"غدي نيوز"
اعتبر الرئيس الاميركي باراك أوباما إن الولايات المتحدة "صنعت التاريخ" بهبوط مسبار الفضاء "كوريوسيتي" على سطح كوكب المريخ.
وقال اوباما في بيان له امس (6-8-2012) إن "الهبوط الناجح لكوريوسيتي، المختبر النفّاث الأكثر تطوراً الذي يهبط على كوكب آخر، يعد نجاحاً تكنولوجياً كبيراً يشكل فخراً وطنياً لوقت طويل في المستقبل... ويعكس الخطوات الكبرى الى الأمام باتجاه رؤية لشراكة جديدة مع الشركات الأميركية لإرسال رواد فضاء أميركيين إلى الفضاء على متن مركبات فضاء أميركية".
واشار الى إن هذه الشراكة ستوفر المال على دافعي الضرائب الأميركيين في ما تسمح للناسا بالاستمرار في زيادة معارف البشر.
وكان مسبار الفضاء "كوريوسيتي" التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" هبط بنجاح صباح امس على سطح كوكب المريخ في ختام عملية نزول دقيقة جدا. ووصف اجتيازه الغلاف الجوي للمريخ بـ "7 دقائق من الرعب"، استخدم خلالها نظاما آليا هو الأول من نوعه لدخول الغلاف الجوي للحد من سرعته التي كانت تبلغ 20 ألف كيلومتر في الساعة لتمكين إطاراته من الهبوط بهدوء.
وقالت "ناسا" إن المركبة الآلية البالغ وزنها نحو طنّ واحد هبطت داخل فوهة عميقة قرب خط الاستواء في كوكب المريخ بعدما اجتازت بنجاح غلافه الجوي. وتسعى المركبة للبحث عن أدلة حول احتمال أن يكون المريخ قد أوى نوعاً من أنواع الحياة في الماضي.
واجتاز مسبار الفضاء خلال رحلته من الأرض مسافة 570 مليون كيلومتر، وبعد لحظات من هبوطه بث أول ثلاث صور من سطح المريخ تظهر إحداها عجلة المركبة وصورة أخرى لظل المسبار على الأرضية الصخرية.
ومشروع كيوريوسيتي الذي يتكلف 2.5 مليار دولار ويطلق عليه رسميا المختبر العلمي للمريخ هو أول مهمة تتعلق بوجود حياة في الفضاء تقوم بها ناسا منذ مهام سفن الفضاء فايكنغ في السبعينيات.
والمسبار الذي انطلق من قاعدة كيب كنافيرال في فلوريدا يوم 26 تشرين الثاني(نوفمبر) مزود بمجموعة من المعدات المتقدمة القادرة على تحليل عينات التربة والصخور والغلاف الجوي على الفور وإرسال النتائج إلى الأرض. وسيمضي عامين في استكشاف فوهة جيل" وتقع قرب خط الاستواء للكوكب في النصف الجنوبي منه وجبل ارتفاعه خمسة كيلومترات يتكون مما يبدو أنها ترسيبات منبثقة من جوف الفوهة.
ويمثل هبوط المسبار على سطح المريخ انتصارا كبيرا وعلامة بارزة لناسا التي تعاني من خفض في الميزانية وتوقف برنامج المكوك الذي استمر 30 عاما.