الفلوجة أوبرا عن حرب العراق مستوحاة من تجربة جندي أميركي

Ghadi news

Wednesday, August 22, 2012

"غدي نيوز"

عام 2004 كان كريستيان ايليس جنديا أميركيا شابا في الحرب على العراق، وحين عاد الى الولايات المتحدة كان عليه أن يصارع حالات القلق الناجمة عن الأهوال التي رآها في العراق. وبمرور 8 سنوات أصبحت معاناته مادة لأوبرا أميركية عن الحرب، بعنون "الفلوجة".
مدينة الفلوجة كانت قد شهدت أعنف وأشرس المعارك عقب الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وفي نهاية عام 2004 كانت معركة الفلوجة الثانية محاولة من قوات التحالف المكونة بشكل خاص من مشاة البحرية الأميركية للقضاء على المسلحين في المدينة، وترتبت على ذلك خسائر كبيرة.
من الصعب تصور الأحداث الدامية كمادة لأوبرا لكن "الفلوجة" التي ألف موسيقاها الكندي توبين ستوكس عرضت فعلا في دار أوبرا مدينة فانكوفر الكندية، ويتوقع أن تعرض في الولايات المتحدة خلال شهور.
وتتناول الأوبرا الأعراض والمعاناة النفسية التي خلفتها الحرب لدى الملازم كريستيان إيليس من جراء رؤيته اصدقاءه ورفاقه يقتلون أمام عينيه، قد جرح أثناء الحرب وهو في سنوات العشرين، وهو الآن متقاعد من مشاة البحرية .
بعد عودته الى الولايات المتحدة واجه كريستيان أعراض "ما بعد الصدمة". وفي بحثه عن نشاط جديد يشغل به وقته بعد التقاعد بدأ بأخذ دروس في الغناء الذي كان يعشقه في طفولته، لكن رحلة صيد قصيرة حرفت مسار الملازم المتقاعد في اتجاه لم يكن يتوقعه.
يلتقي كريستيان مع ثري أميركي يعمل في إخراج الأفلام اسمه تشارلي أنبيرغ يرى أن تجربته ممكن أن تستخدم مادة لأوبرا.
وبالحصول على منحة مقدارها 250 ألف دولار أمكن تكليف الموسيقي الكندي توبين ستوكس بوضع الموسيقى، والكاتبة الأميركية هيذر رافو لكتابة الكلمات.
يقول كريستيان "الحرب لا تنتهي بالنسبة للجندي بنهاية الأعمال القتالية، حتى ولو عاد الى وطنه وانخرط في حياة طبيعية، يمزح ويضحك. حتى لو لم تفقد ايا من أطرافك، الا ان الجراح المخفية هي التي تنزف".
قال كريستيان انه فكر بالانتحار أكثر من مرة، وإن عددا من زملائه مضوا قدما في ذلك.
لم يكن سهلا عليه أن يبوح بتفاصيل حميمة عن تجربته لكاتبة كلمات الأوبرا، وقال ان ما كان يهمه ان لا تكون هناك إساءة لرفاقه، وقد نجح في الالتزام بذلك.
وقال كريستيان ان انشغاله بالأوبرا اصبح يساهم في علاج أزمته: أن يستعرض شعوره بالذنب أو الخجل أو تأنيب الضمير، بمصاحبة الموسيقى، أكثر فاعلية في معالجة أزمته من اي كمية من الدواء.
الكاتبة هيذر رفو هي من أصول عراقية، لذلك فقد استطاعت أن تفهم الأجواء التي عايشها كريستيان في العراق، وقد حرصت على أن تكون الزاوية العراقية للنظر الى الوضع حاضرة.
أما المؤلف الموسيقي ستوكس فقال انه حرص على تجنب الأنماط المعهودة للموسيقى العربية مع أنه استمع الى موسيقى عراقية.
لاقى العرض الأول للأوبرا في كندا استقبالا جيدا، ورافو الآن تنتظر بفارغ الصبر العروض الأميركية.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن