fiogf49gjkf0d
''غدي نيوز''
خلال الحرب العالمية الأولى، وبعد أن اجتاح الجراد لبنان في نيسان 1915، ولم يبق من الأخضر شيئاً، برز شبح المجاعة في شتاء 1916 وتفاقم خطره في السنتين التاليتين، مع انتشار الأمراض والأوبئة، فتكّدست جثث الموتى بالآلاف، وفقد لبنان حوالي ثلث سكانه.
وإسهاماً منه في تخفيف وطأة الكارثة، رهن الأباتي “اغناطيوس داغر التنوري” رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية وقتها، ممتلكات الرهبنة إلى الحكومة الفرنسية، بواسطة حاكم جزيرة أرواد “ألبير ترابو”، مقابل مليون فرنك ذهبي.
وجاء نص ترجمة السند كما يلي:
نحن الموقعين أدناه الأب اغناطيوس التنوري، رئيس الرهبانية اللبنانية المارونية العام، نسأل الحكومة الافرنسية قيمة مليون فرنك، لكي يوزّع على الفقراء والمحتاجين، ونقدّم ضمانة لهذا القرض أملاك الرهبانية، وبما أنّه يتعذّر علينا المخابرة رأساً مع الحكومة الافرنسية في الشروط اللازمة لهذا القرض، نكلّف جناب الموسيو “ترابو”، حاكم جزيرة أرواد، الذي لنا فيه ملء الثقة أن ينوب عنّا في هذا الأمر. والضمانة المشار اليها في السند تقع على القيمة التي تصل ونعطي علماً بها تحريراً في تشرين الثاني سنة 1916.
الأب اغناطيوس التنوري، أب عام لبناني
وبعد أن تم الانتداب الفرنسي، جاء “ترابو” الى لبنان، وقابل “التنوري” عام 1921 وقال له:
“من الثابت عندي أنّك كنت في ايام الحرب من أقوى المساعدين لنا على عمل البر، فإني أحفظ لك أجمل ذكر من ذلك. ولن انسى ذاك السند الذي ارسلته اليّ وبه تطلب مليون فرنك تستدينها لأجل إعانة فقراء وطنك. فالحكومة الافرنسية مع تقديرها عملك، لم ترض أن تكون أقلّ منك كرماً، فتبرّعت به. على أنّ فضلك ثابت ومستحق أعطر الثناء. فاني أشكر لك ما اصطنعته أيام البؤس من الخير الى المعوز المسكين.
الاوراق التي أرسلتها اليّ اثناء الحرب وأنا في جزيرة أرواد لم تزل في يدي وسارجعها اليك، مشفوعة بالشكر لغيرتك على أبناء وطنك العزيز”.
أدخلت الأموال لبنان عن طريق بشارة البواري…ففتح نعوم باخوس المطاعم المجانية في غزير وجونيه، ووزّع الصدقات على الفقراء.
رحاب كمال الحلو/ كتاب سليم وهبه سراح فوق المكيال
زحفت إلى عمشيت ألوف مؤلفة من جميع أنحاء بلاد جبيل، جموع أتت لتشهد عمل الله…”ليس الصليب لك وحدك يا بونا، بل هو لي أيضاً”
بيروت / أليتيا (aleteia.org/ar)