أمين عام الأمم المتحدة يدعو لتطبيق اتفاق باريس حول المناخ

Ghadi news

Wednesday, May 31, 2017

أمين عام الأمم المتحدة يدعو لتطبيق اتفاق باريس حول المناخ

"غدي نيوز"

 

استعرض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المخاطر المتزايدة للتغير المناخي والفرص التي يوفرها العمل في هذا المجال لتوفير الوظائف وتوليد النمو الاقتصادي، وبناء أسس عالم أكثر أمنا واستقرارا، وذلك في خطاب بـ "جامعة نيويورك" الأميركية حول "تغير المناخ: حشد العالم".

وقال غوتيريش: "ولد جدي في عام 1875، لم يكن ليتخيل العالم الذي أعيش فيه اليوم. والآن لدي ثلاث حفيدات، أكبرهن في الثامنة من عمرها. لا أستطيع تخيل العالم الذي سيعشن فيه عندما يصبحن في عمري. ولكن عدم المعرفة ليس عذرا للتقاعس عن العمل من أجل ضمان عدم تقويض مستقبلهن. أريد أن ترث حفيداتي عالما صحيا، خاليا من الصراع والمعاناة، وكوكبا يتمتع بالصحة يضرب جذوره في الحلول المستدامة قليلة الانبعاثات الكربونية".

وإذ أشار إلى أن "تغير المناخ يعد تهديدا مباشرا في حد ذاته، وعاملا يفاقم التهديدات الأخرى من الفقر إلى النزوح والصراع، وتتجسد آثار تغير المناخ وتتسارع في أنحاء العالم بالفعل"، شدد غوتيريش على "ضرورة تطبيق اتفاق باريس حول المناخ"، قائلا إن "تغير المناخ أمر لا يمكن إنكاره، وإن العمل المناخي لا يمكن وقفه، وإن الحلول المناخية توفر فرصا لا تضاهى"، وأشار إلى "الحقائق العلمية التي تؤكد حدوث التغير المناخي، وتحذيرات كبار العلماء في العالم".

 

العمل المناخي

 

ودعا غوتيريش "قادة الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدني إلى دعم العمل الطموح في مجال المناخ من أجل مصلحة هذا الجيل والأجيال القادمة"، وقال إن "الابتكار يظهر بشكل جلي ما الذي يمكن فعله، إذا أردنا حماية الغابات والحياة على الأرض والحفاظ على محيطاتنا، وتوفير فرص اقتصادية هائلة، ومنع حدوث مزيد من الخسائر الكبرى وتحسين صحة ورفاه الناس والكوكب، فسنجد أمامنا خيارا واحدا بسيطا وهو: العمل المناخي".

وحدد غوتيريش خطة عمل مكونة من خمس نقاط لحشد العالم خلف العمل في مجال المناخ، وهي:

أولا: تكثيف الانخراط السياسي لرفع مستوى الجهود المبذولة للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين، والاقتراب قدر الإمكان من درجة مئوية ونصف الدرجة.

ثانيا: تعزيز الدعم المتكامل الذي تقدمة منظومة الأمم المتحدة الإنمائية بأكملها للحكومات التي تسعى إلى الوفاء بالالتزامات المناخية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ثالثا: العمل مع الحكومات والجهات الفاعلة الرئيسية، بما فيها أرباب صناعات الفحم والنفط والغاز، لتسريع خطى تحول العالم إلى الطاقة المستدامة.

رابعا: تعزيز الجهود لتعبئة الموارد الوطنية والدولية من أجل التكيف، والتأقلم، وتنفيذ خطط العمل المناخية الوطنية.

وخامسا: إقامة شراكات جديدة ومعززة، بما في ذلك مع القطاع الخاص، ومن خلال التعاون بين الشمال والجنوب والتعاون في ما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي.

وأكد أن" قطاع الأعمال الأخضر (المراعي للبيئة) هو قطاع ناجح يعود بالمكاسب"، وقال: "إن قطار الاستدامة قد غادر المحطة، فلتركب القطار أو تترك خلف الركب. من يفشلون في المراهنة على الاقتصاد الأخضر سيعيشون في عالم رمادي. ولكن من يتقبلون ويدعمون التكنولوجيات الخضراء سيضعون المعايير الذهبية للقيادة الاقتصادية في القرن الحادي والعشرين".

وأشار الأمين العام إلى "الحقائق المرتبطة ببطالة الشباب وتلوث الهواء وتغير المناخ"، وقال: "من المنطقي أن نضع استثماراتنا في المجالات التي ستعود بأكبر الفوائد وتولد أكثر الوظائف وأكبر المكاسب الصحية، وتحدث أكبر أثر في الاحتباس الحراري".

وأكد غوتيريش على الأهمية الملحة لتمكين النساء والفتيات، وقال "لا يمكن أن توجد استجابة ناجحة لتغير المناخ بدون تغيير طريقة التفكير بشأن الدور الرئيسي للنساء في التصدي لتغير المناخ وبناء المستقبل الذي نريده".

كما شدد الأمين العام على أهمية دعم المجتمع الدولي للدول النامية كي تزيد قدراتها على توليد مواردها الخاصة والوصول إلى الأسواق. وقال إن على المؤسسات المالية الدولية دورا رئيسيا يتعين عليها القيام به للمساعدة في توفير التمويل المبتكر الذي يضاهي الاحتياجات الهائلة.

ويعتزم الأمين العام عقد مؤتمر قمة للمناخ في عام 2019، وأكد التزامه بالعمل مع كافة الحكومات والشركاء لتقريب الرؤى المتباينة، وصوغ رؤية مشتركة للمضي قدما من أجل معالجة مسألة تغير المناخ - الذي يمثل تهديدا لا سابق له ،ولكنه يتيح أيضا فرصة لا نظير لها.

 

بتصرف عن "مركز أنباء الأمم المتحدة"

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن