"غدي نيوز" – إعداد سوزان أبو سعيد ضو

يبدو أننا نسير بخطى متسارعة نحو المجهول ونضع مصير الكوكب في مهب كافة الاحتمالات، وليس أقلها أن ندمر بيئتنا ونترك للأجيال القادمة الخراب وربما عدم القدرة على التأقلم مع المتغيرات الخطيرة المقبلة، وسط تحديات ما تزال ماثلة كاختفاء بعض الدول والمدن الساحلية نتيجة ارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات، والناجمة عن سرعة ذوبان الجليد القطبي.

التغير المناخي يهدد سواحل فلوريدا

وفي هذا المجال، كشفت دراسة علمية حديثة، نشرت نتائجها في عدد من المواقع والدوريات العلمية أن مستوى البحر ارتفع خلال العقدين الماضيين على نحو متسارع وبأسرع مما اعتقد العلماء سابقاً، في إشارة جديدة إلى أن التغير المناخي يهدد سواحل فلوريدا ومناطق عدة أخرى.
وأشارت الدراسة، التي نشرت الأربعاء (14-1-2015) في دورية "نيتشر" العلمية، إلى أن نسبة تسارع ارتفاع مستوى البحر وصلت خلال السنوات العشرين الماضية إلى 25 بالمئة، مشيرة إلى أن ذلك جاء من خلال تقييم 600 حالة مد في العالم.
وأجرى العلماء دراسة لحالات المد على مدى عقود، خصوصاً بين العامين 1901 و1990، وهي أرقام تم تضخيمها في ذلك الوقت.

تسارع ارتفاع مستوى البحر

وبناء على مراجعة لهذه الأرقام خلال تلك الفترة، تبين للعلماء وبشكل واضح أن التسارع في ارتفاع مستوى البحر أعظم بكثير مما كان يعتقد، وفقاً لما ذكرته صحيفة الــــــــــ "غارديان".
وأشار التقرير إلى أن القراءات السابقة لم تكن مكتملة وتم التلاعب بها من قبل الموظفين المحليين بهدف الحصول على الدعم المادي.
وقالت العالمة الكندية في "جامعة هارفارد" Harvard University، المسؤولة عن فريق البحث، كارلينغ هاي Carling Hay إن "التحليل الجديد للقراءات الحقيقية، يشير إلى أن التسارع في ارتفاع مستويات البحار خلال العقدين الأخيرين يزيد بنسبة 25 بالمئة عما كان يعتقد سابقاً".

ذوبان الأنهار الجليدية

وجاء في الدراسة إن ارتفاع مستويات البحار جراء ذوبان الأنهار الجليدية بلغ 1.2 ميليمتر (0.05 بوصة) في السنة، خلال الفترة بين 1901 و1990، وهو معدل يقل عن المعدل السابق البالغ 3 ميليمترات في السنة.
كما أوضحت الدراسة أيضا أن معدل الذوبان في العقدين الأخيرين بلغ 3 ميليمترات في السنة.
وقد تؤدي النتائج التي توصل إليها فريق البحث من جامعة هارفارد مؤخراً إلى إعادة النظر في التوقعات المستقبلية لنسب ارتفاع مستويات البحار.
يشار إلى أن ارتفاع مستوى البحار سيؤثر على المدن الساحلية والشاطئية من ميامي في الولايات المتحدة الأميركية إلى مدينة شنغهاي في الصين، كما سيؤثر أيضا على مدن مثل جاكرتا.