"أقبح امرأة في العالم" تحدّت وكسبت الرهان

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Friday, March 20, 2015

 "غدي نيوز"

شاركت "اقبح امرأة في العالم" الأميركية إليزابيث ليزي فيلاسكيزLizzie Velasquez (26 سنة) قبل بضعة أيام في أحد المهرجانات السينمائية التي أقيمت في أوستن بتكساس، بهدف الترويج لفيلم وثائقي يحكي قصتها الملهمة، مدته 78 دقيقة وموّلته جمعية "برايف هارت".
ليزي تعاني منذ ولادتها "متلازمة مارفن" Marfan syndrome، وهو مرض خطير أدى إلى ضعف عظامها وفقدانها القدرة على الرؤية بعينها اليمنى، كما أضعف جهازها المناعي وتسبب لها بحالة صحية هشة، وبمظهر سلبي بأنفها الحاد وبجلدها الذي تظهر عليه علامات الشيخوخة.
عندما كانت ليزي في الـ 17، فوجئت ذات مرّة وهي تبحث عن أغانٍ على موقع "يوتيوب" بفيديو عنوانه "أبشع امرأة في العالم" يتضمّن صوراً لها وتعليقات منها "لا تتكاثري" و "يجب عليك الانتحار"، كما وصفها البعض بالوحش.

ليزي... تتحدى

لم تكن تعرف هذه الأميركية أن صورتها أصبحت أيقونة للاستهزاء والسخرية، وصار وجهها يجسّد "البشاعة المطلقة" بالنسبة إلى كثر. وعلى رغم أن هذه الواقعة أبكتها أشهراً، عزمت ليزي على تحدي كل هؤلاء "البلطجية" الذين جهلوا أو تجاهلوا أوضاعها الصحية والنفسية والجسدية.
لم تجعلها هذه التعليقات السلبية القاتلة تنزوي خوفاً من نظرة الآخرين، بل شقّت وسط كل هذه الانتقادات طريقاً فريداً لتحقيق أحلامها وللتأثير في الناس لمحاولة منعهم من توجيه انتقادات مماثلة إلى آخرين وإعادة الكرّة معهم لأنها شعرت بما يمكن هؤلاء الشعور به وعلمت مدى الأذى النفسي الذي يلحق بالمنتقَدين.
أرادت ليزي أن تبرهن لكل الذين انتقدوها وشتموها ودعوها إلى قتل نفسها "إنقاذاً للبشرية" أنها مثلهم وأفضل منهم حتى. فتخّرجت من جامعة تكساس وحصلت على شهادة في الاتصالات وأصبحت كاتبة وأصدرت كتاباً عنوانه "كُن جميلاً... كُن أنت"، يتناول حياتها بحلوها ومرّها وكل المراحل التي مرّت بها وجعلت منها قويّة بما فيه الكفاية لمحاربة "البلطجة"، وأرادت منه أن يكون ملهماً ويحض المعرّضين للاحتقار أو السخرية على الوقوف بوجه كل المنتقدين.

إلى عالم الإبداع

خرجت ليزي من غرفة العجز إلى عالم الإبداع محوّلة ضعفها إلى قوة. غيّرت المفاهيم وبيّنت أن لا مستحيل في هذا العالم. أما الفضل في ذلك، فيعود إلى احتقار الآخرين إياها وحطّهم من كرامتها. مقطع من تسع ثوانٍ شوهد أكثر من أربعة ملايين مرّة، كان نقطة البداية التي أطلقتها في رحلتها متحدّية كل الظروف والصعاب التي علمت أنها ستواجهها.
تعتبر ليزي الآن من أشهر الوجوه في العالم ومن أقوى النساء وأكثرهن إلهاماً. فعندما تقف بجسمها النحيل جداً وتلقي المحاضرات على المستمعين الذين يأتون من كل أنحاء العالم ليتعلموا معنى الجمال الحقيقي ويأخذون حفنات شجاعة منها لمواجهة العالم الخارجي، لا يعود أحد مهتماً بشكلها بل يصبح الكل متنبهاً كي لا يفوته شيء من كلمات ليزي المؤثرة والملهمة. وهي كثيراً ما تشدد في هذه المحاضرات على أن يكسر أفراد المجتمع القيود التي يفرضها عليهم من حولهم، بدءاً من عدم الاكتراث بآراء الأشخاص وعدم الاهتمام بكلماتهم الساخرة.
لن يكون هذا الفيلم الوثائقي نهاية لمنجزات ليزي التي يبلغ وزنها 25 كيلوغراماً، فأمثال هذه الأميركية لا يضعون حدوداً لتقدّمهم في الحياة بل يكونون متعطّشين لمزيد من الأعمال والمنجزات التي تثبت للحاقدين أنهم أفضل منهم ولديهم مقدار من الوعي والإرادة أكثر منهم.
ليزي لن تكون الأخيرة التي تحدت العالم، فكثر يشبهونها ليس بوجهها الذي "أرعب" أشخاصاً ولا بجسدها الذي أثار سخرية آخرين، بل بإرادتها على جعل العالم مكاناً أفضل.

بتصرف عن "الحياة"
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن