بحث

الأكثر قراءةً

اخر الاخبار

العيناتي يدعي على شركتي ترابة

"خطر وبائي".. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود

حملة توعية لجمعية غدي للتعريف عن الملوثات العضوية الثابتة وأخطارها

دراسة تكشف أصول "القهوة الصباحية".. كم عمرها؟

الصحة العالمية تتخوف من تفشي إنفلونزا الطيور بين البشر.. "أخطر من كوفيد 19"

تغيّر المناخ يضرّ بثمار العناب ويجعلها "فقيعاً"

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Wednesday, October 8, 2014

بعد توسع الزراعات البرية:
تغيّر المناخ يضرّ بثمار العناب ويجعلها "فقيعاً"

desloratadin dubbel dos desloratadin dasselta desloratadin yan etki

 "غدي نيوز" – أنور عقل ضو

انعدمت مواسم الخير أو تكاد، وكأنّ الأرضَ ما عادت تغدق خيراتها وسط ما نشهد من تغيرات مناخية وآفات زراعية لا عهد لنا بها من قبل، ويتكبدُ المزارعون خسائر وهم يعيشون ظروفا اقتصادية واجتماعية صعبة، حتى أن بعضهم يتناول بسخرية ما آلت إليه أوضاعهم، فالمشكلات لا تطاول الأشجار المثمرة فحسب، وإنما أنواع الزراعات الصيفية والشتوية، فالعام الماضي خسر المزارعون في جرد عاليه موسم الملفوف بسبب عدم تكتل ولف أوراقها بشكل دائري، فسرت نادرة بين المزارعين أن "إمكان أن يلف ويتكتل الملفوف بات مرتبطا بما يجري في سوريا والمنطقة!".
وكأننا أمام كوميديا سوداء، وسط مشكلة مستمرة وبخط بياني تصاعدي ينذر بكارثة ليس أقلها أن يخسر لبنان قطاعا منتجا، إن لم يتم تدارك المشكلات بخطة علمية وإيلاء الزراعة قسطا أكبر من الاهتمام والدعم.
ما تجدر الإشارة إليه في هذا السياق هو أن المزارعين في قضاء عاليه وبعض مناطق المتن الأعلى خسروا موسم العناب، بالرغم من أن هذه الشجرة ظلت حتى الأمس القريب عصية على الأمراض وهي تصنف كشجرة برية مثمرة، وشهدت زراعتها انتشارا واسعا، ولا سيما في جرد عاليه ووادي بحمدون، وثمة أشجار ينوف عمرها على مئات السنين، خصوصا في بلدة عين الحلزون التي تعتبر "عاصمة العناب في لبنان"، وتمد "السوق اللبنانية بأكثر من 50 بالمئة من العناب، أي نصف إنتاج لبنان"، على ما يؤكد ايلي الهبر، ويضيف: "هذه الشجرة مستوطنة البلدة وليست طارئة عليها، بمعنى ان عين الحلزون تمثل مع القرى المجاورة بيئتها الطبيعية، وهذا ما يفسر وجود اشجار يربو عمرها على الف سنة".
وأكد المزارع سامي الهبر أن "انتاج عين الحلزون من العناب يصل الى نحو مئتي طن"، لافتاً إلى أن "الانتاج تراجع هذه السنة إلى ما دون العشرين طنا".

زراعة بعلية

ونوه إلى أن "العناب من الزراعات البعلية التي لا تحتاج إلى مياه ولا الى رش مبيدات باستثناء مكافحة نوع من (السوسة) ونكافحها برش الاشجار مرة واحدة قبل نضوج الثمار"، ولفت الهبر إلى "وجود نوع من العناب الأجنبي يمتاز بكبر حجم الثمار وهو نوع منافس تجارياً ولكنه دون جودة العناب اللبناني طعماً ومذاقاً وفائدة".
وأشار الهبر إلى أن "الموسم ماحل هذه السنة والانتاج لن يتعدى في احسن الاحوال الـ 20 بالمئة، ما يعني اننا سنواجه مشكلة اقتصادية".
وفي بلدة المشرفة الواقع ذاته، فقد أكد المزارع حليم عجيب (مدير متوسطة المشرفة الرسمية سابقا) أن "الانتاج في البلدة لن يتعدى الطن الواحد"، وعزا السبب إلى موجات الحر والبرد المتعاقبة بينما العناب يتطلب طقسا معتدلا نسبيا"، لافتا إلى أن "المشكلة بدأت قبل سنوات عدة وتزداد عاما بعد عام، ما دفعني إلى قطع 25 شجرة من أصل 50 شجرة أملكها".
وأكد عجيب "ان المزارعين اعتـمدوا زراعة العناب كنوع من الزراعات البديلة ومنهم من بات يعتمد على هذا الموسم كمـورد رزق وحـيد"، واشار إلى أن "التحول إلى زراعة العناب جاء نتيجة أن هذه الشجرة لا تعرف الأمراض وليست بحاجة الى مبيدات وأسمـدة"، ولفت إلى أن "تبعات انعدام الموسم ستكون كبيرة على المزارعين، حتى أولئك الذين يعتمدون العناب كزراعة رديفة".
واشار إلى أن "الانتاج كان عبارة عن نوع من الثمار غير صالح للاستهلاك يسمى (الفِقَّيْع) وليس عنابا نضرا، فالثمار متغضنة وشبه فارغة من الداخل، ان ضغط عليها تصدر صوتا ومن هنا تسميتها (الفِقَّيْع)، فضلا عن اصـفرار الأوراق في عز الموسم"، وأكد عجيب أن "المشكلة قد تكون ناجمة عن أنه ليس هناك خمـيرة في الأرض، أي المياه الناجمة عن الأمطار والثلوج خصوصا أننا شهدنا انحباسا للمطر في أواخر الشتاء الماضي فضلا عن عوامل أخرى قد تكون مرتبطة بتغير المناخ".
وأشار المزارع سمير نصر من المتن الأعلى إلى "اننا لم نستفد من ارتفاع سعر كيلو العناب إلى 15 و25 الف ليرة"، ولفت إلى أن "العناب ما زال يتساقط ولا ثمار صالحة للاستهلاك".

صيدلية أمام الباب

"من لديه شجرة عناب أمام منزله لديه صيدلية". مثل قديم شائع يردده أبناء الجبال، وهو نتاج تجارب خبرها الأجداد جيلا بعد جيل، حتى تصدر العناب خلطة "الزهورات" الشتوية للعلاج من نزلات البرد، إذ يعمد المواطنون إلى قطف الثمار الناضجة وتجفيفها تحت أشعة الشمس فضلا عن استخدامه في مجال الاستطباب الشعبي.
أول الشعوب التي عرفت القيمة الغذائية والطبية للعناب هم الصينيون، لا سيما خصائصها المهدّئة، قبل آلاف السنين، ولعل أهمية هذه الثمار أنها غنية بمضادات الأكسدة التي تقي من الأمراض السرطانية والشيخوخة المبكرة.
العنّاب غني بالمعادن كالبوتاسيوم والفوسفور والمانغانيز والكالسيوم والصوديوم والزنك والحديد والنحاس، بالإضافة إلى الفيتامين B1 والفيتامين B2 إلى جانب كمية هائلة من الفيتامين C.
هذا المزيج المنوّع من الفيتامينات والمعادن يجعل من العنّاب فاكهة تساعد على تهدئة المعدة، وتخفيف التهاب الحلق، ودعم صحة القلب والأوعية الدموية، وتعزيز التمثيل الغذائي وتطهير الأوعية الدموية أو تنظيفها.
بعيدا من فوائده، فإن حراثة الارض تقضي على جذور العناب لأنها مكشوفة ولا تمتد عميقاً في التراب فهي الى حد ما جذور سطحية، وحراثتها بجرارات زراعية تقضي على الكتل الجذرية للعناب ما يؤثر في قوتها ونموها وتاليا إنتاجها، إلا ان هذه الخاصية تساعد على استنبات أغراس جديدة تنبت تلقائيا وبكثرة قرب الجذوع، بحيث يتم اقتلاع بعضها وزراعتها في أماكن أخرى.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن