"غدي نيوز" – إعداد سوزان أبو سعيد ضو

لا تبدأ مباشرة بأكل حفنات من مادة الفلفل الحار، لكن الدراسة بينت أن المادة الرئيسية في الفلفل الحار الكابساسين capsaicin قادرة على تخفيف الوزن حتى مع نظام غذائي مليء بالدهون.
فوفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية فثلث سكان العالم يعانون في الوقت الحالي من زيادة الوزن أو السمنة. لذا فنتيجة لهذه الإحصاءات كان إيجاد طرق لمعالجة السمنة وزيادة الوزن أولوية قصوى بالنسبة لكثير من العلماء في جميع أنحاء العالم.
فتناول الأطعمة الدهنية غالبا ما يشكل اغراء قويا للكثيرين. ولإيجاد حل لهذه المشكلة، وضعت مجموعة من الباحثين بقسم البيوفيزياء في جامعة وايومنغ ومن مختبر الدكتور باسكاران ثاغاريان تحديدا "Dr. Baskaran Thyagarajan". والتي تعرف اختصارا بمجموعة باسكيلاب"Baskilab" نهجا جديدا لتحفيز عملية التمثيل الغذائي دون الحاجة لتقييد السعرات الحرارية.
وتناول فريق الباحثين من باسكيلاب خلال الإجتماع التاسع والخمسين للجمعية البيوفيزيائية في مدينة بالتيمورthe Biophysical Society's 59th Annual Meeting in Baltimore بين 7-11  شباط (فبراير)، دراسة تشمل نتائج واعدة أن العنصر الرئيسي في الفلفل الحار يمكن ان يُصَّنًع منه مكمل غذائي قادر على تخفيف الوزن الزائد الناتج عن تناول الأطعمة الغنية بالمواد الدهنية.
وتبين الدراسة أن الكاباسيسين  يحفز توليد الحرارة وحرق الطاقة من خلال تفعيل مستقبلات خاصة لهذا العنصر تسمى"vanilloid1 (TRPV1) channel protein" على سطح الخلايا الدهنية بنوعيها البني والأبيض، الامر الذي قد يساعد على منع والتحكم بالسمنة والمضاعفات الصحية الأخرى ذات الصلة بها مثل السكري من النوع الثاني، وخفض ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويفسر تلميذ الدراسات العليا والمشارك في الدراسة فيفيك كريشان Vivek Krishnan العملية بأن "خلايا الدهون البيضاء في جسمنا تخزن الطاقة اما خلايا الدهون البنية فلديها آلية لحرق الدهون المخزنة. وتشكل عملية تناول الطعام الغني بالسعرات الحرارية وقلة النشاط البدني خللا في عملية التمثيل الغذائي وتؤثر بشكل سلبي على التوازن بين ما يدخل الجسم وما يستهلكه مما يؤدي إلى السمنة".
ويضيف "فالفرضية هي ان المادة الرئيسية المستخلصة من الفلفل الحار تستحث الأنسجة الدهنية البيضاء لتحولها الى بنية وبالتالي يحفز توليد الحرارة لمواجهة السمنة". ويتابع كريشان إن "الهدف الرئيسي الذي نريد التوصل اليه هو معرفة الآلية التي تعمل بها هذه المادة في حالة السمنة، وبالتالي إثبات القدرة المضادة للبدانة من الفلفل الحار. وبعد ذلك، سنركز على صنع عقار جديد ناجع لمنع وعلاج السمنة".
وتحاول مجموعة باسكيلاب تطوير المكملات الغذائية الطبيعية عن طريق تقنية النانوتكنولوجيا Nanotechnology بالإضافة الى تقنية الإفراز للمادة الفعالية بشكل متواصل Sustained release وصولا الى استراتيجية لمكافحة السمنة يمكن أن تقدم بشكل سهل إلى التجارب السريرية لتطبيقها على الإنسان، وفقا للباحثين.
هذا فالمكملات الغذائية من المتوقع أن تكون مجالا رئيسيا من أولويات الرعاية الصحية في المستقبل بحيث يشمل معظم المعاهد الوطنية للصحة وكذلك وزارة الدفاع كاستراتيجية لمواجهة "آفة" السمنة.
وقد قدم باحثي "باسكيلاب" طلب براءة اختراع للبدء بتصنيع هذا المكمل الغذائي.

عن موقع"ٍSciencedaily"، "Eurekalert"