مهرجان أبو ظبي يُفجّر قنبلة إلغائه والإرهابي الأرمني زار بيروت

Ghadi news

Saturday, May 16, 2015

fiogf49gjkf0d

"غدي نيوز"

ليس العرب وحدهم غائبين، بل جرّب أن تجد أميركياً في «كان» خارج إطار السينما المستقلة والثقافة السينمائية المهرجانية وأصحابها. ومع هذا بالنظر إلى الأمور عن قرب لن يبدو الغياب العربي كبيراً، وكذلك إن جرّبت أن تجد أميركيين لن تطلع من المولد بلا حمّص.
لفترة خلت، كان صعباً استيعاب فكرة أن تكون أبو ظبي «حدثاً» في مهرجان كان السينمائي، منذ الأيام الأولى للمهرجان. حتى في السنوات الماضية حين كان مهرجان أبو ظبي في عز ازدهاره والصخب المثار من حوله يملأ دنيا العرب، بالكاد كان أحد يتحدث عنه طويلاً في «كان»، ولو ملأت صفحاته الإعلانية، باهظة الكلفة، صفحات المجلات الكانية المتخصصة. كان المهرجان الظبياني يومها حدثاً ولكن من دون كبير صخب من حوله. أما اليوم فالصخب كبير والأسئلة تتراكم، ولا يخلو الأمر من أسى بعدما أعلن أصحاب المهرجان إلغاءه، مختارين عشية افتتاح «كان» لنشر الخبر. من هنا وقع هذا كالقنبلة على السينمائيين العرب، ولكن كذلك على سينمائيين من أمم أخرى، بخاصة أن «أبو ظبي» عُرِف بأنه كان الأنجح بين المهرجانات الخليجية والأكثر ثراء، والمهرجان الذي دعم وقدّم طوال ما يقرب من عقد بعض أهم الأفلام العربية وعدداً من الأفلام الأجنبية الناجحة. من هنا كان السؤال الذي لا يزال في حاجة إلى إجابة مقنعة: لماذا يتوقف وهو في ذروة نجاحه؟ حتى إشعار آخر يبدو الجواب مرضياً إن لم يكن مقنعاً تماماً، إذ يقول أصحاب المهرجان الذين يصرون هنا في «كان» على نشاطاتهم المعتادة في الجناح الإماراتي الذي يضم «دبي» أيضاً، أن المهرجان يتوقف للإفساح في المجال أمام مزيد من الدعم للإنتاجات السينمائية، نظراً إلى أن مساندة تحقيق الأفلام ستكون أكثر جدوى من مجرد عرضها المهرجاني! إن كان هذا صحيحاً وتلك هي الغاية، يقول أهل السينما هنا في «كان»، سيكون هذا خبراً جيداً، وتوجُّهاً صائباً لمسعى كثيراً ما طالبوا به. سيكون العزاء أكبر من المصاب بالتأكيد.
أياً يكن الأمر، ها هي أبو ظبي بالتالي على كل شفة ولسان، وها هو مهرجانها يلمع... في غيابه. لكن المهرجان المختفي، ليس الحدث الوحيد الآتي من عندنا في دورة لـ «كان» بتنا نعرف أنها أقل دوراته احتفالاً بالفن السابع العربي. فهناك أيضاً الحفلات المسائية التي تكاد أن تكون يومية لمهرجان دبي، وهناك أجنحة عربية كثيرة في «القرية العالمية»، وهناك دزينات من السينمائيين الباحثين إما عن تمويلٍ لمشاريعهم المقبلة وإما عن ترويج لمشاريعهم المنجزة، متسائلين بين هذا وذاك عن السر الذي جعل السينمات الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل، كلية الحضور في دورة هذا العام... ومتأهبين لفتح عشرات المعارك اللفظية لمجابهة هذا الحضور الذي يعتبرونه هزيمة إضافية للسينما العربية. لكن ما يجده بعضهم عزاء في هذا كله هو الأخبار المتتالية عن شقّ فيلم مي المصري الجديد، وهو روائيّها الأول – «3000 ليلة»-، طريقه إلى عدد لا بأس به من المهرجانات، بعدما أخفق في الوصول إلى أي من تظاهرات «كان».
لائحة المهرجانات العالمية التي ستعرض «3000 ليلة» باتت طويلة، أما «كان» فينفع في أن يكون مقفزاً جيداً له حيث ستعرض أجزاء منه على هامش المهرجان هنا للموزعين وأهل المهرجانات الأخرى. أو هذا على الأقل ما تؤكده سابين صيداوي منتجة الفيلم التي تفخر به بمقدار ما تفخر بوجود فيلم آخر من إنتاجها في تظاهرات «كان»، هو «حكاية مجنون» للأرمني الفرنسي روبير غيديغيان المتحدث عن مناضل في جماعة الجيش السري الأرمني حاول في باريس الستينات اغتيال السفير التركي في فرنسا، ليهرب بعد ذلك إلى بيروت وينضم إلى مجموعات تلك الجماعة الإرهابية الأرمنية هناك. الفيلم الذي مثله اللبناني- الأرمني سيمون ابكاريان، صوّر كثيرٌ من مشاهده في العاصمة اللبنانية وقد أعيدت إليها سمات الستينيات والسبعينيات.
«حكاية مجنون» ليس فيلماً عربياً بالطبع، لكنه أمّن حضوراً لبنانياً ما... في دورة كاد هذا الحضور فيها يقتصر على عضوية نادين لبكي لتحكيم «نظرة ما»، وعلى عرض فيلم التحريك القصير «موج» للبناني الشاب ايلي داغر في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة.
حتى الآن لم تعرض أفلام كثيرة، لكن فيلمين على الأقل أثارا من الصخب والسجال ما يكفي دورة بكاملها: الفيلم المجري «إبن شاوول» وهو أول أفلام مخرجه الشاب لازلو نيميش العائد مجدداً إلى حكاية «إبادة» النازيين ليهود أوروبا، وفيلم الافتتاح الفرنسي «الرأس العالية» الذي تأرجح النقاد والحضور حوله، بين من اعتبره عملاً إنسانياً كبيراً، ومن تساءل في رنة سخرية عما جاء يفعله في أضخم مهرجانات العالم، فيلم أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه يدفع حقاً إلى التساؤل: أهذا هو مستوى الأفلام التي من أجلها حُرِمت كل السينما العربية وغيرها من الحضور في «كان»؟

"الحياة"
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن