آخر قبائل الامازون المعزولة مهددة بسبب التواصل مع الخارج

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Monday, June 8, 2015

fiogf49gjkf0d

 "غدي نيوز"

تواجه آخر القبائل المعزولة في منطقة الأمازون تهديدات متزايدة بسبب تكاثر الاتصالات مع العالم الحديث، فيما تعيد السلطات النظر في سياساتها حيال هذه الشعوب لحمايتها بشكل افضل، من دون أن تسجل نجاحاً كبيراً في ذلك.
وجاء في سلسلة من المقالات نشرت في العدد الاخير من مجلة "ساينس" الاميركية ان مجموعات كاملة من هذه الشعوب الأصلية يحدق بها خطر داهم بالاندثار في بيرو والبرازيل، حيث لها الوجود الاكبر.

اندثار واسع للثقافات

وقالت عالمة الانتروبولوجيا بياتريث هويرتاس التي تتخذ من ليما مقراً لها في أحد هذه المقالات: "نحن على عتبة اندثار واسع للثقافات لأن هذه المجموعات هي من الأكثر ضعفاً في العالم".
وشاركها الرأي مدير المنظمة غير الحكومية الأميركية "آبر امازون كونسيرفنسي" كريس فاغان، مضيفاً: "نحن الآن أمام اختفاء وشيك وواسع لهذه الثقافات".
وأشار هؤلاء الخبراء الى ان قروناً من الاستعمار أظهرت إلى أي حد يمكن لصدام الحضارات أن يكون مأسوياً. فمنذ وصول الغزاة الاسبان في العام 1492، يقدر عدد السكان الاصليين الذين قضوا بين خمسين ومئة مليون نسمة، لتختفي معهم ثقافات كاملة.
ومع تأكيد هؤلاء الباحثين انهم لا يعرفون بالتحديد ما يحصل داخل هذه القبائل المعزولة، الا انهم أوضحوا ان الاتصال بين السكان الاصليين وبين ممثلين عن العالم الحديث يتكاثر بسرعة.
وأشارت إحدى الدراسات إلى أن سكان بلدات تندرج ضمن المجتمع العصري في البيرو والبرازيل يؤكدون تواجداً أكبر للسكان الأصليين الذين يهاجمون أحياناً منازلهم في غيابهم فيسرقون ويخربون.

بيرو... الوضع الأكثر خطورة

والى جانب خطر المواجهات، يعاني افراد هذه القبائل خصوصاً من خطر أمراض بسيطة مثل الأنفلونزا والسعال الديكي لأنهم غير محصنين ضدها. وتنتقل عدوى هذه الامراض من خلال التواصل مع حطابين وصحافيين وتجار مخدرات، فضلاً عن علماء انتروبولوجيا ينتقلون الى الغابات لدراسة هذه القبائل.
ويعتبر هؤلاء الخبراء ان بيرو تواجه الوضع الأكثر خطورة على ما يبدو، مقدرين عدد السكان الاصليين الموزعين في الغابة الاستوائية بنحو ثمانية آلاف شخص.
وأقامت الحكومة المركزية في العاصمة ليما مناطق محمية تمتد على مساحة ثلاثة ملايين هكتار للسماح لهذه القبائل بالمحافظة على عزلتها، الا ان ذلك قد لا يكفي على ما شدد الباحثون.
اما في البرازيل، فاتخذت السلطات اجراءات جذرية لمنع الاتصالات بين القبائل والعالم الخارجي وحصرها بالحد الأدنى الضروري. وفي الفترة بين عامي 1987 و2013 حصلت اتصالات مع خمس قبائل فقط.
واندثر 50 الى 90 في المئة من بعض هذه القبائل البرازيلية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي جراء أمراض معدية، إثر لقاءات مع ممثلين عن العالم الخارجي.
وأحصت الحكومة البرازيلية 26 مجموعة من السكان الأصليين المعزولين في البلاد وتظن انه قد تكون هناك 80 مجموعة اضافية تقريباً تعيش مختبئة.
لكن مع التطور السريع للاقتصاد البرازيلي وهو السابع عالمياً، زادت كثيراً النشاطات المنجمية والزراعية وبناء محاور الطرق في منطقة الامازون، ما يشكل ضغوطاً متزايدة على هذه الشعوب.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن