"غدي  نيوز"

تقدّم علماء أميركيون خطوة إضافية على طريق إنتاج مانع حمل موحد للرجل والمرأة، وذلك عبر مفتاح جزيئي يستجيب للهرمون النسوي في عملية استدراج الحيوان المنوي إلى البويضة لتلقيحها.
واشنطن: اكتشف باحثون أميركيون مفتاحًا يستخدمه الحيوان المنوي لاختراق البويضة وتخصيبها، وربما يكون مصدرًا مهمًا لخصوبة الرجل أيضًا. وهذا المفتاح الجزيئي، الذي اكتشفه باحثون في جامعة باركلي في كاليفورنيا، هو بروتين مستقبِل، يستجيب لهورمون بروجيسترون الأنثوي الذي تطلقه البويضة لاستدراج الحيوان المنوي للسباحة نحوها.
وكان الباحثون يعرفون أن آلافًا من هذه المستقبِلات ثابتة على ذنب الحيوان المنوي، لكنهم اكتشفوا الآتي: عندما يقترب الحيوان المنوي من البويضة، يفعّل الهورمون المستقبل ويطلق سيلًا من التغيرات التي تجعل الذنب يؤدي دور السوط الذي يدفع الحيوان المنوي إلى سطح البويضة لاختراقه.
وقالت مليسا ملير، رئيسة فريق الباحثين: "إذا لم يتعرف البروتين المستقبِل على البروجيسترون، يكون الرجل عقيمًا، وهذا يمنحنا فهمًا لطريق آخر ذات صلة بنشاط الحيوان المنوي البشري"، مؤكدة بأن المثير في هذا الاكتشاف هو أنه يضع أمام الباحثين هدفًا حقيقيًا لتطوير مانع حمل يمكن أن يستخدمه الرجل والمرأة على السواء، وأضافت: "إن منع هرمون بروجيسترون من استدراج الحيوان المنوي يعني أن هذا الأخير لن يكون قادرًا على الوصول إلى البويضة وتخصيبها".
الخيار الأفضل وعلى الرغم من وجود أهداف ممكنة أخرى لتطوير مانع حمل يحول دون دفع الحيوان المنوي باتجاه البويضة باطلاق انزيمات في وقت واحد، فإن منع البروتين المستقبِل من تلقي بروجيسترون "من الخيارات الأفضل لتطوير مانع حمل واحد يستخدمه الرجل والمرأة". وقد أراد الباحثون معرفة الآليات الجزيئية التي تسبب النشاط المفرط للحيوان المنوي، بسبب أهميتها البالغة لعدم خصوبة الرجل. وقادهم هذا إلى أن يكتشفوا أن البروتين المستقبِل، الذي يقوم بروجيسترون بتفعيله على ذنب الحيوان المنوي، هو أيون كاليسومي، وأن إغراق الحيوان المنوي بأيونات الكالسيوم يطلق سيلًا بيوكيميائيًا يهيئ الحيوان المنوي لمحاولته الأخيرة تخصيب البويضة. كما اكتشفوا أن انزيمًا يرتبط به هرمون بروجسترون، معروف باسم ABHD2، يؤدي دورًا بالغ الأهمية في تنشيط الحيوان المنوي.
عملية جماعية
وقالت ميلر إن الاعتقاد الشائع ينظر إلى التخصيب ماراثونًا يفوز فيه الحيوان المنوي الأسرع والأقوى، "في حين أن التخصيب عملية جماعية، فالحيوانات المنوية الأولى تمهد الطريق مستهلكة طاقتها في اختراق الخلايا التي تشكل حاجزًا كي يتمكن الحيوان المنوي البطئ الذي يسير بخطى ثابتة من دخول البويضة".
كما تسلط الدراسة الضوء على لغز قديم في شأن مركبات عضوية مثل هرمون بروجسترون، والتي يبدو أنها تعمل بطريقتين مختلفتين على نحو واضح.
وقال الدكتور ستيوارت موس، مدير برنامج الصحة التناسلية في معهد يونيس كندي شرايفر الوطني لصحة الطفل والتطور البشري في الولايات المتحدة، إن هذا تقدم مهم في شرح الطريقة التي يصبح بها الحيوان المنوي مفرط الحركة في الجهاز التناسلي الانثوي، وأضاف: "ربما يؤدي تطوير مركبات جديدة تقطع الطريق على الانزيم إلى طرائق جديدة لمنع الحمل، بمنع الحيوان المنوي من الوصول إلى البويضة".

akhbarak