بعد أميركا وأوروبا... النحل في جنوب أفريقيا مهدد بالزوال

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Friday, June 12, 2015

fiogf49gjkf0d

"غدي نيوز"

بعد أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، تعاني جنوب أفريقيا بدورها ظاهرة اختفاء النحل، وهي ملقحات ضرورية لعدد كبير من الأجناس النباتية اللازمة في التغذية البشرية.
فمرض وباء تعفن الحضنة الأميركي، وهو مرض يفتك بقفران النحل وتتسبب به جرثومة، يلحق أضرارا كبيرة بالنحل للمرة الأولى في التاريخ الحديث للبلاد، بحسب الاخصائي في النحل في "ستيلينبوش" في ريف كيب تاون مايك السوب.
وقال السوب "هذا الأمر ذاته يحصل في كل أنحاء العالم"، مشيرا إلى أن النحل يصاب بأمراض جراء "التعب الناجم عن وسائل التربية المكثفة للنحل ومبيدات الحشرات والتلوث". كما أنها تعاني من "الضغط النفسي الذي يفرضه البشر عليها".
ويخشى الخبراء أن يتفشى المرض في اتجاه الشمال، ليتمدد إلى سائر أنحاء القارة الأفريقية حيث تربية النحل بالوسائل التقليدية تمثل مصدر عيش لمئات آلاف الأشخاص، بحسب "وكالة الصحافة الفرنسية".
ولفت السوب إلى أنها "قنبلة موقوتة. كل النحل في القفران التي تفحصتها مع حالة تعفن الحضنة الأميركي نفقت".

الكابوس صار حقيقة

وعندما اكتشف برندن اشلي كوبر المرض في قفرانه سنة 2009، شعر سريعا بالقلق. وقال في هذا الإطار "كنا نعلم أننا سنرى هذا الانتشار الهائل لمرض تعفن الحضنة. لم اكن أعلم ماذا أفعل، لم أكن أعرف مدى الضرر المحتمل. كنت فقط قلقا على نحلي". وبعد ست سنوات، صار الكابوس حقيقة، قفران النحل تزول واحدا تلو الآخر.
وهذا المرض يصيب الحضنة (مجموعة اليرقات)، ما يمنع تكاثر النحلات العاملة. وعندما ينتهي عمر القفير، تتهافت نحلات من قفران أخرى، في كثير من الأحيان، لحصد عسلها. وهذا العسل الملوث الذي تنقله النحلات إلى قفرانها هو الذي يؤدي إلى تفشي المرض.
وتواجه أميركا الشمالية وأوروبا هذا المرض منذ قرون، إلا أن نحلات جنوب أفريقيا كانت، حتى وقت قريب مضى، مقاومة له بفضل التنوع الكبير في أنواع النحل المحلي، بحسب علماء. كما أن تشريعا، يفرض أن تكون كل منتجات القفران المستوردة إلى جنوب أفريقيا خاضعة لإشعاعات، سمح بتفادي تفشي المرض على فترة طويلة.
لكن العام الحالي، يبدو أن المعركة تخاض بطريقة سيئة "تفشى تعفن الحضنة بشكل هائل خلال الأشهر الخمسة الأخيرة (خلال الصيف في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية)، وانتشرت على مساحة إضافية في غربي البلاد، بطول 500 كيلومتر وعرض 400، حتى أصيبت كل قفرانها تقريبا بالمرض"، بحسب السوب.
ولفت السوب إلى أن المرض "يتفشى سريعا، ولا أرى سببا سيجعله يتوقف، إلا إذا حصل تدخل بشري لمراقبته".
وكما في أي مكان آخر، لا يعتبر النحل أساسيا لدوره في إنتاج العسل  فحسب، بل أيضا لتلقيح مئات الأنواع النباتية.

تدابير غير كافية

وأكد السوب، قائلا "لا نستطيع السماح بخسارة نحلنا. ليس ذلك بسبب النحل، بل لأن لدينا قطاعا زراعيا تقدر قيمته بعشرين بليون راند (1.61 بليون دولار)، ويعتمد على تلقيح النحل".
وبحسب منظمة "غرينبيس"، التي أطلقت حملة لإنقاذ الحشرات، فإن حوالى 70 في المئة من المحاصيل الزراعية في العالم، التي توفر 90 في المئة من الأغذية المستهلكة على الأرض، يتم تلقيحها من النحل.
وأكد المدير في وزارة الزراعة بجنوب أفريقيا موكيتسا راماسودي أن "فريقا تابعا لنا يعمل حاليا على برنامج تحركات سيتم إعلانه في الأسابيع المقبلة".
وتنص الخطة الحكومية على الحد من التراخيص لفتح قفران، والتوعية على نطاق واسع بشأن المرض، وإيجاد قواعد أكثر حزما لإدارة المستوطنات، كالتحليل الدوري لليرقات، بهدف تحديد المرضى منها، قبل نقلها العدوى إلى كامل القفير.
وأكد راماسودي أن استخدام المضادات الحيوية لحماية القفران، وهي ممارسة مثيرة للجدل للغاية، لن يتم اللجوء إليه "إلا في المقام الأخير".
لكن بحسب مربي النحل اشلي كوبر، هذه التدابير ربما تكون غير كافية، وتأتي متأخرة في قطاع زراعي جرت العادة فيه على عدم التدخل وترك الأمور على الطبيعة.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن