الجدل حول التغير المناخي: عاطفي أم علمي؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Tuesday, February 10, 2015

"غدي نيوز" – ترجمة سوزان أبو سعيد ضو

رغم إدراك العديد من الخبراء وعلماء البيئة والمناخ لتأثير ارتفاع درجة حرارة الأرض على الكوكب الأزرق، إلا أن تباين الآراء بين المؤمنين والمتشككين في أهمية الدور البشري في تغيير المناخ ما زال يعرقل جهود احتواء هذه الظاهرة ومعالجة أسبابها والوقوف على نتائجها، خصوصا وأنه تطالعنا بين الفينة والأخرى بعض الاصوات التي تنفي اي دور للانسان في ظاهرة الاحتباس الحراري.
صحيح أن الكل يجمع على أن التغير المناخي حقيقة واقعة، بمعنى أن الخلاف القائم يتركز حول ما اذا كان الانسان هو السبب في هذه الظاهرة، وهنا تبرز الاشكالية القائمة التي تعرضت لها وكالة "رويترز"، وكان مثار اهتمام الكثير من المؤسسات العلمية حول العالم، فضلا عن مواقع ومراكز أبحاث متخصصة.

تحسين الحوار بين المؤمنين والمتشككين

ما زال التغير المناخي وتأثيراته الضارة والخطيرة على كوكب الأرض وموارده موضع جدل وحوار بين الناس، على ما أشار موقع "دويتشه فيله" الألماني، ويبدو أن تحسين الحوار بين المؤمنين والمتشككين في أهمية الدور الذي يقوم به البشر في تغير المناخ هو الطريقة المثلى لزيادة هذا التوافق بين عامة الناس، وذلك بحسب ما كشفته دراسة نشرت في دورية "نيتشر كلايمت تشينج" Nature Climate Change مؤخرا.
في هذا المجال، قالت آنا - ماريا بليوك Ana - Maria Bliuc الاستاذة في "جامعة موناش" Monash University الاسترالية والمشاركة في الدراسة، وهي عالمة نفسية وسياسية واجتماعية في بيان نشر الاحد (8-2-2015) ان "استراتيجيات حشد المزيد من التأييد لسياسات تخفيف (التغير المناخي) يجب أن تتجاوز محاولات تحسين فهم الرأي العام للعلم".

معسكران

ولفتت بليوك أنه في "الولايات المتحدة الاميركي هناك معسكران"، وأشارت إلى أنه بالنسبة للحزب الديموقراطي هناك 70 بالمئة يقولون أن الارض ترتفع حرارتها بسبب النشاط الانساني، ومنها استخدامه للوقود الاحفوري، أما بالنسبة للحزب الجمهوري فهناك 27 بالمئة يؤمنون بأن هناك دورا للانسان في ارتفاع درجات حرارة الارض، و40 بالمئة يرون أن هناك اثبات حيال هذه الظاهرة.
وترى بليوك أيضا، أنه بدلا من ذلك على العلماء والخبراء الذين يريدون التحرك من أجل مواجهة مشكلة الاحتباس الحراري أن يحاولوا تغيير العلاقة بين المؤمنين والمتشككين في هذه الظاهرة.

الصدامات الثقافية

وجاء في الدراسة التي استندت إلى مسح أجري على الانترنت بين سكان في الولايات المتحدة الأميركية أن الجانبين يتفقان بشكل عام على أن تغير المناخ حقيقي، لكنهما يختلفان على أن النشاط الإنساني هو وراء هذا التغير.
وخلصت الدراسة إلى أن الخلفيات الاجتماعية يضاف إليها ايضا الصدامات الثقافية هي التي تغذي موقف كل فريق في انعكاس لما يحدث من جدل مشابه حول الإجهاض وزواج المثليين.

عواقب خطيرة

وفي كانون الثاني (يناير) الماضي، قالت الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي إن عام 2014 كان الأكثر دفئا منذ بدء تسجيل درجات الحرارة أواخر القرن التاسع عشر.
ويعتقد خبراء الأمم المتحدة أن المرجح بنسبة 95 في المئة هو أن الأنشطة البشرية ومنها إحراق الوقود الأحفوري هي السبب وراء ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويقول العلماء إن عدم التحرك لعلاج المشكلة له عواقب خطيرة منها ارتفاع مستوى البحار وأنماط الطقس المتطرف وفقدان التنوع الحيوي.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن