الراعي من وادي قنوبين

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Saturday, July 18, 2015

الراعي من وادي قنوبين
: لا يمكن ان تكون هناك جمهورية ب24 رأسا يحلون مكان الرئيس

fiogf49gjkf0d

"غدي نيوز"
وضع البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، الحجر الاساس لبيت رعية وادي قنوبين خلال الاحتفال بعيد القديسة مارينا، الذي ترأسه في كنيسة القديسة في وادي قنوبين.

وكان الراعي قد وصل صباحا الى وادي قنوبين، يرافقه حشد من الاكليروس والعلمانيين. واستقبله خادم الرعية الخوري حبيب صعب ومختارها طوني خطار والاهالي بقرع الاجراس والتراتيل وسط الاعلام اللبنانية والبابوية والبطريركية ولافتات الترحيب التي شكرت البطريرك الراعي على مبادرته النابعة من محبته لابناء قنوبين ومن التزامه بحقوقهم الطبيعية في الحياة، وتوجه الجميع الى كنيسة القديسة مارينا حيث ترأس الراعي قداس العيد يعاونه نائباه المطران بولس الصياح ومارون العمار، القيم البطريركي العام المونسنيور جوزف البواري، القيم الابرشي الخوري خليل عرب والوكيل البطريركي الخوري طوني الآغا. وحضر النائب غسان مخيبر، نقيب محامي بيروت جورج جريج، رئيس رابطة قنوبين للرسالة والتراث نوفل الشدراوي، رئيس مكتب الانتشار في الدائرة البطريركية الاب لويس الفرخ، الرئيسة العامة للراهبات الانطونيات الام جوديت هارون، رئيس نادي الاتحاد الديماني انطوان فرنسيس، الدكتور فيليب سالم وحشد من السفراء والقضاة واعضاء من الرابطة المارونية والمؤسسة المارونية للانتشار ومن ابناء قنوبين ووفود الحجاج الى الوادي.


لقاء المحية


في بداية القداس، ألقى الخوري صعب كلمة رعية وادي قنوبين. وجاء فيها: "يعيش أبناء وادي قنوبين المقيمون والمنتشرون يوم فرح غير مسبوق، انه يوم اللقاء ببطريرك المحبة واعادة الحياة الى قريتهم المحرومة من أبسط الحقوق الطبيعية. ومذ دعاكم الله يا صاحب الغبطة الى السدة البطريركية راح أبناء قنوبين يشعرون بأن بات لهم راع يحميهم ويرفع صوته دفاعا عن حقوقهم. وما مبادرتكم اليوم الى مباركة الحجر الاساس لبيت رعية قنوبين سوى ترجمة عملية لخياركم المعروف بكنيسة البشر الفقراء، وسوى تأكيد لقراركم التاريخي الحكيم باعادة الحياة الى هذه القرية المهددة بالفراغ الكلي وبالانمحاء. وكم يؤلمنا يا صاحب الغبطة ان يكون تصنيف الوادي المقدس قد تجاهل حتى اليوم حقوق الوجود البشري والكيان الراعوي والملكيات الفردية القائمة داخل الوادي. الا ان عنايتكم الابوية وتصميمكم على تصويب المسار أعاد الامل لاصحاب هذه الحقوق. ويهمنا في هذا السياق اعادة التأكيد على تمسك أبناء الوادي بتصنيف واديهم، وقد صنعوا تراثه مع بطاركتهم وحموه وحافظوا عليه. وهم مؤمنون بموجبات هذا التصنيف الذي يحفظ وجودهم ويرعاه. وفي هذا الاطار، سوف يرفع ملف ترميم بيت الرعية الهندسي الى المديرية العامة للآثار لنيل موافقتها على أشغال الترميم والتأهيل وفق شروطها وانجازه ليكون بيتا للانشطة الروحية والثقافية التي تجمع أبناء الرعية".

وشكر رابطة قنوبين التي نظمت اللقاء بالتعاون مع راهبات دير سيدة قنوبين الانطونيات ورعية الوادي. وحيا جمعية وادي قنوبين في أوستراليا التي بادرت منذ زمن الى تحريك هذا المشروع الراعوي الحيوي، وبدأ الآن يشق طريقه بمباركة ورعاية البطريرك الراعي.


الراعي


وبعد الانجيل، ألقى البطريرك الراعي عظة جاء فيها: "يسعدنا أن نلتقي كما كل سنة لنحتفل سويا بعيد القديسة مارينا. لقد أتيتم من كل المناطق ونصلي كي تعودوا الى بيوتكم سالمين بشفاعة القديسة مارينا وسيدة قنوبين تملأكم خيرا وبركة لأن نعم الرب لا أحد يستطيع أن يعطيها، هو الذي يعطي ويكافئ كل واحد منكم، ويعطيكم القوة لتحمل المشقات للوصول الى هنا. نحن سعداء أن نكون هنا في هذا البيت المقدس في وادي قنوبين لنحيي مع الأهالي الذين لا يزالون محافظين على بقائهم هنا رغم كل الصعوبات وهم موجودون هنا منذ زمن بعيد ومن جيل الى جيل. وهذا المكان لجأ إليه البطاركة وعاشوا في زمن العثمانيين فترة طويلة والبطاركة في هذا الوادي لم يروا الا السماء للسماء والأرض للتجذر وحاملين هذه الوديعة في قلبهم، وإرتاحوا وإنطلقوا وصعدوا الى الأعالي وفرحوا بكل مكان. واليوم وصلت إلينا الوديعة المزدوجة إيماننا المسيحي وإستقلاليتنا في هذا الوطن الذي قاد معركته كل هذا الشعب الذي ناضل لكي يبني هذه الدولة المميزة بين كل الدول في كل الشرق الأوسط. دولة منفتحة لكل الناس، دولة صغيرة، ولكن دولة غنية في الثقافة. نحن نصلي لكي يستمر لبنان هذه الدولة المنظمة مثل الوعاء لكي يبقى محافظا على كل المكونات".

أضاف: "نحن سعداء اليوم بوجودكم ونحييكم فردا فردا، كما احيي نائبنا العام المطران مارون العمار الذي أصبح يعرف كل المخابئ وكل المناسك ويحمل في قلبه حبكم ويعمل على حماية هذا الوادي المقدس وحاملا معكم هذا الهم مع رابطة قنوبين للرسالة والتراث التي أحييها وأحيي رئيسها وكامل أعضائها ومع اللجنة البطريركية التي هي برئاسة المطران العمار المعنية بشؤون الوادي، وأحيي مديرها التنفيذي وقيمها البطريركي في كرسي الديمان الخوري طوني الآغا".

وتابع: "نصلي لكي ينتخب السياسيون رئيسا للبنان لأنه إن لم يكن رئيس لا نستطيع فعل شيء ولا المجلس النيابي يستطيع القيام بواجباته، والحكومة متعثرة ومهددة. كما لا يمكن ان تكون هناك جمهورية ب24 رأسا يحلون مكان الرئيس، كما ان كافة المؤسسات معطلة ولا يمكن اجراء أي إصلاح بغياب الرئيس. لذلك نحن نتكل عليك سعادة النائب مخيبر وعلى جهدك مع كل زملائك لكي تذهبوا نحو الهدف الأساسي الذي هو انتخاب رئيس للجمهورية. ان لبنان هو الوحيد في العالم العربي رئيسه مسيحي، وهذا الهم ليس فقط هم اللبنانيين ولكن هم كل الدول العربية، وهي بذاتها تقول لبنان بحاجة لنا. لبنان متنفسنا، هوانا، مدرستنا. ويجب على اللبنانيين المحافظة عليه ونحن كمسيحيين يجب أن نحافظ على حضورنا ودورنا وعيشنا السلمي والتعاوني مع إخواننا المسلمين وعلى المساواة لحماية مسيحيي الشرق الأوسط".

واردف: "هذا ليس جديدا عليكم، وأنتم تعرفونه، وهذه أمنية أساسية في صلاتنا اليوم نسأل سيدة قنوبين القديسة مارينا، ونحن في المغارة التي عاشوا بها كل البطاركة وفي صلوات كل النساك، الذين عاشوا بصلاتهم مثل البخور الذي يتصاعد من الوادي، نحن نصلي على هذه النية.
"هوذا العريس يأتي لهذا اللقاء والعريس هو الرب يسوع إسمه عمانوئيل إلهنا معنا وهو كل يوم معنا في الأيام الحلوة يجب أن نشهد له وفي الأيام الصعبة نشهد له وبالغنى نشهد له وبالفقر نشهد له كل ظروف حياتنا ضمنها شهادة وما هي الشهادة؟ خلاص الإنسان، خلاص بكل أنواعه الروحي والمعنوي والإجتماعي والإقتصادي والمادي هو مخلص العالم حامل الخلاص في هذه البشرى، البشرى لكل الناس. المسيحية هي البشرى لكل المجتمعات وهي خدمة لكل إنسان مهما يكن لونه وفكره وجنسه وعرقه وعقيدته. وهذا إذا خسرناه كمسيحيين نكون قد فقدنا كل معنى وجودنا. نحن لسنا فقط موجودون على المستوى الإجتماعي ولكن موجودون لنحمل رسالة المسيح وكما قال المسيح: أنتم المؤمنون بي أنتم خميرة العجين"، علينا ان نخمر العجين لا نستطيع فقط الصراخ ونقول ما هو مصير المسيحيين والخميرة دائما صغيرة تخمر العجين والمهم هو الخميرة وعلينا أن نحافظ على الخميرة التي إسمها لبنان في هذا العالم العربي".

أضاف: "جميعنا مؤمن اليوم بأن الذي يحصل في العالم العربي، والذي نراه من قتل وتهجير ووحشية وعنف أن العالم بحاجة الى إنجيل المسيح إنجيل السلام والأخوة، إنجيل قدسية الحياة البشرية كرامة الشخص البشري هذا هو دور المسيحيين".

وختم الراعي: "لا نستعجل الأمور كما علمتنا القديسة مارينا علينا الصمود والصبر والتحمل والتجذر والغفران، وعندما يريد الرب كل الأمور تسير. هذه الأمثولة التي علمتنا إياها القديسة مارينا، هذه أمثولة الإنجيل".

ازاحة الستار


وبعد القداس، انتقل البطريرك الراعي والحضور الى موقع بيت الرعية حيث أزاح الستارة عن لوحة تذكارية تؤرخ للمناسبة، ووضع الحجر الاساس لاعمال الترميم. واطلع على الخرائط الهندسية التي سترفع الى المديرية العامة للآثار لتحديد الشروط الفنية لانطلاق الاعمال. وكانت جولة في محيط البيت وداخله. ومن هناك توجه الجميع الى دير سيدة قنوبين حيث استضافتهم رابطة قنوبين للرسالة والتراث في غداء قنوبيني بعناية واهتمام راهبات الدير الانطونيات. وقد شكر البطريرك الراعي رابطة قنوبين وراهبات الدير ورعية وادي قنوبين لتنظيمهم هذا النهار.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن