أنور عقل ضو

هل رحل سعيد عقل وانطفأت جذوة الشعر؟ هو القائل يوما في رثاء الزعيم الهندي الكبير "نهرو": "سرُّ الهندِ أنت وكالنهى... أّوَتنتهي وإليكَ كان المنتهى؟"، لقد كان منتهى الشعر وأب القصائد وفارسها، وكم صدق يوم قال: "يا كَسّْروا قلامكن يا متلي اكتبوا"، أما "يارا" فأرخت اليوم جدائلها حزنا، ولن "يتمرجح" العمر بالجدائل "الشقر".
صدمتنا حتى البكاء وما علمتنا إلا الإباء والعزة لكن انكسارك أدمى شغاف القلوب، فليست القصيدة وحدها تواجه يُتْمَها، وإنما كل من قطف من ورد حدائقك غصن قصيدة، ونهل من نبع خواطرك ماءً زلالا، يواجه يُتْمَاً في لحظةٍ كأداء.
رحل سعيد عقل وفي القلب حرقة وغصة، هوى عمود بعلبك السابع فمن يسند قلعة الشعر بعده؟ وهل انتهى "مشوار" الشاعر؟ "وقالوا غمرني مرتين وشدّ... شوفوا الكذب لوين؟... مرة منيح تنين؟ ولا ردتوا إيدي ولا هو ارتد... شو بيفضحوا أسرار... ومشوار جينا عالدني مشوار".
أما لبنانه فسيبقى "صخرة بالنجم أسكنها طارت بها الكتب قالت تلك لبنان"، وإذا ما تعرض الوطن لعداون "أهلي ويغلون يغدو الموت لعبتهم إذا تطلع صوب السفح عدوان"، ولبنان جنته "هل جنة الله الا حيث ما هنئت عيناك وكل اتساعٍ بعد بهتان".
سعيد عقل صنو لبنان، وإن كان لبنان عصيا على الموت، فسعيد عقل كذلك، هو المتوج أبدا على مملكة الشعر والمعرِّشِ أبداً في فضاء السحر والإبداع.