحكم أسرة تشينغ الملكية، وقد سمحت "الاتفاقية التفضيلية لعائلة تشينغ الملكية" التي وقعتها الحكومة الديموقراطية وديوان أسرة تشينغ الملكية، للإمبراطور الأخير بو يي مواصلة الإقامة في الجزء الداخلي من القصر الإمبراطوري.
وفي عام 1914، أصبح الجزء الأمامي من القصر الإمبراطوري مفتوحاً للجماهير.
وفي عام 1924، طرد بو يي من القصرالإمبراطوري. وفتح الجزء الداخلي للجماهير بعد ذلك بعام، وهو يسمى بـ"متحف القصر الإمبراطوري".
وفي العام 1947، دمج الجزءان الأمامي والداخلي، وسميا معاً بـ"متحف القصر الإمبراطوري" .
وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية في العام 1949، ظل الحزب الشيوعي الحاكم والحكومة الصينية يهتمان بمتحف القصر الإمبراطوري، وهو يرصد كل سنة مبلغاً خاصاً لإصلاحه وإعادة ترميمه.
وبالنظر إلى اهميته التراثية والتاريخية، صنف مجلس الدولة الصيني القصر الإمبراطوري في العام 1961، كوحدة أثرية محمية مهمة على مستوى البلاد، قبل ان يدرج في قائمة التراث الثقافي التي حددتها منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة في العام 1987.
وحتى اليوم، يحتفظ القصر الامبراطوري بمليون قطعة من التحف، ليكون بذلك متحفاً شاملاً يجمع بين الفنون المعمارية القديمة والآثار الإمبراطورية والفنون القديمة المختلفة.
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن