"غدي نيوز"

أنور عقل ضو-

من المتوقع أن تتصدر الصين في فترة زمنية قياسية قائمة الدول المنتجة للطاقة المتجددة، فعلى الرغم من أنها من بين الدول الأكثر تلويثا للبيئة، والأولى من حيث نسب الانبعاثات، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية، إلا أنها تمكنت من إحداث ثورة تكنولوجية في مجال توليد الطاقة النظيفة، ووضعت استراتيجيات واضحة في هذا المجال، ومن المتوقع أيضا أن تتصدر هذا القطاع وتستحوذ على الحصة الأكبر من السوق العالمي في إنتاج وتسويق أنظمة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسة وطاقة الرياح، فضلا عن تصدر دول العالم من حيث نسبة إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة، وهذا ما يخطط له الصينيون للسنوات القليلة المقبلة.

خلاصة القول، أن الصين التي تعاني من نسب عالية جدا من التلوث، وما يزال الضباب الدخاني يلف بعض مدنها من آنٍ لآخر - وإن تراجعت هذه المشكلة نسبيا خصوصا في العاصمة بكين - تعتبر في الوقت عينه من أكثر الدول استثمارا في مجالات الطاقة المتجددة والنظيفة.

وفيما يشهد العالم خيبة أمل، عقب انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من اتفاقية باريس للمناخ، تقود الصين الجهود العالمية الرامية إلى الاستثمار بالطاقة النظيفة والمتجددة، في خطوة استراتيجية تهدف إلى استغنائها كأحد أكبر الاقتصادات العالمية عن الوقود الأحفوري.

بحسب تقرير صادر في مطلع العام الجاري (2017) عن "معهد التحليلات المالية والاقتصادية الأسترالي" The Institute for Energy Economics and Financial Analysis، بلغت استثمارات الصين في مجالات الطاقة المتجددة خلال العام 2015  نحو 103 مليارات دولار، وأظهر التقرير أيضا أن الصين تنتج ما يقرب من الـ 60 بالمئة من ألواح الطاقة الشمسية عالميا.

وبالتوازي، أقرت الصين سلسلة من التشريعات لمواجهة الجرائم البيئية وسائر الممارسات التي من شأنها زيادة التلوث، كما أقرت إغلاق أخر محطة تعمل على الفحم، وتقليص الاعتماد عليها بنسبة 30 بالمئة عام 2017، فضلا عن إغلاق 500 مصنعا.

فهل تقود الصين معركة المناخ في العالم؟