تربية القنافذ والنياص في لبنان بدلاً من صيدها

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Monday, October 8, 2012

بدأ تدجينها في مزارع خاصة
... تربية القنافذ والنياص في لبنان بدلاً من صيدها

"غدي نيوز" – أنور عقل ضو

بالرغم من كثرة اصطياده، ما زال النيص أو القنفذ من الحيوانات البرية غير الواردة على قائمة الحيوانات البرية المهددة بالانقراض في لبنان، وثمة من يتكبدون مشقات كبيرة لقنصه وصيده طمعاً بلحمه، خصوصاً وأنه يقتات على الحشائش وليس ثمة ما يحول دون إعداد وجبة محببة من لحمه لدى كثير من اللبنانيين.
إلا أن أحداً لم يفكر يوماً بتدجين هذا الحيوان في زرائب خاصة، وهذا ما أقدم عليه بعض أبناء الجنوب اللبناني من هواة مطاردة وملاحقة النياص، من بينهم أسعد بدر الدين الذي أكد لـ "غدي نيوز" يعرف "الخارطة الدقيقة لأماكن تواجدها، والتي تكون عادة داخل أوكار صخرية ضيقة صعبة المسالك"، يطاردها مع كلابه المدربة جيدا على هذا الصيد المسمى المعروف في لبنان باسم "النش"، فيصطادها عبر إطلاق النار أو التقطاها حية عبر شرك حديدي.
لكن بدر الدين آثر في السنوات الماضية التقاط النياص حية، حتى بات يملك مجموعة كبيرة منها، ينوف عددها على الثلاثين من هذه الحيوانات التي بدأ يعتني بها في مزرعة صغيرة أعدها لهذه الغاية.
 

النيص من الثدييات

تجدر الاشارة إلى أن النيص حيوان بري من الثدييات، تغطي ظهره أشواك أو سهام حادة مجوفة، يتراوح طولها بين 10 إلى 35 سم، تكون منسدلة على جسمه. يطلق على هذا الحيوان عدة تسميات منها: الشيهم، الدعلج، صيد الليل، الدلدل، وهو يبني عشا وثيرا في الأوكار التي يعيش فيها، ويبطنها بالقش والأوراق الجافة ويعده للتكاثر خلال فصل الربيع، وخلال فترات التزاوج كل ذكر يختار أنثى واحدة فقط ليشكلا عائلة ثنائية العدد، وبعد فترة حمل تستغرق حوالى 112 يوما، تلد الأنثى ما بين صغيرين وأربعة صغار، في حين يبلغ متوسط عمر الشيهم حوالى 20 سنة.
والشياهم أو النياص من الحيوانات الليلية، التي تقضي نهارها كامنة في أوكارها، ولا تخرج بحثا عن الغذاء إلا بعد الغروب بحيث لا تبتعد كثيرا عن مخابئها، وبوجه عام فإنها حيوانات تحب العزلة، ويمكن الاستدلال على آثار وجودها في منطقة ما، من خلال الأشواك المتساقطة من أجسامها أثناء تحركها، او عبر الكلاب المدربة. وزن النيص يصل إلى حوالى 10 كلغ، رأسه سميك، انفه كبير اذناه صغيرتان، تغطي الأشواك ظهره بالكامل ويغطي بطنه شعر اسود كثيف، وترتفع كتفاه عن الأرض ما بين 30 الى 40 سم في حين يتجاوز طوله 60 الى 70 سم.

طرق صيده

ويتحدث وليد الزين من منطقة المتن الاعلى عن طرق صيد النياص، فيقول: "ننطلق مجموعة صغيرة من الصيادين، نجري خلف الكلاب فهي بوصلتنا بشكل أساسي، تنبح عندما تشتم رائحة النيص وتقوم بملاحقته ومحاصرته بين الصخور، وعندها نقوم بإطلاق النار عليه، لكن في حالات عدة يتمكن النيص من الإفلات ويهرب باتجاه وكره، فتلحق به الكلاب ونحن خلفها الى مدخل الوكر، ونكون عندها قد حددنا بشكل دقيق مخبأه ذا الفوهة الصغيرة جدا، ونقوم عندها بنصب شرك او ما يسمى بفخ حديدي عند المدخل مباشرة، وعندما يخرج النيص يدخل الفخ حتما ليطبق عليه، وعندها نقوم بنقله لترويضه وتربيته في مزرعتنا المستحدثة".
ويشير الزين إلى الذكاء الحاد لهذا الحيوان، فهو "يتحسس الخطر عند مطاردتنا له، فيهرب الى وكره ويمكث بداخله لفترة طويلة تصل في بعض الحالات الى 3 او 4 أسابيع، يبقى خلالها دون مأكل ومشرب فيخرج هزيلا وضعيفا، وفي حالات عدة ينفق جوعا داخل المغارة جراء الخوف من مغادرتها".

... وتربيته

وعن لجوئه إلى تربيته النياص يقول بدر الدين: "تمكنا ورفاقي منذ فترة من اصطياد 3 نياص بواسطة الأفخاخ، قمت بوضعها داخل غرفة محكمة، وبدأت اتردد عليها بشكل يومي ولعدة مرات اقدم لها الخبز والخضار والفاكهة الى جانب المياه، وباتت بيننا علاقة وطيدة، فعندما افتح الباب الحديدي للغرفة تقترب جميعها مني وتنتظر الطعام من يدي، يفرحني هذا الود المتنامي. انها مسالمة شرط عدم ايذائها".
وعن كيفية الدفاع عن نفسها يوضح: "ليس صحيحا ان النيص يطلق ريشه من بعيد، وما يحصل ان النيص عند ملاحقته ينفش ريشه ويقف فجأة امام ملاحقه وخاصة كلب الصيد، فيصطدم المهاجم بمؤخرة النيص التي تحوي عشرات الريش القاسية فتنغرز فيه، وفي حالات عدة تشك الريش الى عمق ما بين 15 الى 20 سم تكون كافية لقتل المهاجم، وقد خسرنا عدة كلاب نتيجة لذلك".
ويضيف: "فوجئت مرة عندما شاهدت داخل غرفة حجز النياص في احد الأيام، نيصا كبيرا ينفش بريشه على غير عادته ويحاول اقفال الباب بوجهي، وما كانت سوى لحظات اكتشفت عندها انه يقوم بحماية 3 نياص صغيرة ولدت حديثا، وهذا ما شجعني على توسيع عملي الجديد في تربية هذا الحيوان، فعملت على بناء ما يشبه مزرعة بحيث وصل عدد النياص فيها الى حوالى العشرين، وقد باتت النياص محط انظار العديد من الزبائن فمنهم من يشتري النيص للحمه اللذيذ، حيث سعر الواحد بحدود 100 دولار".
ويشير صديق بدر الدين وشريكه في تربية النياص سمير الفقيه، إلى أن "النيص يدخل في صناعة وتحضير بعض الأدوية وخاصة تلك المسماة بالأدوية العربية، فعظامه تصلح لمعالجة العديد من الأمراض السرطانية وطحاله لأمراض الربو، في حين بات لحم النيص المفضل، وباتت المزرعة المستحدثة مقصد الكثيرين، الذين يفضلون لحم النيص الطري ذا النكهة الطيبة والمميزة"، ويقول: "ما قمنا به دفع كثيرين الى تربية النياص، وبات لحمه متوافرا في بعض القرى والمناطق اللبنانية".


 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن