ما السرّ الذي حدا بهذا الصحافي اللبناني إلى محاربة تجّار المخدّرات؟

Ghadi news

Saturday, February 6, 2016

ما السرّ الذي حدا بهذا الصحافي اللبناني إلى محاربة تجّار المخدّرات؟
لماذا عاد إلى منزله تلك الليلة لابساً أيقونة الطوباوي يعقوب؟
رياض طوق لأليتيا: لم تأتي ساعتي بعد

fiogf49gjkf0d

''غدي نيوز''

يقولون إنّ الإعلام رسالة، فزاد عليها كلمة شهادة. عين تجّار المخدرات عليه، وعينه على شباب لبنان وعائلاته.
طيفه يلاحق عصابات المخدرات، ألخطف، ألدعارة وسواها من عصابات لبنان، يكشف للمرّة الأولى ما وراء الستار، إيمان يرافقه في مهماته وشفيعه لا يتخلّى عنه.
أرادت أليتيا أن تعرف ما لا يعرفه كثيرون عن رياض طوق مراسل القضايا الأمنيّة في لبنان والعالم العربي الذي نقل تغطية الأخبار الأمنية من السرد المملّ إلى عالم الواقع حيث رافق القوى الأمنية في إلقائها القبض على العصابات ومكافحة الجريمة.

دخلت اليتيا إلى عالمه الخاص، ما الذي يدفعه إلى القيام بهذه المهمات الصعبة وهو في ربيع عمره؟ ألا يخاف الموت؟ هل يؤمن بالله؟ ألحرب بين الشر والخير؟ عبدة الشياطين…

إنتظرت كثيراً هذه المقابلة، قال طوق لأليتيا. ففي هذه المقابلة يحكي طوق قصّة الطفولة التي جعلته مقاتلاً شرساً ضد عصابات المخدرات في لبنان.
يعود إلى طفولته، إلى قريته بشرّي وجدّه الكاهن المحافظ، والدته، هذه الأجواء أرخت بظلّها عليه فتربّى على قيم العائلة والإيمان.

ألمسرحية التي دفعته إلى محاربة آفة المخدّرات:

كنت في الرابعة من العمر أشاهد مسرحية عيد القيامة في قريتي، قصّة شاب يتعاطى المخدرات وأصيب بحالة تشنّج. أخافني كثيراً هذا المشهد، لكنّه سرعان ما تلاشى عندما نزل الشاب الذي يمثّل دور يسوع عن الصليب فحضنه. رسالة مزدوجة لبشاعة المخدرات واللجوء إليها، ومحبة الله ورحمته تجاه الخطأة. منذ ذلك الوقت قررت محاربة المخدرات في المجتمع وها أنا أقوم بهذا الدور التوعوي لتنبيه المجتمع على مخاطر هذه الآفة ومساعدة القوى الأمنية في عملياتها ضد عصابات المخدرات.

لم تأتي ساعتي بعد:

بالجرم المشهود البرنامج الأمني الإستقصائي الأوّل من نوعه في لبنان والعالم العربي، وربما لو لم يقم طوق بهذه التجربة لكان عمل الإعلام العربي ناقصاً.
“وَأَمَّا أَنْتُمْ فَحَتَّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ”، يعرف طوق تماماً أنّ الله اختاره لرسالة الإعلام هذه وهو يردد دائماً: لم تأتي ساعتي بعد. حياته وحياة رجال الشرطة وفريق التصوير دائماً في خطر، لكنّ الله حمى وما زال يحمي رسالة هؤلاء الشباب على الرغم من المخاطر الجمّة التي تعرّضوا ويتعرّضون لها. فيروي طوق كيف نجا أحد العناصر من رصاصة دخلت بين فخذيه وحرقت لباسه دون أن تقتله. فبين الحياة والموت ميليمترات صغيرة.

لديه القناعة المطلقة أنّ الله يحميه، ويروي لنا قصّة أيقونة الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي:

هذه الأيقونة التي ترافقه ولا ينتزعها إطلاقاً إلّا عند الاستحمام. ففي إحدى الليالي، جاءه اتصال ليتوجّه سريعاً إلى بيروت لملاقاة فريق العمل حيث ستقوم الشرطة بمداهمة مفاجئة، وبعد انطلاقه من منزله وكان أصبح بعيداً حوالي نصف الساعة، عاد أدراجه ليضع الأيقونة حول عنقه.

شعرت بالراحة يقول طوق، ليس إيماناً مني بصورة قديس فحسب، بل لأني اعتدت على هذا الدرع الروحي ألا وهو تلك الأيقونة. لا شكّ أنّ الإيمان أعظم من هذا بكثير، وخلال السنين الأربع الأخيرة التي ووسط الخطر اليومي، زاد إيماني كثيراً وأصبحت على تواصل يومي مع الله، وكأنّ هذا الإنسان لا يعرف ربه سوى عند الحاجة.

طوق الذي يغطّي أيضاً الأحداث الأمنية عبر أخبار أم تي في، يجيب على سؤال حول الحرب الدائرة بين الخير والشرّ فيقول:

إن لم يكن لديك الإيمان فلا يمكن أن تنجح في عملك فكيف إذا كان العمل كالذي أقوم به. وأنا متأكّد أنّ الشر والخير موجودان، والأشخاص الذين يطلق عليهم تسمية “مطلوبو العدالة” هم أنفسهم الأشرار الذي يعملون على تدمير المجتمع.

ألشر موجود في هؤلاء الذين يمنعون بناء مجتمع لبناني ومسيحي ويهدمون العائلات، تجّار الفسق، المجون والدعارة…فإذا كافحنا هذه الآفات في مجتمعنا، لا شكّ نكون قد سلكنا نصف الطريق لبناء مجتمع صالح. في وقت تجهد عائلاتنا على تربية أولادها، يأتي شيطان المخدرات ليحاربك داخل تلك العائلات، فيتحوّل بعض الأولاد إلى مدمني أو تجّار مخدّرات، مما يسبب عذاباً كبيراً للعائلات في لبنان.

ألشيطان متجلّ في تلك الممارسات التي تدفع مدمن مخدّرات إلى سرقة أقرب الناس إليه، إلى قتل آخر، إلى اغتصاب طفل. هذا هو الشيطان، وركيزة إيماننا المسيحي محاربته وإفشال مخططه على الأرض وعدم السماح له بتحقيق نصر.

طوق يقوم بتوعية الناس ضد آفة المخدرات وتجييش الرأي العام والإضاءة على مخاطر الإدمان، فهو يؤدّي رسالته المسيحية بأبهى حلّة.

خمسون في المائة من شباب لبنان يتعاطون المخدرات:

وفي سؤالنا عن نسبة تعاطي المخدرات في المجتمع اللبناني، فردّ أنّ النسب مرتفعة جداً وتتجازو الخمسين في المائة سيما بين الشباب والشابات الذين يعتقدون أنّ تعاطي المخدرات موضة.

عبدة الشيطان:

أمّا عن أخبار عبدة الشياطين فيقول طوق إنّ مجموعة من الشباب الطائش يبحث عن بدع ليست بالضرورة شيطانية، إنما تتمحور حول تعاطي المخدرات وممارسة الجنس الجماعي. أمّا عبدة الشيطان الحقيقيين فهم تجّار السلاح، المخدّرات والإتجار بالبشر. هؤلاء الذين يتخلّون عن كل القيم الأخلاقية قبل الدينية منها في سبيل جني الثروات على حساب عذابات وآلام الناس.
طوق الذي يقدّم برنامج “بالجرم المشهود” على قناة “أم تي في” اللبنانيّة، يوجّه تحيّة إلى إدارة المحطة والأخبار على الثقة الدائمة، وطبعاً شكره الدائم لربه ولجميع الأمنيين الذين يحافظون على شباب لبنان.

لبنان / أليتيا (aleteia.org/ar) 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن