حمّى الأرانب مرض نادر مصدره الحشرات والحيوانات

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Friday, May 15, 2015

fiogf49gjkf0d

"غدي نيوز"
 
حمّى الأرانب، أو "التولاريميا" tularaemia، مرض معدٍ يصيب الثدييات بما فيها الإنسان. ويعود سبب الحمّى إلى بكتيريا اسمها "فرانسيسيلا تولارانسيس". واكتُشفت أول إصابة بالمرض في منطقة بحيرة تولير (لهذا سُمي المرض التولاريميا)، بولاية كاليفورنيا الأميركية عام 1911، وبعد ذلك عُرف بأنه منتشر في كل أنحاء العالم.
وتصيب حمى الأرانب جميع الأعمار، وتنتقل إلى الإنسان أثناء التعامل مع الحيوانات المصابة، مثل السنجاب والأرانب والجرذان، وكذلك من طريق لسعة حشرة القراد أو حشرات أخرى. أيضاً، قد تحدث العدوى بواسطة الماء والأغذية الملوّثة بالبكتيريا. ولا ينتقل المرض من إنسان إلى آخر.
وهناك بعض المهن التي تزيد من خطورة التعرّض للعدوى بحمى الأرانب، مثل الطباخين، والصيادين، وناصبي الأفخاخ، والمزارعين والقائمين على أعمال الحدائق، نظراً الى أنهم على تماسٍ مباشر مع التربة والحيوانات ولحومها.
وبعد دخول العامل المسبّب إلى الجسم في مدة ثلاثة إلى خمسة أيام، تبدأ العوارض بالظهور، وقد تصل الفترة إلى 15 يوماً. وتعلن العوارض عن نفسها في شكل عاصف، فيعاني المصاب من الحمى، القشعريرة، الصداع، الألم العضلي، الضعف العام، السعال، آلام في البطن، والإسهال. وقد تقود حمى الأرانب إلى الموت إذا لم تواجَه بالمضادات الحيوية المناسبة.
وتظهر حمى الأرانب إلى العلن في أشكال عدة هي:
- حمى الأرانب العقدية القرحية، وهي من أكثر أشكال المرض مشاهدة (80 في المئة من الحالات)، ويبدو هذا الشكل على هيئة تقرّح جلدي في المنطقة التي دخل منها الميكروب، واعتباراً من هذه القرحة تسافر البكتيريا عبر الأوعية اللمفاوية لتستقرّ في العقد اللمفاوية مسبّبة تورّمها، وتترافق ضخامة العقد مع الحمى والصداع والقشعريرة.
- حمى الأرانب الغدية، وهنا تظهر الإصابة في العقد اللمفاوية فقط من دون إصابة جلدية، ويصل الميكروب إلى العقد من خلال الجلد السليم أو من خلال شرخ غير ظاهر في الجلد.
- حمى الأرانب العينية، وهذا الشكل يمثل أقل من 5 في المئة من الحالات، وهو يتطوّر إثر فرك العين بأيدٍ ملوّثة بجرثومة التولاريميا، وفي أحيان نادرة قد تحدث العدوى نتيجة رشق العين بمواد ملوّثة بالجرثومة المسبّبة. الإصابة تكون عادةً في عين واحدة، خصوصاً في الجفن السفلي حيث تتشكّل عقدة أو تقرّح، وقد يتطور الأمر إلى إعلان التهاب قيحي في الملتحمة، واحمرار العين، وظهور تورّم حول مقلة العين، وانتفاخ في العقد اللمفاوية المجاورة.
- حمى الأرانب الرئوية، وهي شكل نادر يحدث بعيد استنشاق البكتيريا المسؤولة. وفي غضون أيام على إقامتها في دهاليز الرئة، تندلع العوارض مثل الحمى، السعال الجاف، آلام في الصدر، وضيق في التنفس. وقد يكون هذا الشكل منتشراً، لكنه نادراً ما يشخَّص بسبب تشابه عوارضه مع مظاهر أمراض أخرى، خصوصاً داء الكريب.
- حمى الأرانب التيفية، وأطلق عليها هذا الإسم لأنها تتظاهر بعوارض شبيهة بعوارض مرض التيفوئيد، أي ارتفاع الحرارة، التقيؤ، الإسهال، تضخم الكبد والطحال، التهاب في الرئة، وانتفاخ العقد اللمفاوية. ويعتبر هذا الشكل الأخطر بين الأشكال التي أشرنا إليها. وتحدث العدوى بعد تناول أطعمة ملوّثة أو تناول أغذية سليمة بأيدٍ ملوثة.
وتوجد أشكال أخرى من حمى الأرانب، مثل الاندفاعات الجلدية، التهاب غشاء التامور في العضلة القلبية، التهاب السحايا، والتهاب العظام.

تطور المرض

يستعرض المرض عضلاته على مدى ثلاثة الى خمسة أسابيع، وتبلغ نسبة الوفاة من واحد إلى 10 في المئة من الحالات في حال غياب العلاج. وتكون فترة النقاهة من المرض طويلة وتأخذ أسابيع إلى أشهر، ويبقى شبح الضعف العام سيّد الوقف لأسابيع.

تشخيص مرض حمى الأرانب

من غير السهل رصد المرض لأنه نادر لا يتم التفكير به، وعوارضه تشبه عوارض أمراض أخرى كثيرة، لكن يمكن وضع التشخيص بناء على كشف العامل الممرّض في البصاق وعينات الدم، أو بكشف هوية الأجسام المضادة للجرثومة التي تجول في الدم.

العلاج

يتم العلاج بواسطة المضادات الحيوية المناسبة التي تعطى وريدياً أو من طريق الفم، وذلك لمدة طويلة نسبياً تصل الى 15 يوماً.

الوقاية من المرض

لا يوجد لقاح متوافر ضد حمى الأرانب، في المقابل فإنه يمكن درء شرّه باتباع الخطوات الآتية:
1- تجنب لدغ الحشرات بارتداء القمصان ذات الأكمام الطويلة والبنطلونات والجوارب، ووضع القبعات التي تحمي الوجه والرقبة.
2- التعامل مع الحيوانات بحرص، وتجنّب التماس مع المشبوهة منها.
3- استعمال طاردات الحشرات التي أثبتت فاعليتها في إبعاد حشرات القراد عن جسم الشخص.
4- حماية الحيوانات المنزلية من خطر العدوى، بإبعادها عن الحيوانات النافقة والبرية.
5- أخذ الحيطة أثناء القيام بأعمال الحدائق، خصوصاً عند تقليب التربة.
6- غسل اليدين جيداً بالماء والصابون بعد كل تعامل مع الحيوانات.
7- طهو اللحوم جيداً قبل استهلاكها.
أخيراً، لا بدّ من كلمة تتعلق باستعمال حمى الأرانب في الحرب كسلاح بيولوجي، فقد سبق للجيش الروسي أن استعمل هذا السلاح ضد الجيش الألماني في الحرب العالمية الثانية. وفي هذا السياق، أشارت دراسة افتراضية أجرتها منظمة الصحة العالمية في عام 2001، إلى أن تعرّض مدينة يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة لسلاح بيولوجي يحمل جراثيم حمى الأرانب، يمـــكن أن يعـــرّض 250 ألف شخص للإصابة بالحمى وحوالى 19 ألفاً للوفاة.

بتصرف عن "الحياة"
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن