"غدي نيوز"

نسمع أحياناً عن إصابة شخص بتشمع الكبد، فما سبب ذلك؟

يعني تشمُّع الكبد اضطراباً يصيب الكبد، تتحول فيه الأنسجة الطبيعة للكبد إلى أنسجة غير قادرة على القيام بوظائفها بالشكل الطبيعي ما يقلل نسبة وصول الدم إلى الكبد وبالتالي خلل في وظيفة الكبد التي يحتاجها الجسم وتؤثر في وظائفه المختلفة.
ومن اسباب تشمع الكبد ، إدمان الكحول، والإصابة بداء التهاب الكبد الوبائي الفيروسي ( ب , ج ,د)، وبعض أنواع الأمراض الوراثية مثل التليف الكيسي وداء ترسب الأصبغة الدموية أو داء الصباغ الدموي وداء اختزان الغليكوجين، ومشاكل واضطرابات القناة الصفراوية، حيث قد يسبب انسداد هذه القناة حصول تشمع في الكبد، مثل داء رتق القناة الصفراوية والتي تعتبر المسبب الأول لتشمع الكبد عند الأطفال.

وقد لا تظهر أي أعراض على المريض، خصوصاً في المراحل الأولى للتشمع الكبدي، ولكن مع تدهور وظائف الكبد قد تظهر علامات وأعراض الإصابة بهذا المرض على شكل تعب وإرهاق، وفقدان شهية غير طبيعي وفقدان الوزن، ويصل الأمر في المراحل المتقدمة إلى اليرقان حيث يُلاحظ حصول اصفرار شديد في الوجه والعينين، وحكة في الجلد، وارتفاع درجة حرارة، وقد يحصل تجمع السوائل في منطقة البطن في المراحل المتأخرة من المرض.

ويهدف علاج المرض إلى إيقاف تلف خلايا الكبد من جهة عن طريق علاج العامل المسبب، وإلى علاج المشاكل الناجمة عن التشمع من جهة أخرى.
ومن الإجراءات العلاجية المتبعة للمرض، وقف تناول الكحول كلياً إذا كان تعاطياً، وفي حال كان سبب التشمع هو الاصابة بالتهاب الكبد الفيروسي، فقد يصف الطبيب علاجات مضادة للفيروسات وذلك وفق شروط، وقد يصف الطبيب بعض العلاجات الستيرويدات في بعض حالات التشمع المزمن أو المصاحب لالتهاب الكبد، وفي حالات الإصابة بداء ويلسون قد يقوم الطبيب بإجراءات علاجية للتخلص من كميات النحاس الفائضة في الجسم، أما في حالات داء او ترسب الأصبغة الدموية فقد يلجأ الطبيب لعلاجات لإزالة الفائض من الحديد من الجسم، وقد يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي في بعض الاحيان، وقد يصف الطبيب بعض المكملات الغذائية كالفيتامينات لدعم الجسم، وقد يلجأ المريض لعملية زراعة الكبد في المراحل المتقدمة والخطيرة من المرض.
وللوقاية من تشمع الكبد يجب الابتعاد عن تناول الكحول، وتجنب ممارسة التصرفات الجنسية الخاطئة التي قد تؤدي إلى الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً، وأخذ اللقاحات الواقية من الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي، وتناول غذاء صحي متوازن قليل الدسم، وتجنب المواد الكيميائية مثل المنظفات والمبيدات الحشرية والتعامل معها بحذر.