الحاجز المرجاني العظيم الضحية الأولى لتغير المناخ!

Ghadi news

Thursday, June 1, 2017

الحاجز المرجاني العظيم الضحية الأولى لتغير المناخ!

"غدي نيوز"

 

يعتبر خبراء المناخ "الحاجز المرجاني العظيم" في أستراليا بمثابة "بارومتر" يمكن من خلاله معرفة وقياس وتوقع حجم النتائج الكارثية التي تواجه الكوكب، ويرى الخبراء أن ما آلت إليه أوضاع الحاجز المرجاني في السنتين الأخيرتين لا تبشر بالخير، إذ ما عاد مجديا معالجة المشكلة بعيدا من معالجة السبب، أي تغير المناخ الناجم عن ظاهرة الاحتباس الحراري.

ومن المتوقع أن نشهد فصولا دراماتيكية في هذا المجال، خصوصا بعد أن أكدت لجنة حكومية أسترالية تضم علماء وعدد من الأكاديميين أن الخطط المتبعة حاليا لإنقاذ أهم معلم طبيعي في العالم محكوم عليها بالفشل، لأنها تفتقر إلى التصدي المباشر لتغير المناخ.

 

ابيضاض المرجان

 

وحسب هؤلاء الخبراء، فإن المعدل غير المسبوق لتفشي ابيضاض المرجان في المنطقة جعل استرداد المرجان حالته الطبيعية عبر الخطة المتبعة حاليا أمرا يكاد يكون مستحيلا، وأكدوا أن "افتقار الخطة إلى التدابير الوقائية المخصصة لمواجهة تغير المناخ من العوامل الأساسية لعجزنا عن إنقاذ الشعاب المرجانية".

وأشار "مرصد المستقبل" نقلاً عن "الغارديان" البريطانية إلى ارتفاع درجة حرارة المحيط هو السبب الأساسي في ما يعرف بـ "طبخ" المرجان حتى الموت، إذ شهدت منطقة "بحر المرجان" التي يبلغ طولها 700 كيلومترا، ابيضاضا واسع النطاق في العامين المنصرمين، وهو أمر لم يتهيأ أحد لمواجهته، وفي دراسة استقصائية أجريَت في المنطقة العام الماضي تبين أن الابيضاض طاول 95 بالمئة من المنطقة المدروسة.

والسبيل الوحيد لتدارُك هذا الأمر وتبعاته يتمثل في إيقاف احترار الكوكب بالتصدي لتغير المناخ، وهو ما تفتقر له الخطة المتبعة حاليا، وهذه مسألة تتطلب تضافر جهود العالم لإبقاء درجة حرارة الأرض في حدود درجتين مئويتين.

 

النظام البيئي للشعاب المرجانية

 

وأكد الخبراء أنه بلا إجراء تغييرات جذرية على مستوى المناخ فمن المستحيل إنقاذ الشعاب المرجانية، لكن الجانب الإيجابي أنّه يمكن اتخاذ إجراءات للحفاظ على "الوظيفة البيئية" لتلك الشعاب، إذ أوضح متحدث باسم هيئة "حديقة الحاجز المرجاني العظيم" لصحيفة "الغارديان" قائلا: "يشير مفهوم الحفاظ على الوظيفة البيئية إلى موازنة العمليات البيئية التي يحتاج إليها النظام البيئي للشعاب المرجانية ليستمر، وإن استمر في صورة مختلفة"، مشيرا في الوقت عينه إلى أن "تركيبة الشعاب وهيكلها ربما سيختلفان عما هما عليه الآن".

وأشار إيان تشوب، رئيس اللجنة وكبير علماء أستراليا، إلى أهمية إجراء التغييرات اللازمة، فقال لصحيفة "سيدني مورننغ هيرالد" الأسترالية: "علينا ألا نكون متفرجين سلبيين لا نحرك ساكنا حيال ما يجري، فنحن المسؤولون عن الحفاظ على الشعاب المرجانية ونظامها البيئي".

 

أكبر حاجز طبيعي على وجه الأرض

 

يقع الحاجز المرجاني العظيم بالقرب من ولاية كوينزلاند في شمال أستراليا، ويمتد لمسافة 2300 كيلومتر، اكتشفه جيمس كوك عام 1770. وهو تشكيل ضخم من الشعاب المرجانية، ويعتبر أكبر حاجز طبيعي على وجه الأرض، ويضم أكثر من 350 نوعية من المرجان.

ويعتبر من عجائب المخلوقات، وهو من أهم المواقع للغطس والغوص، فهو يشكل موئلاً لعدد هائل من الحيوانات والنباتات البحرية، ومصدراً لغذائها، حتى أنه يماثل دغلاً يعج بالمخلوقات.

ويعاني الحاجز المرجاني منذ سنوات عدة مشاكل كبيرة تهدد سلامته وبقائه، بسبب التلوث الحاصل في مياه البحر وارتفاع نسبة الكربون المنحل في مياه المحيطات بفعل الاحتباس الحراري.

 

يارا المغربي

المصادر: غدي نيوز - مرصد المستقبل - Science Alert - The Guardian  والـــ Independent.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن