صيادو الروشة في حزن... "الفقمة الناسك" رحلت ولن تعود

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Friday, April 3, 2015

تبيت في مغارة الفقمات في محيط صخرة الروشة
صيادو الروشة في حزن... "الفقمة الناسك" رحلت ولن تعود


"غدي نيوز" – إعداد سوزان أبو سعيد ضو

نعم، هو خبر صحيح، وليس من ترددات كذبة أول نيسان، فالشاطئ اللبناني "العامر" بــــــــ "خيرات" النفايات، تقطنه مجموعة صغيرة من الفقمات قد تصل بتعدادها الى عشر فقمات في محيط الشاطئ اللبناني، وبالذات من نوع "الفقمة الناسك".
وللأسف فالخسارة ليست واحدة، بل أكثر، كون الفقمة المعنية أنثى وحامل أيضا بصغيرة أنثى.
وكان قد وجد الصيادون الفقمة النافقة في منطقة الروشة، فاتصلوا بفريق جمعية حملة الأزرق الكبير Operation Big Blue Association (OBBA)، حيث قاموا بسحبها من البحر والإتصال بجميع الجهات الرسمية لاعلامهم، وبعد مشاورات ارتأت الحملة الاتصال بالدكتور جمال يونس، وطلبت منه استلامها وضمها الى مجموعته المحنطة في متحفه الموجود في صور "متحف الاحياء البحرية" للذكرى من اجل الاجيال القادمة.

واحدة من مجموعة نادرة في البحر المتوسط

وقام المنسق العام للنشاطات في حملة الازرق الكبير نزيه الريّس بالإشراف على عملية التشريح التي أظهرت في المعلومات الأولية نفوق الفقمة وجنينها بشكل طبيعي يوم الثلاثاء 31-3-2015.
والفقمة الناسك النافقة واحدة من مجموعة نادرة في لبنان والبحر الابيض المتوسط، متواجدة بمحيط صخرة الروشة، وتبيت في مغارة الفقمات في محيط صخرة الروشة. هذا ويبلغ طولها ٢٤٠ سنتيمترا، أما طول الجنين الانثى التي وجدت نافقة في بطن امها ٤٥ سنتيمترا.
وتشمل اهتمامات جمعية حملة الازرق الكبير المحافظة على الثروة السمكية ونشر الوعي البيئي.
ويقول الريس عن الجمعية على صفحات الفيسبوك، بأنه "تلقى اتصال من رئيسة الجمعية عفت ادريس شاتيلا تفيدني بعد تلقيها اتصال من صيادي الروشة، والذين ننسق معهم دائماً للمحافظة على الثروة السمكية وبالأخص على الفقمات الموجودة منذ زمن في محيط صخرة الروشة والتي تبيت في احدى مغاورها المعروفة بمغارة الفقمة، وكنا بتواصل مستمر معهم للمحافظة عليها لعلمنا بندرتها وبأهميتها ومردودها السياحي على لبنان".
وأضاف الريس"اخبرتني السيدة شاتيلا بأن الصيادين اتصلوا بها واخبروها بأن الفقمة وجدت نافقة صباحا في محيط صخرة الروشة، فتوجه الفريق مباشرة الى الموقع وبعد الاستفسارات مع العديد من الصيادين والإتصال بالعديد من الجهات الرسمية والأكاديمية والأطباء البيطريين وإبلاغهم عن الموضوع لمساعدتنا، وجدنا أنفسنا على الأرض وحدنا، ومضطرين لسحبها من البحر لمحاولة التأكد مما اذا كانت في حالة الحمل لانقاذ الجنين".

حالة حزن شديد

وتابع الريس "قام الصيادون بمساعدتنا مشكورين بسحبها من البحر حسب ما رأيتم بالصور وكنا قد اخذنا قراراً وحيداً في هذه الأثناء حول مصير الجثة وهو الإتصال بمتحف الأحياء البحرية في صور لتحنيطها وضمها الى مجموعته في المتحف لتبقى شاهداً على وجودها في لبنان في حالة انقراض هذا الصنف النادر فى لبنان والبحر الابيض المتوسط والمسمى الفقمة الناسك، وقمنا بتشريح الفقمة النافقة لسببين اساسيين، اولهما محاولة انقاذ الجنين اذا تواجد، والثاني التأكد من امعائها اذا كانت تناولت شيئا اذاها، وادى الى نفوقها مثل سمكة النفيخة وما الى ذلك، ولكننا وجدنا ان الجنين انثى نافقة، ولم نجد شيئاً بمعدتها ولم نجد اية آثار اذى على جلدها، ولكنها كانت تنزف دماً من فمها، هذا وقد قمنا بعملية التشريح مع صاحب متحف الاحياء البحرية الدكتور جمال يونس الذي استلمها منا لاضافتها الى مجموعته في متحفه".
وتابع الريس"للحق فقط نقول بأن الصيادين في منطقة الروشة كانوا يحافظون عليها وعلى فقمة ذكر آخر حسب توجيهاتنا ولاننا اعلمناهم بأهميتها ومردودها الإقتصادي والمادي عليهم وعلى لبنان، من خلال اقامة الرحلات السياحية بمراكبهم لزوار منطقة الروشة لمشاهدة الفقمة، ولهذا كان جميع الصيادين عند وصولنا بحالة حزن شديد عليها".

نوع مهدد بالإنقراض

هذا ويعد هذا النوع  من الفقمات نادراً في العالم خصوصاً في البحر المتوسط، حيث لم يبق منها الا حوالي 600 فقمة تجوب شواطئ البحر المتوسط. وهي واحدة من ستة حيوانات من الأكثر عرضة لخطر الانقراض critically endangered وضمن القائمة الحمراء من قبل الاتحاد الدولي لصون الطبيعة the World Conservation Union IUCN. كما وجرى تصنيفها من قبل الإتحاد العالمي للتجارةConvention on International Trade in Endangered Species CITES، كنوع مهدد بالإنقراض.
وكموقع "غدي نيوز" إذ نشد على أيدي القيمين من جمعية حملة الأزرق الكبير، وصيادي مناطق لبنان كافة، على جهودهم وعيهم ونشاطهم في هذا المجال، نهيب بالمواطنين القيام بما يستطيعون لمساعدة هذه الجمعية وغيرها التي تساهم في إغناء طبيعتنا الفريدة من نوعها والمحافظة على ما تبقى منها.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن