كيف كتبت صحافة الغرب قصة الإنقلاب التركي قبل أسابيع

Ghadi news

Saturday, July 16, 2016

fiogf49gjkf0d


"غدي نيوز"

لم تتردد فورين أفيرز الأميركية في الحديث بصراحة عن "الإنقلاب العسكري القادم في تركيا"، في هذه المقالة المنشورة يوم 30 آيار/ مايو تقول غونول تول مديرة مركز الدراسات التركية في معهد الشرق الأوسط " الجيش التركيّ لديه في الواقع أسبابه لحمل الضغينة تجاه أردوغان. فعلى مدار التاريخ التركي، تمتّع الجيش بسطوة كبيرة على الشئون السياسيّة في البلاد، وقد نفّذ أربعة انقلابات عسكريّة مُجبرا السياسيّين على الاستقالة وتعامل مع نفسه دائما على أنّه الحارس الأوحد للديمقراطيّة العلمانية الذي لا يخضع للمُسائلة." تشرح تول "بقدر ما أن الانقلاب أمرٌ غير وارد في الوقت الراهن، إلًا أن هناك سيناريو محتمل قد يتدخّل الجيش فيه. فالأعوام الأربعة عشر التي حكم فيها حزب العدالة والتنمية خففت إلى حدّ ما من موقف الجيش تجاه العلمانية، لكن النزعة الانفصالية الكردية لا تزال خطّا أحمر بالنسبة للقوات المسلحة. قد يتدخل الجيش إن وصل الصراع بين حزب العمال الكردستاني وتركيا إلى حد الخروج عن نطاق السيطرة، خاصة إذا أدى العنف الجماعي في مراكز المدن الغربية إلى انهيار الأمن وحدوث انتكاس اقتصادي كبير."

"ماذا يمكن أن تفعل مع حليف للناتو بات سيئاً لهذه الدرجة"؟
في مقالة أخرى في صحيفة الفورين بوليسي في 15 حزيران/ يونيو يتساءل جون حنّا نائب مستشار الأمن القومي الأميركي السابق في عهد الرئيس جورج بوش "كيف تتخلص من مشكلة أردوغان؟" ينطلق حنّا الخبير في الشأن الاستراتيجي من أن تركيا تسير ببطء ولكن بشكل مؤكد باتجاه الهاوية متحدثاً عن مؤشرات قاتمة مثل "الاستبداد والإرهاب والحرب الأهلية" فيما تلوح في الأفق سيناريوهات أخرى مثل الدولة الفاشلة والتقسيم القسري. في ظل هذا الواقع يقول "ربما يقترب اليوم الذي سيضطر فيه صانعو القرار الأميركيون سواء رغبوا أو لم يرغبوا للتعامل مع السؤال التالي: ماذا يمكن أن تفعل مع حليف للناتو بات سيئاً لهذه الدرجة؟".
يضيف حنّا "لا يمكن استبعاد نوع من التدخل العسكري بشكل تام. هل يمكن السماح باستمرار تدهور الوضع في تركيا لجهة تنامي الإرهاب والصراع السياسي وجعل العلاقات تسوء مع الشركاء الغربيين التقليديين على سبيل المثال؟ ليس من المستبعد أن ينقلب الجيش على أردوغان في سبيل حماية تركيا من السير باتجاه الديكتاتورية الإسلامية وفشلها كدولة".
"يجد أردوغان نفسه اليوم محاصراً بالصراعات على أكثر من جبهة"
صحيفة "نيويورك تايمز" في عدد 5 تموز/ يوليو رأت أن أردوغان الذي تبنى لفترة طويلة سياسة "صفر مشاكل مع الجيران" يبدو غارقاً في صراعات مع الجميع وفي كل مكان تقريباً مشيرة إلى تنفيذ الكرد وداعش 14 هجوماً العام الماضي ما أسفر عن مقتل 280 شخصاً وعن مخاوف متزايدة فضلاً عن تأثر الاقتصاد بفعل تراجع عدد السياح.
وتابعت الصحيفة أن أردوغان يبدو في الوقت نفسه في عزلة متزايدة مثيراً غضب حلفائه القدامى مثل الولايات المتحدة من خلال رفضه لسنوات اتخاذ اجراءات حازمة ضد داعش، مشيرة إلى أن الرئيس التركي بدا أكثر جدية مؤخراً إزاء التنظيم لكن ذلك على ما يبدو خلق مشاكل جديدة من خلال التفجير الانتحاري الذي قتل 44 شخصاً في مطار اسطنبول.
يرى سنجيز كاندار من معهد جامعة استوكهولم للدراسات التركية في هذا مؤشراً على مدى حالة اليأس الذي يشعرون به في تركيا، فيما يقول ارغون اوزبدن الخبير الدستوري الذي كان مدافعاً عن أردوغان "إن السفينة تتحرك سريعاً باتجاه الصخور".
بالنسبة لـ"نيويورك تايمز" فإن انتهاء تركيا، البلد العضو في الناتو الذي يملك ثامن أكبر اقتصاد في أوروبا وكثافة سكانية تضاهي ألمانيا، إلى ما انتهت إليه بقدر ما هو مرتبط بأردوغان فإنه مرتبط بسوء حظ تركيا لجهة موقعها الجغرافي في شرق أوسط مضطرب. 
الصحيفة لفتت إلى أنه في الوقت الذي كان يبدو أن لدى أردوغان تسعة أرواح متجاوزاً أي أزمة يجد نفسه اليوم محاصراً بالصراعات على أكثر من جبهة بما في ذلك الانقسام العميق داخل المجتمع الذي ساهم في إنتاجه.

 

المصدر : الميادين

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن