"غدي نيوز" – أنور عقل ضو

قبل أكثر من خمس سنوات التقت بعض المجالس البلدية في وسط قضاء عاليه، وحددت أهدافا لمشاريع مشتركة وإطارا تنظيميا عرف باسم "تجمع بلديات عاليه"، وتوالت الاجتماعات واللقاءات واتسعت الحلقة لتشمل مؤسسات المجتمع الاهلي التي كانت حاضرة في رصد حاجات القرى والبلدات وإعداد الدراسات لمجموعة من المشاريع، إلى أن تمكن التجمع من إنجاز ثلاثة مشاريع أبرزها إقامة "منتزه عاليه الريفي" في منطقة "الحرش العريض" في رأس الجبل في مدينة عاليه الذي سيكون منتزها ريفيا ومساحة للتلاقي عبر مركز مجهز بخدمات ومرافق تتيح ممارسة رياضة المشي من خلال مسارات لطرق متعرجة على منحدر جبلي، تم تسييجها بحبال وسط أشجار الصنوبر لتكون موئلا طبيعيا لممارسة الرياضة والسياحة البيئية.
"المنتزه هو ثمرة التعاون بين تجمع بلديات عاليه والاتحاد الاوروبي الذي يقدم الدعم المالي والهبات للمشاريع الانمائية عبر وزارة التنمية الادارية"، يقول رئيس التجمع عصام عبيد، ويضيف: "تقدم الاتحاد بخمسة مشاريع لينال الموافقة على ثلاثة منها، وقد تم إنجازها بالكامل، وهي إلى جانب المنتزه الريفي المميز بموقعه على مساحة 40 الف متر مربع قدمتها بلدية عاليه في "الحرش العريض" قرب "سيمبوزيوم 2001" بهدف تعزيز السياحة البيئية في المدينة، ومن ثم "مكتب التنمية المحلية" وتحيطه باحة وحديقة على قطعة أرض مساحتها 5000 متر مربع قرب الجامعة اللبنانية في محيط "منطقة الكتانة" قدمتها بلدية عاليه أيضا، أما المشروع الثالث الذي تم إنجازه، فهو إعادة تأهيل 13 نبع مياه في مختلف القرى والبلدات المنضوية بلدياتها في التجمع".
ويؤكد عبيد أن "إنجاز هذه المشاريع ليس إلا مقدمة لمشاريع انمائية في مختلف المجالات سيعمل التجمع عليها لتحقيق الانماء الشامل قدر الامان في القضاء، عبر التعاون بين البلديات والبحث عن مصادر التمويل الممكنة"، مشيرا إلى أن "افتتاح المنتزه الرسمي سيكون خلال الاسابيع القليلة المقبلة لتبدأ عاليه مرحلة جديدة مع البيئة والرياضة".
أما البلديات المنضوية في التجمع، فهي: عاليه، محطة بحمدون، بخشتيه، بحمدون الضيعة، عين الجديدة، عين السيدة، عين الرمانة (عاليه)، بطلون، الرجمة، سوق الغرب، القماطية، بمكين، بتاتر، المنصورية _ عين المرج، شانيه، بدغان، صوفر، شارون، المشرفة ومجدلبعنا.
من جهته، ثمن رئيس بلدية عاليه وجدي مراد انجاز هذه المشاريع، مشيرا لأهمية "عاليه الخضراء وطبيعتها الصنوبرية ومناخها الصحي"، وقال: "عاليه هي القرية التي نحنّ إليها بقدر اهتمامنا بالمدينة، ونحن نعمل حتى نحافظ على التنوع الحضاري بين القرية والمدينة لأن ارتباطنا بالقرية هو ارتباطنا بأصالة الجبل والبيئة والصحة وارتباطنا بالانماء هو حق المدينة واهلها علينا، والعمل سيستمر بكل الامكانات للعمل وفق هذين الخطين ما يحفظ الاصالة والتطور في خط متواز".
وأكد مراد أن "هناك تكاملا بين عاليه وسائر القرى والبلدات"، لافتا إلى أن "الاولية ستكون دائما لصالح مشاريع مشتركة في هذه المنطقة الجغرافية"، ومنوها الى أن "بلدية عاليه وضعت وتضع إمكانياتها في سبيل تكريس التنمية وتعويض غياب الدولة كي لا تتوقف التنمية بما يمكننا من تحقيق مشاريع مهمة لعاليه والقرى والبلدات المحيطة".