أنور عقل ضو

نرحب بتقديم "حزب الخضر اللبناني" مرشحيه للانتخابات النيابية، لكن كبيئيين نعمل يوميا في قلب الجرح، نعتذر ونقول ان هذا الترشيح لا يمثلنا، دون الانتقاص من دور هذا المرشح أو ذاك، فالكل يتمتع بالكفاءة والعلم والخبرة ولسنا من يقيم أداء العاملين والناشطين في مجال البيئة.
لكن المشكلة ان القيمين على حزب الخضر اللبناني يتوهمون أن لبنان صنو ألمانيا وفرنسا وغيرهما من الدول التي استطاعت ان تراكِمَ رأي عام لصالح قضايا البيئة وشكلت رافعة حقيقية للنضال مكنتها من تأكيد حضورها في تصويب سياسات الحكومات، وغاب عن بالهم أننا ما نزال أسرى عصبياتنا ولم نتعدَّ كأحزاب وقوى سياسية مرحلة النضوج الوطني، بحيث لم تعد ثمة فسحة لقوى علمانية جامعة تكون الرد الحقيقي على أحزاب الطوائف، خصوصا وأن الأحزاب العلمانية بما فيها "الأحزاب الخضراء" لا يتعدى دورها بضع نشاطات إعلامية وتركيبة إدارية "مطعمة" من كل الطوائف، لزوم "الديكور الوطني" لا أكثر.
لقد فشلنا ونعلنها صراحةً كعاملين وناشطين في المجال البيئي من التوحد حول برنامج واحد، وحتى كبيئيين نعيش بعض "الشخصانية" لجهة استغلال الموقع لأغراض عنوانها عام لكن في مضمونها لا تمثل أكثر من طموح شخصي.
ومن ثم نحن كبيئيين (جمعيات وإعلاميين) من يمثلنا؟ وتالياً من وقف على رأينا – على الأقل من باب المجاملة، لنكون جزءا داعما لحملته الانتخابية؟ وماذا لو قرر "حزب البيئة اللبناني" إعلان مرشحيه؟ وماذا أيضا لو قرر بعض من يدعون تمثيلنا خوض هذا الاستحقاق أيضا؟
لكم حرية الترشح، ولنا حرية الاختيار، مع الاعتذار مسبقا بأن لا أحد يمثلنا قبل أن نبلور رؤانا ونوحد جهودنا ونختار مرشحينا جميعا، وفق آلية ديموقراطية بعيدا من الاستباق والالتفاف، إذ لا تكفي حملات تشجير ونشاطات إعلامية لقيام أحزاب وتجمعيات بيئية خضراء.
بكل محبة... نعتذر لا تمثـلوننا.