"غدي نيوز"

رغم تضاعف إنتاج البلاستيك العضوي خلال السنوات القليلة الماضية، وازياد الاستثمارات المخصصة لإنتاجه التي تهدف إلى تحقيق مفهوم الاستدامة البيئية، لا يزال البلاستيك التقليدي في المراتب الأولى للإستهلاك. وقدرت الدراسات أن إنتاج البلاستيك التقليدي يستهلك سنويا 4% من مجمل الإنتاج العالمي من النفط الخام، وأنه تم إنتاج حوالي 280 مليون طن من البلاستك عالميا في العام 2012. ويمتاز البلاستيك بقدرته الكبيرة على مقاومة التحلل، فأغلب أنواعه تحتاج إلى مئات أو آلاف السنين لكي تتحلل، فضلا عن الأضرار التي يلحقها بالكائنات المائية وتأثيراته الكيميائية السامة في حال حرقه. دفعت هذه العوامل بالخبراء إيجاد حلول جذرية للتخلص من هذه المواد وابتكار بدائل أقل ضررا على البيئة. جديد هذه الإبتكارات “فطر” يختلف عن الأنواع الأخرى الموجودة في الطبيعة، لأنه مصنوع من “أكياس البلاستك السوداء” ولكنه صالح للأكل. استطاعت المصممة النمساوية كثارينا آنغر (Katharina Unger) بمساعدة صديقتها جوليا كيزنجر (Julia Kaisinger) وجامعة اوتريخت (Utrecht University)، من تطوير نظام ينتج الفطر الصالح للأكل من البلاستيك. تبلورت التجارب منذ العام 2012، عندما اكتشف باحثون من جامعة ييل في الولايات المتحدة الأمريكية مجموعة متنوعة من الفطريات قادرة على تحليل مادة البوليورايثان (Polyurethane)، الأمر الذي سهل اكتشاف طرق مختلفة تسمح بتحلل البلاستيك والتخلص من مواده السامة. فهدف آنغر الأول والأخير، تحقيق فكرتها التي اقتصرت على “كيفية تحويل المشاكل البيئية أي النفايات إلى حل بيئي”، وتمكنت من اختراع آلة لصنع هذا النوع من الفطر اسمها “فطريات الموتاريوم” (Fungi Mutarium). تحتوي هذه الآلة على عدد من الأكواب على شكل بيضة، مصنوعة من جلاتين نباتي مستخرج من الأعشاب البحرية. بعد تعبئة الأكواب الجلاتينية بأكياس البلاستيك، تبدأ الفطريات بالتكون، ويمكنها أن تستمد طعامها من النشويات والسكر من الجلاتين النباتي بالإضافة إلى البلاستيك. وبعد مرور بضعة أشهر، يكون البلاستك قد تحلل وتظهر مكانه فطريات تشبه إلى حد كبير كعكة الأرز ولكن على شكل بيضة منتفخة صالحة للأكل، أو يمكن استعمالها كوعاء للطعام. فكرة هذا الإبتكار لا تزال في بداياتها، إلا أنه وعلى ما يبدو قد يحل مشكلة الأكياس البلاستيكية، طبعا ليس بأكلها، ولكن بهذه الطريقة يمكن التخلص من الأكياس البلاستيكية المضرة بالبيئة والطبيعة، عن طريق تحللها بالتربة بعد أن تكون قد تحولت إلى فطريات، بمدة زمنية وجيزة أقصاها بضعة أشهر وليس آلاف السنين.