"البيئة المصرية" تحقق إنجازا لصالح سلاحف البحر

Ghadi news

Monday, May 29, 2017

"البيئة المصرية" تحقق إنجازا لصالح سلاحف البحر

"غدي نيوز"

 

حققت وزارة البيئة في جمهورية مصر العربية إنجازا رائعا في مدينة الغردقة والمناطق القريبة منها، وتمكنت من إنقاذ السلاحف البحرية ومنع انقراضها، بعد اختفاء أعشاشها من بعض شواطئ البحر الأحمر، نتيجة صيدها بشكل جائر لتناول لحومها وشرب دمائها، بدعوى أنها تستخدم كمقو جنسٍ، فضلاً عن استخدام صدفتها في الأعمال التزيينية (الديكور)، ورصدت الوزارة بعد جهود مكثفة لها عودة أكثر من 100 عش للسلاحف في المناطق التي اختفت منها من قبل.

وفي هذا المجال، قال مسؤول الرصد البيئي للسلاحف البحرية في محميات البحر الأحمر الباحث إسلام الصادق لصحيفة "الوطن المصرية" إن السلاحف واجهت عدة انتهاكات بيئية تهددها بالانقراض أكثر من أي وقت مضى، واصفاً ما يتردد عن كون لحوم ودماء السلاحف مقوياً جنسياً مجرد "خرافات".

وأضاف الصادق أن سكان البحر الأحمر كانوا يصطادون السلاحف لأكلها، وبيع الدرقة (القوقعة) للتجار بهدف التصدير للخارج لاستخدامها في صناعة الحلي، وكانت السلحفاة الواحدة تباع بنحو ألف جنيه، مؤكداً أن السلحفاة لها فوائد كثيرة، منها أنها تتغذى على قناديل البحر، التي تسبب مشاكل للسائحين حال كثرت أعدادها، وأشار إلى أنه عقب فترة الانفلات الأمني رصدت محميات البحر الأحمر وجود أعمال صيد مكثفة للسلاحف، حتى فوجئوا أنهم لم يجدوا عشاً واحداً للسلاحف في بعض الجزر أثناء موسم التعشيش، وهذا كان مؤشراً خطيراً.

وعن مدى نجاح المبادرة، قال: "بعد المبادرة تم رصد 126 عشاً، وهو رقم كبير جداً مقارنة بتحقيقه في عام واحد"، لافتاً إلى أن "السلحفاة تضع من 60 إلى 90 بيضة، وأصبحت السلاحف تشاهد أثناء الغوص مع الصيادين"، مضيفاً: "أصبحت كائناً موجوداً بأعداد مرضية جداً في البحر الأحمر، بعدما كانت شبه منقرضة".

 

تقرير محميات البحر الأحمر

 

وبحسب التقرير النهائي لمحميات البحر الأحمر عن حالة السلاحف البحرية حالياً "يوجد بالبحر الأحمر خمسة أنواع فقط من السبعة أنواع الموجودة عالمياً، وهي السلاحف الخضراء والسلاحف صقرية المنقار والسلاحف الزيتونية والسلاحف كبيرة الرأس والسلاحف جلدية الظهر"، مبينا أن "السلاحف الخضراء وصقرية المنقار هي الأكثر انتشاراً في البحر الأحمر، وتشاهد بكثرة في مناطق التغذية ومناطق التعشيش على الساحل المصري للبحر الأحمر".

وتابع التقرير: "دراسة التعشيش في البحر الأحمر المصري خلال سنوات عدة وبداية من ثمانينيات القرن الماضي أكدت أن أعلى تقدير للسلاحف المعششة في البحر الأحمر كان 1500 عش بالسواحل المصرية، بينما كانت التقديرات المبدئية لا تتعدى 500 عش في ساحل البحر الأحمر ككل في ما عدا سواحل أريتريا"، وأشار إلى أنه جرى استخدام تقنيات أجهزة التتبع للسلاحف باستخدام الأقمار الصناعية بأعداد محدودة لارتفاع أسعارها، بينما أكدت هذه الدراسات أن السلاحف المعششة في نفس المناطق تنتشر انتشاراً واسعاً بمناطق التغذية على طول السواحل بالبحر الأحمر".

وعن الدراسات التى أجرتها محميات البحر الأحمر، يشير التقرير إلى وجود اختلافات في أعداد أعشاش السلاحف سنوياً، موضحاً أن تلك الاختلافات طبيعية لعدم قيام السلاحف بالتعشيش سنوياً وهجرتها من مناطق بعيدة، كما أن السلاحف المعششة بالبحر الأحمر تعتبر عشيرة منفصلة عن تلك الموجودة خارج البحر الأحمر، وهو ما أثبتته الدراسات التى تمت باستخدام أجهزة التتبع وعلامات الترقيم المعدنية، التى وضعتها محميات البحر الأحمر عليها، بالإضافة إلى الدراسات الجينية".

 

مردود سياحي

 

 وأضاف التقرير: "في الوقت الحالي ترتبط أهمية السلاحف البحرية بالأهمية السياحية ودعم السياحة، حيث إنه بدأ حالياً التسويق لمشاهدة السلاحف البحرية في مناطق التغذية تسويقاً يعكس مردوداً مهماً على النشاط السياحي، الذي يصل إلى 80 بالمئة من نسبة إجمالي الدخل لبعض المناطق المهمة".

وعن طبيعة السلاحف البحرية، قال التقرير إنها زواحف بحرية، لكنها تتميز عن باقي أنواع السلاحف بأنها غير قادرة على سحب الأرجل والأذرع داخل الصدفة سواء كلياً أو جزئياً، وتابع: "تتنفس السلاحف البحرية الهواء الجوي ولها رئتين متشابهتين لتلك الموجودة في الإنسان، وعليه فإنها في حاجة دائمة للصعود إلى السطح واستنشاق الهواء الجوي تكرارياً".

وتتميز السلاحف البحرية بقدرتها على الهجرة لمسافات بعيدة بين مواطن التغذية والتعشيش، حيث تصل إلى مئات أو آلاف الكيلومترات، كما أن السلاحف البحرية تقضي معظم حياتها في البحر (99 بالمئة من حياتها تقريباً)، حيث إن الإناث فقط هي التي تخرج إلى الشواطئ لبناء الأعشاش ووضع البيض، بينما في بعض الأحيان عندما يكون الجو بارداً تخرج السلاحف إلى الشواطئ للتشمس.

 

بتصرف عن "جريدة الوطن المصرية"

 

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن