موسم السياحة في عاليه والمتن الأعلى ينتهي قبل أن يبدأ

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Monday, August 27, 2012

البلديات تلغي مهرجاناتها والطلاب بلا مورد للشتاء
... موسم السياحة في عاليه والمتن الأعلى ينتهي قبل أن يبدأ

غدي نيوز – تحقيق أنور عقل ضو

تواجه قرى وبلدات الاصطياف في عاليه والمتن الاعلى واقعا مأساويا في صيف غابت عنه معالم الحياة، أسواق تجارية شبه خالية، مقاهٍ ومطاعم بلا رواد وفنادق غادرها نزلاؤها، حتى أن بعض المؤسسات التجارية السياحية أقفلت أبوابها في هذه الفترة المفترض أنها تمثل ذروة الموسم السياحي، ما يؤكد أن المنطقتين مقبلتان على أزمة اقتصادية ومعيشية ستعبر عن نفسها مع اطلالة الشتاء والبدء في تأمين مستلزماته من مؤونة ومحروقات ومتطلبات مدارس وغيرها.
لم تشهد مناطق الاصطياف واقعا مأزوما كالذي تعيشه هذه الأيام، ويبدو أن "معجن الشتاء" المفترض أن يمتلئ في الصيف سيظل فارغا، ولعل مقاربة لبلدة القلعة المتنية تبين حجم المعاناة خصوصا في مناطق تعتمد القطاع السياحي مورد رزق رئيسيا، ويقول عادل المصري أن "القلعة تستقبل في الصيف أكثر من 400 عائلة من الكويت يمضون الصيف في مجمعات سكنية يملكونها، لكن هذا العام حضرت عشر عائلات وغادرت بعد أيام قليلة"، ويلفت إلى أن "هذا هو الحال في كافة قرى المتن الاعلى".
ويقول المصري: "لم نتمكن هذا الصيف من إقامة المعرض التجاري الذي كنا أطلقناه لسنتين متتالتين بجهود المجلس البلدي ورئيسه العميد المتقاعد رياض الاعور وفاعليات البلدة والجمعيات الاهلية، بسبب الاوضاع السياسية والامنية".
الدكتور المحاضر في النظريات الاقتصادية وتطبيقاتها في الجامعة اللبنانية جورج أبو حبيب رأى أن "النشاط السياحي في مناطق الاصطياف يمثل الآن ما بين 10 و15 بالمئة من الحركة السياحية على مستوى كل لبنان"، واعتبر أن "هذه النسبة تراجعت أيضا بعد الاحداث الأمنية الاخيرة التي حالت دون مجيء بعض الخليجيين ممن يملكون أبنية وممتلكات".
واعتبر رئيس بلدية محطة بحمدون اسطه أبو رجيلي ان "الموسم السياحي في بلدات الاصطياف انتهى قبل أن يبدأ"، وأشار إلى أنه بعد التحذيرات التي صدرت من سفارات قطر والسعودية والامارات والكويت ألغيت الحجوزات في الشقق المفروشة والفنادق المنشأة في هذه المناطق أو في محيطها"، وأشار أبو رجيلي إلى "اننا لم نتبلغ بأن أياً من اصحاب الشقق الخليجيين يستعد للسفر إلى لبنان، لا بل إن بعض من كان قد استقدم عائلته، اضطر إلى مغادرة بلدات الاصطياف باكراً".
وقال أبو رجيلي: " الموسم يبدأ عادة في منتصف تموز، لكن بدء شهر رمضان في 20 تموز ألغى كل فرصة بأن يكون هناك أمل لتعويض الموسم، فالخليجيون يعودون إلى بلدانهم لقضاء رمضان، ثم يأتون مجدداً إلى لبنان لقضاء فترة الأعياد، لكن التطورات الامنية حالت دون عودتهم".
تجدر الاشارة إلى أن عددا كبيرا من المحال التجارية لم تفتح أبوابها أساسا، فضلا عن مؤسسات سياحية قرر أصحابها عدم المغامرة أيضا وتكبد خسائر، وما يثير الانتباه أن بعض المؤسسات السياحية بدأت تقفل أبوابها، ولا سيما تلك الواقعة بين بحمدون وبعلشميه، حتى أن بعض مقاهي الرصيف الصيفية غابت عن المشهد السياحي.
ويقول ايلي عبد النور (صاحب محل سمانة) أن "اهتمامنا الآن ومشاكلنا تنحصر ليس في تحقيق أرباح وانما في تأمين كلفة الايجار"، وتؤكد إلهام سعد (صاحبة محل ملبوسات) أن "كلفة الايجار السنوي 4 آلاف دولار لم أتمكن من تأمين أكثر من ألف دولار حتى الآن"، وقالت: "ما يخفف عني أن كلفة ايجار المحل تظل أكثر بكثير في بعلشميه من عاليه وبحمدون حيث لا تقل الايجارات السنوية عن 10 آلاف دولار سنويا".
المشهد المأساوي يطاول أيضا فرص العمل الموسمية لا سيما للشباب الذين يعملون في الشتاء من أجل تأمين أقساط المدارس والجامعات، فيما يعمل بعضهم الآخر لتغطية كلفة التدفئة في الشتاء وتأمين متطلبات عائلاتهم الضرورية.
في مدينة عاليه، تبدو الصورة مختلفة نسبيا، فثمة حركة متمثلة بالسياحة الداخلية، فضلا عن خصوصية موقع المدينة كعاصمة للقضاء، ويرى عضو بلدية عاليه عصام عبيد أنه "إذا لم تتأمن مونة فصل الشتاء في تلك المناطق يكون الوضع صعباً، لا سيما بالنسبة لمتطلبات المواطنين في الشتاء مثل التدفئة وأقساط المدارس وسواها".
ويمثّل تأجير الشقق المصدر الاساسي لإيرادات السكان المحليين باستثناء عاليه التي بدأت تعتمد أكثر على السياحة الداخلية، ويرى عبيد أن "هناك استياء كبيرا من الموسم لا سيما أنه امتداد لفشل مواسم سابقة لم يكن العامل الأمني وحده المؤثّر فيها"، ويؤكد "أننا أصبحنا مدينة ذات طابع اصطيافي محلّي أيضاً، ولها مقوّمات قد تختلف عن المفهوم التقليدي للسياحة الصيفية، كما أصبحت عاليه تعتمد في دورتها الاقتصادية على مكوّنات سياحية محلية تحرّك التجارة والاستهلاك فيها، وبنتيجة هذا الأمر، فإن تأثر عاليه هو أقل من غيرها. فعلى سبيل المثال تمتاز عاليه مقارنة مع بحمدون وباقي قرى الاصطياف بأن الإيجار هو العنصر الأساسي المحرّك للنشاط السياحي فيها، لكن في عاليه تحوّل المستأجر إلى مالك ولم يعد وجوده محصورا في فترة الصيف فقط، بالإضافة الى انه بسبب قرب المدينة من بيروت وتحسّن الطرق المؤدية إليها، أصبحت تعتمد أكثر على عوامل تنشيط السياحة المحلية".
أما حال أصحاب المصالح في القرى والبلدات الذين عانوا ما عانوه من الركود، فيواجهون ظروفا صعبة بعد مغادرة سكانها من الخليجيين على وجه السرعة، وإلغاء الحجوزات التي كانت مقررة الى لبنان بعد عيد الفطر، ما انعكس سلبا على الحركة وشلها بشكل عام في مناطق جبل لبنان.
في المقابل ألغت بعض البلديات مهرجاناتها السياحية التي كانت قد شرعت بتحضيرها مع بداية الصيف، وفي هذا السياق أسف رئيس "جمعية تجار عاليه" سمير شهيب لما حصل على المستوى الامني مؤخرا وراهنا في الشمال"، مؤكداً "العمل على استكمال موسم الاصطياف بالتي هي أحسن والبناء للمواسم المقبلة".

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن