سدوم: مدينة كبيرة اختفت فجأة…

Ghadi news

Tuesday, December 15, 2015

سدوم: مدينة كبيرة اختفت فجأة…
معلومات هامة عن أحد الفصول الأكثر إثارة للحيرة في الكتاب المقدس

fiogf49gjkf0d

''غدي نيوز''

 بعد عقود من التنقيب، عبر فريق من علماء الآثار عن ثقته بأنه عثر أخيراً على آثار سدوم، المدينة البيبلية ذات الذكرى المخيفة، بحسب الصحيفة البريطانية “دايلي مايل”.

يمضي فريق علماء الآثار قدماً في مشروع حفريات تل الحمام.

ويترأس الفريق الدكتور ستيفن كولينز، الأستاذ في علم الآثار في جامعة ترينيتي الجنوبية الغربية في ألبوكركي، نيومكسيكو، في الولايات المتحدة الأميركية.

منذ فترة طويلة، ينقّب المتخصصون في تل الحمام في غور الأردن (الأردن) بحثاً عن بقايا مدينة صخمة من العصر البرونزي.

وبحسب الدكتور كولينز، كانت المدينة “هائلة الحجم” – مدينة كبيرة جداً – إذا تمت مقارنتها مع المدن الأخرى في المنطقة التي كانت موجودة في الحقبة التاريخية عينها.

وقد أشارت خصائص الآثار إلى تشابه مذهل مع الوصف الذي ورد في الكتاب المقدس عن مدينة سدوم التي دمرها الله.

تعود البقايا إلى أكبر مدينة في المنطقة، كما يقول الكتاب المقدس أيضاً عن سدوم. وتقع شرق نهر الأردن في منطقة خضراء قريبة من البحر الميت.

كانت المدينة موجودة في الأعوام المتراوحة بين 3500 و1540 قبل المسيح، في التاريخ الذي هُجرت فيه فجأة وبطريقة لا يمكن تفسيرها.

تتركز أعمال علماء الآثار الذين اكتشفوا بقايا سدوم في تل الحمام في الأردن. وكانت عمورة تقع في نقطة أعلى قليلاً في الشمال، في غور الأردن أيضاً قرب البحر الميت.

في الكتاب المقدس، توصف سدوم محاطة بالمزروعات ومرويّة جيداً، وتعتبر إحدى أكبر المدن شرق نهر الأردن، ومفترق طرق تجارية. وبفضل ثروتها وحجمها، توصف محصنة بأبراج وأسوار عالية وطويلة.

والمدينة التي تبصر النور تتطابق مع تلك المواصفات. وهي أكبر مدينة اكتشفها العلماء في المنطقة لأنها كانت أكبر من أي جارة لها متخطية حجم الأخريات بخمسة وحتى عشرة أضعاف.

عثر الفريق على أسوار ودفاعات متينة جداً تتضمن جدراناً يبلغ عرضها 5.2 أمتار وارتفاعها 10 أمتار.

كان من الممكن رصد أبواب مداخل وأبراج ومراكز مراقبة وطرق سريعة وساحة مركزية كانت تشكل جزءاً من النظام الدفاعي.

أوضح كولينز: “كان عملاً ضخماً تطلب ملايين اللُبنات وعدداً كبيراً من البنائين”، حسبما ذكرت الصحيفة البريطانية “دايلي مايل”.

كانت المدينة- الدولة تُوسَّع وتُحصًّن باستمرار، حسبما تثبت جدرانها.

في منتصف العصر البرونزي، استُبدل الحائط بآخر أطول منه بلغت سماكته 7 أمتار وتضمّن نوعاً من مسار كان يلف المدينة.

ولكن، بالإضافة إلى تطابق أوصافها مع سدوم الواردة في الكتاب المقدس، توجد معطيات أخرى أكثر إثارة للحيرة وحصرية عن المدينة الغامضة.

اختفاء مفاجئ وفريد

سقطت تل الحمام، “ملكة جنوب غور الأردن”، في كارثة نهائية مفاجئة قضت على عمورة وعدة مدن صغيرة مجاورة لها.

تظهر بقايا المكان أن المدينة كانت في أوج ازدهارها في أواخر العصر البرونزي عندما لاقت نهاية مفاجئة ومفجعة. بقيت المدينة المتباهية مهجورة من حين إلى آخر، وظلت كذلك طوال قرون.

وتدلّ أجزاء من الخزف أنها تعرضت لدرجة حرارة عالية تفوق درجات حرارة حريق أو فرن.

تمت مقارنة الظاهرة مع نتائج اختبارات على مواد خزفية أخذت من أماكن ألقيت فيها قنابل ذرية في الولايات المتحدة.

أشار الدكتور كولينز إلى أن المدينة المكتشفة تتطابق مع سدوم البيبلية من كافة وجهات النظر العملية.

كانت أكبر مدينة في منطقة كيكار الخصبة. ولكن، بعد حدث مفاجئ ومفجع، تحولت المدينة المزدهرة إلى مكان مهجور طوال أكثر من 700 عام.

في العصر الحديدي، شُيدت مدينة أخرى في المكان عينه بين العامين 1000 و332 قبل المسيح رغم عدم ارتباطها بالسابقة. وهُجرت بدورها.

ووجد الباحثون أدوات مصنوعة في تلك الحقبة. لكن صمتاً مفاجئاً دام أكثر من سبعة قرون يدعو إلى التفكير بأن ذكرى رهيبة أبعدت الناس عن هذا الموقع.

يقول البروفسور كولينز أنه يجهل سبب الاختفاء المفاجئ للمدينة الكبيرة والقوية.

سنة 2008، توصل متخصصان في الصواريخ – آلن بوند ومارك هيمبسيل – إلى نتيجة مغرية فيما كانا يحاولان فك شيفرة لوحة دائرية عثر عليها في القرن التاسع عشر في بلاد ما بين النهرين وحُفظت في المتحف البريطاني.

أمضيا ثماني سنوات في إنجاز هذه المهمة، وتمكنا بمساعدة الحواسيب من تحديد التاريخ الذي وُضعت فيه النجوم على اللوحة.

في النهاية، توصلا إلى الاستنتاج بأن اللوحة كانت عمل شاهد عيان على انفجار كويكب فوق منطقة سدوم وعمورة في تاريخ قريب لاختفائهما في طوفان من النار والكبريت، بحسب السرد البيبلي.

تصف اللوحة السومرية التي حلّ رموزها آلن بوند ومارك هيمبسيل كويكباً وهو ينفجر فوق منطقة سدوم وعمورة.

ويقول الأخصائيون أن كويكباً يبلغ طوله 1.6 كيلومتر انفجر في المنطقة مسبباً وفاة الآلاف ومدمراً كل شيء في بقعة تبلغ مساحتها أكثر من مليون كيلومتر مربع.

ومن المفترض أن يكون تأثير الانفجار أقوى بمئة مرة من أكبر قنبلة اخترعها الإنسان، أي كان أقوى من مفعول أكثر من 20000 مليون طن من مادة الـ تي إن تي. وقد تسبب في أحد أكبر انزلاقات الأرض في تاريخ العالم.

لا بد من الإشارة إلى أن لوحة الطين المسماة خريطة مسطحة اكتُشفت من قبل عالم الآثار البريطاني هنري لايارد في العصر الفيكتوري، وتشكل جزءاً من مكتبة قصر نينوى الملكي. وهي محفوظة في المتحف البريطاني.

 

روما/ أليتيا (aleteia.org/ar). 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن