بعد التمادي بقتل الضباع... بداية تسفيرها بذريعة حمايتها!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Tuesday, November 4, 2014

"غدي نيوز" – أنور عقل ضو

طالب رئيس "مركز التعرف على الحياة البرية – عاليه" الدكتور منير أبو سعيد "التصدي لظاهرة قتل الضباع، أي الحيوان المسؤول عن تنظيف البيئية الطبيعية التي يعيش الانسان بين ظهرانيها من الحيوانات النافقة، بدلا من أن تتحول مرتعا للحشرات والأمراض"، وناشد بعض وسائل الإعلام "عدم نشر صور الضباع المقتولة وتصوير الأمر وكأنه (بطولة) يعتد بها"، وشدد على "دور وزارة البيئة لجهة اعتبار أن مادة تنشر عبر وسائل الاعلام عن قتل الضباع بمثابة إخبار للنيابة العامة البيئية"، نافيا في الوقت عينه "الموروثات الشعبية حول الضبع اللبناني المخطط"، مؤكدا أن "الضبع لا يهاجم الانسان حتى وان كان في حالة جوع شديد إلا دفاعا عن النفس"، لافتاً إلى أن "دراساتنا العلمية نقضت كل الموروثات حيال هذا الحيوان الذي يقتات على جيف الحيوانات النافقة"، وقال: "الضبع هو عامل نفايات موجود في الطبيعة ويعمل دون أجر لصالح الانسان وبيئته".  
وتحدث أبو سعيد في مؤتمر صحافي عقده في قاعة المركز في مدينة عاليه، لافتا إلى أن "هذا العبث بالحياة البرية لم يعد مقبولا"، متسائلا "ما هي المعايير الاخلاقية والانسانية التي تشرع لنا القتل والتباهي بالتقاط الصور وتعميمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟".
واضاف: "في الماضي البعيد كان الضبع ينبش المقابر، ولذلك عمد الانسان إلى وضع الحجارة والصخور فوقها، ومن وجهة نظرنا فهذه مسألة لا يمكن تقبلها، أما بالنسبة للضبع، فهو كائن أوجده الله ضمن نظام متكامل مهمته تنظيف البيئة التي يعيش فيها من الحيوانات النافقة، وهو لا يميز في هذا المجال بين جيفة حيوان وجثة إنسان، هو يقوم بوظيفة محددة لها مردود مهم جداً على الانسان والبيئة التي يعيش فيها، فالضبع قادر على التهام الحيوانات النافقة وهو بذلك يرفع عن الانسان ضررها كمصدر للأوبئة والأمراض والروائح، ومن هنا فهو يعتبر حلقة مهمة في نظام أوجده الخالق عز وجل".
وناشد أبو سعيد "سائر الجهات المعنية في الدولة التشدد في ملاحقة كل من يقتل ضبعا ومحاسبته، ومساعدتنا في حملتنا التوعوية، لا سيما لجهة إدراج مادة إعلانية في مختلف وسائل الاعلام عن أهمية الضبع وسنزودها بشرائط مصورة للضباع كيف تخاف الانسان وهي موثقة لدينا في المركز، إلى جانب التعريف عن هذا الحيوان وأهمية وجوده في بيئتنا الطبيعية".
ولفت إلى أن "بعض المناطق اللبنانية بدأت تواجه تبعات قتل الضباع مع ازدياد عدد الخنازير البرية التي تخرب الأراضي الزراعية واضطرار المزارع الى ترك بساتينه تبور".

تهريب ام حماية؟

وانتقد أبو سعيد بشدة "ما هو قائم الآن لجهة إخراج الحيوانات البرية من لبنان بذريعة حمايتها"، وأشار إلى أن "هناك ضبعين الآن سيتم تسفيرهما الى الخارج قريبا بعد أخذ الاذن من وزارة البيئة"، ولفت إلى ان "هناك كثيرين ما زالوا فوق القانون ولا أحد يمكنه توقيفهم ومحاسبتهم".
وأكد أن "حيوانات لبنان البرية وجدت لتبقى في لبنان"، لافتا إلى "اننا لن نقبل بادعاء حمايتها لتسفيرها إلى الخارج فهنا موطنها وهنا تلعب دورها في التوازن البيئي"، ورأى أبو سعيد أن "ما وصلنا إليه من فوضى يفترض تفعيل القوانين لحماية الضباع وسائر الحيوانات البرية"، وناشد "وزير البيئة الذي يعتبر سندا للبيئة أن يتخذ إجراءات صارمة في هذا المجال".
وفي حديث لـ "السفير" أشار أبو سعيد إلى "اننا لسنا ضد اخذ الحيوانات غير اللبنانية الى مراكز تأهيل خارجية او إعادتها إلى موطنها الاصلي"، وعن الجهة التي تقوم بتسفير الضباع، قال: "لا يهمنا من هي الجهة، لأن ما يعنينا حقيقة هو ابتداع فكرة الحفاظ على الحيوانات البرية من خلال تسفيرها، لاننا نساهم في انقراضها أيضا"، وأكد أن "مخاطر حقيقية تتهدد بيئتنا من غزو أصناف من الحيوانات والطيور غريبة عنها".

سلاح ذو حدين

وقال: "نشهد اليوم غزو طائر يشبه الشحرور اللبناني اسمه ماينا  mynaأو  mynahوهو من فئة الزرزوريات، وهو من الطيور الغازية، لكنه مؤذ ويتكاثر بسرعة، وتم إطلاقه قبل سنوات في منطقة الروشة وحذرنا يومها من تكاثره، واليوم أصبح وجوده يمتد حتى منطقة الصياد في الحازمية، فهو عصفور شرس يؤثر على الطيور المحلية ويقضي عليها، ما يعني أن نقل حيوان من بيئة إلى أخرى (سلاح ذو حدين)".
واضاف: "بعض الجهات تعمد الى ايجاد أماكن لحماية الحيوانات البرية المستوردة كالاسود والنمور والقردة وتسفيرها، وهذا اجراء مهم يستدعي منا التنويه، لكن في الوقت عينه تقوم بتسفير الحيوانات البرية اللبنانية الى الخارج، ولكن ليس بهذه الطريقة نحمي هذه الحيوانات لان المفروض أن تبقى في لبنان مع كل الاخطار الموجودة والتي تتهددها، ويمكن القيام بحملات توعية لحمايتها".
وأشار أبو سعيد إلى "اننا عالجنا الكثير من الضباع وأعدناها إلى بيئتها الطبيعية وإلى بعض المحميات الموجودة في لبنان"، وقال: "أكثر من ثلاثين جروا من الضباع ولدت في الأسر داخل المركز وأمنا رعايتها ومن ثم أطلقناها في البرية ونتابع بعضها عبر أجهزة مراقبة"، لافتا إلى أن "الضبع ممكن أن يعيش في بيئته الطبيعية بسهولة لانه يقتات على الجيف وليس بحاجة لأمه لتعلمه الصيد على غرار الذئاب مثلا".
وتساءل: "من يدري كيف سيتم التعامل مع هذه الحيوانات البرية في الخارج؟، وهل ستوضع في حدائق الحيوانات لتعيش في الأسر؟ وهل سيتم اطلاقها في بيئة غريبة ودراستها؟".
وأكد مصدر علمي لـ "غدي نيوز" أنه "بحسب الاتفاقات الدولية يجب أن تبقى الحيوانات البرية في لبنان ولا يسمح بتسفيرها".
ولفت المصدر إلى أن "وزارة البيئة أجازت في السابق تسفير ضبعين بسبب أنهما كانا في حالة مزرية بسبب اطلاق النار والاعتداء عليهما وكانت أنيابها مكسورة"، وأكد أن "ضبعين آخرين صغيرين يتم تحضيرهما لتسفيرهما".
وأكد أن "في لبنان إمكانيات لرعاية هذه الحيوانات في بعض مراكز البحوث الجامعية كما يمكن الافادة من التجربة التخصصية في مجال الضبع اللبناني المخطط من خلال مركز التعرف على الحياة البرية في مدينة عاليه الذي سبق وعالج أيضا أسدا كان على شفير الموت".
وأشار إلى "اننا لسنا في وارد الدفاع عن وزارة البيئة في اجراء نراه خاطئا كخبراء وتراه الوزارة ضروريا لانقاذ حيوان"، ودعا إلى "تنسيق الجهود بين الوزارة والجمعيات التي تعنى بالحيوانات الأليفة والبرية ومراكز الابحاث الموجودة للوصول إلى رؤية مشتركة لحماية ما يفترض أن يكون ثروة للبنان وتنوعه البيولوجي". 


 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن