شوارع من دون سيارات: 5 تجارب لتنقية هواء المدن

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Thursday, December 18, 2014

"غدي نيوز"

بعدما أصيبت بمستويات قياسية من تلوث الهواء، قررت سلطات العاصمة الفرنسية السماح للسيارات التي تحمل لوحة أرقام تنتهي بعدد فردي بالسير في يوم، وللسيارات التي تحمل لوحة أرقام تنتهي بعدد مزدوج بالسير في اليوم التالي.
والدافع هو الحد من معدلات التلوث التي بلغت 180 ميكروغراماً من جزيئات (PM10) لكل متر مكعب، وهو أكثر من ضعف الحد الآمن المتمثل في 80 ميكروغراماً فقط.
وبموجب إجراءات الطوارئ، انتشر 700 من رجال الشرطة في شوارع المدينة فجراً لضمان أن السيارات والدراجات النارية ذات الأرقام الصحيحة وحدها هي التي يسمح لها بالمرور. وبعد يوم واحد فقط، انتهت تلك التجربة، وقالت السلطات في باريس إنها تركت أثراً ملموساً في تخفيف تلوث الهواء. وتعد باريس من أحدث المدن التي خفضت عدد السيارات التي تمرّ في الشوارع، إما بدافع الحد من تلوث الهواء، أو للتخفيف من الازدحام المروري الذي يخنق الشوارع والطرقات.
وفي الآتي بعض المحاولات المبتكرة للوصول إلى شوارع خالية من السيارات، وكذلك إلى سبل جديدة للتحايل على القانون من قبل سائقين يصرون على ملازمة مقود سياراتهم.

ميكسيكو سيتي ــ المكسيك (1989)

حظر المسؤولون في المدينة مرور سيارات محددة في يوم معين من أيام الأسبوع وذلك في عام 1989. لكن التجربة جاءت بنتائج عكسية، فقد اشترى المقتدرون ماليا سيارات أخرى غير سياراتهم المحظورة لاستخدامها في يوم منع مرور سياراتهم الأولى. وهكذا تفاقمت حركة المرور. وما زاد الطين بلة هو أن بعضاً من تلك السيارات كانت أقدم وتصدر تلوثا أكبر. وقد توصل تقرير أصدره البنك الدولي إلى أن ذلك الحظر لم يحقق أي منفعة مرجوة.

شنغهاي ــ الصين الشعبية (2013)

شهدت مدينة شنغهاي التي يسكنها نحو 23 مليون نسمة نمواً متسارعاً خلال العقود القليلة الماضية. وصاحب ذلك النمو زيادة هائلة في أعداد السيارات. وفي العام الماضي، بلغت درجة التلوث الناجم عن السيارات وعن الصناعات الأخرى في المدينة 31 ضعفاً فوق معدل الأمان المقبول عالمياً.
فكيف واجهت السلطات هذه الظاهرة؟
لجأت سلطات المدينة إلى إجراء مزاد علني على عدد محدود تماماً من لوحات أرقام السيارات كل شهر، ويعادل كل منها سعر سيارة بالكامل، وفقا لصحيفة "الصين اليوم". وهذا المبلغ ليس مرهقاً بالنسبة للأغنياء الجدد في الصين، لكنه فوق طاقة فقراء المدن. لكن ذلك أدى إلى ازدهار محموم في تجارة لوحات أرقام السيارات العسكرية المزوّرة، والمعفاة من تلك القيود.

مديلين وبوغوتا ــ كولومبيا (2000)

تبنت مدينة مديلين، وهي ثاني أكبر مدن كولومبيا، سلسلة من البرامج الاجتماعية منذ خروجها من عقود من القلاقل الدموية التي أشعلتها عصابات تجارة المخدرات الكولومبية. وحاولت المدينة، منذ تسعينيات القرن الماضي، البعد عن استخدام السيارات والتوجه نحو وسائل النقل الجماعي لسكان المدينة البالغ عددهم 2.5 مليون نسمة. وتمثل جزء من ذلك في تخصيص يوم سنوي تخلو فيه شوارع المدينة من حركة السيارات. وشُجع الأهالي على ترك سياراتهم والانتقال مشياً أو بالدراجات الهوائية، أو وسائل النقل العام.
ودشنت العاصمة بوغوتا أول يوم لها من دون سيارات في الشوارع في العام 2000. وقد امتد ذلك اليوم هذا العام ليصل إلى أسبوع كامل.

كوبنهاغن ــ الدنمارك (منذ السبعينيات)

شرعت العاصمة الدنماركية في وضع صحة البيئة في صدر أولوياتها بعد أزمة النفط في السبعينيات. ونصت سلسلة من تشريعات تخطيط المدن على إعادة رسم فضاءات المدينة العامة وميادينها، وشجعت استخدام الدراجات عوضاً عن السيارات. وعلى رأس قائمة تلك التشريعات، فرضت ضريبة مبيعات بلغت 180 في المئة من سعر كل سيارة جديدة. وذلك يعني أن سيارة معروضة للبيع بمبلغ 20 ألف دولار تباع بسعر 50 ألف دولار. وتحولت مواقف السيارات العامة السابقة إلى ساحات عامة، ومناطق مخصصة للسير على الأقدام.

هامبورغ ــ ألمانيا (منذ العام 2030)

في مدينة هامبورغ الألمانية الساحلية، قد يكون مجرد حصولك على سيارة أمرا أكثر صعوبة في المقام الأول. وتتمثل خطة المدينة في أن تصبح مدينة خالية من السيارات في غضون عقدين من الزمان. وأحد السبل إلى ذلك هو خلق ساحات خضراء متصلة ببعضها البعض، وتغطي نحو 40 في المئة من مساحة المدينة. ويمكن لذلك أن يجعل المدينة ممهدة للمشي وركوب الدراجات.

المصادر: "غدي نيوز" + "بي بي سي" + "السفير"

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن