أول لقاء يجمع بوتين وترامب في قمة G20 الشهر المقبل

Ghadi news

Thursday, June 8, 2017

أول لقاء يجمع بوتين وترامب في قمة G20 الشهر المقبل

"غدي نيوز"

 

أنور عقل ضو-

 

تنعقد "قمة مجموعة العشرين" G20 Summit في مدينة هامبورغ الألمانية من 7 إلى 8 تموز (يوليو) المقبل، وسط ظروف سياسية واقتصادية ومالية فرضتها المتغيرات المتسارعة على الساحة الدولية، من مواجهة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله إلى البيئة والمناخ، وإن لن تكون بعض هذه المواضيع حاضرة كعناوين رئيسية في القمة، إلا أن ارتداداتها ستكون موضع اهتمام ومتابعة في هامبورغ، من خاصرتيْ السياسية والاقتصاد، فضلا عن التجارة والعمالة والتنمية.

وتتولى ألمانيا رئاسة مجموعة العشرين بعد أن تسلمتها من الصين، وتتوجه الأنظار خلال القمة إلى اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد أن اتفقا على ترتيب هذا اللقاء في اتصال هاتفي بينهما في الشهر الماضي، وإن لم يبت حتى الآن في التفاصيل، إلا أن هذا اللقاء يتسم بأهمية كبيرة كونه أول اجتماع بينهما، وكان البيت الأبيض قد أعلن في وقت سابق من الشهر الماضي أن ترامب أبلغ المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأنه سيحضر قمة "العشرين" التي ستستضيفها هامبورغ.

 

 

أهداف التنمية حتى 2030

 

وكما بات معلوما، فإن دورة هذا العام ستناقش عدداً من المواضيع التي سبق وتمت إثارتها في ظل رئاسة الصين لمجموعة العشرين، إذ ستكون موضع متابعة واختبار، ومن المتوقع انعقاد أول اجتماع لوزراء التقنية الرقمية، ومن المتوقع أيضا إنشاء "قوة مهمات" مجموعة العشرين للإبداع، وهو موضوع رئيسي آخر تثيره "أهداف التنمية حتى 2030".

ويتناول برنامج عمل القمة الاهتمام المكثف بمسألة الصحة، على ضوء مقومات المضادات الحيوية، والحلول التي قدمتها المجموعة الدولية لجهة الخبرات التي تكونت نتيجة انتشار مرض إيبولا، وكيفية تفاعل المجتمع الدولي بشكل أفضل مع الأوبئة.

 

حلف من أجل أفريقيا

 

وكان وزير المالية الألماني الاتحادي فولفغانغ شويبله قد أعلن أن القمة تسعى إلى تحقيق أهداف التنمية من خلال تأسيس "حلف من أجل أفريقيا" الذي من المفترض أن يعمل في ظل رئاسة ألمانية من أجل دعم إمكانات الاستثمار في أفريقيا، حيث أعربت المستشارة الاتحادية أنجيلا ميركل عن قناعتها بالدور المهم الذي يتولاه "حلف من أجل أفريقيا"، خصوصا مع تنامي الهجرة من القارة السمراء.

وأشارت ميركل إلى أن "حجم الاستثمارات المباشرة داخل الاتحاد الأوروبي يبلغ عشرة أضعاف مجموعها في مجمل القارة الأفريقية، على الرغم من أن سكان أفريقيا أكثر بنحو الضعفين، هذا يعني أننا نرى هنا الضرورة الملحة لدخول الاستثمارات الخاصة إلى بلدان أفريقيا، حيث إن المساعدات الحكومية وحدها لن تكون كافية بأي حال من الأحوال"، لافتة إلى "اننا نعمل على بلورة نمو يستفيد منه الجميع".

 

النمو وحماية المناخ

 

وكانت الرئاسة الصينية لمجموعة العشرين قد دفعت باتجاه وضع خطط عمل ومشروعات إصلاح، والاتفاق على أن التحول نحو التقنية الرقمية يمكن أن يشكل دافعاً وحافزاً للتطور والنمو، إضافة إلى ذلك أكد رؤساء الحكومات والدول على ضرورة دفع وتفعيل برنامج إعادة توزيع المنافع (BEPS) الذي تم الاتفاق عليه قبل عام ضمن خطة محاربة التهرب الضريبي، وقد تمت مطالبة منظمة OECD بإعداد لائحة بالبلدان التي لا تحقق أنظمتها الضريبية المعايير العالمية اللازمة للشفافية.

ورأت ميركل أن النمو المستدام المرتبط بالأمن الاجتماعي هو أمر في غاية الأهمية، أي النمو الذي تستفيد منه جميع طبقات ومجموعات المجتمع، سواء الدول الصاعدة أو الدول الصناعية أو حتى الدول النامية، خصوصا وأن ثمة قناعة راسخة لدى دول مجموعة العشرين أن النمو المستدام على ترابط وثيق بحماية المناخ.

 

الحد من زيادة درجة الحرارة

 

وستشهد هامبورغ خلال القمة تنظيم مؤتمر لوزراء الشؤون الرقمية لأول مرة في إطار مجموعة العشرين، ويمكن أن توفر قرارات مجموعة العشرين دفعة رئيسية لإبرام اتفاقات ملزمة على مستوى الأمم المتحدة، خصوصا حيال سياسة المناخ، بعد أن أعربت مجموعة السبعة عن التزامها باعتماد اتفاق عالمي طموح للمناخ من أجل الحد من زيادة درجة الحرارة عالمياً إلى حد أقصى قدره 2 درجة مئوية، أصدرت مجموعة العشرين إشارة مماثلة لدعم هذا الهدف. واعتمد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في باريس في كانون الأول (ديسمبر) 2015 اتفاقاً دولياً ملزماً قانونياً بشأن المناخ، يهدف إلى إبقاء درجة الحرارة عالمياً أقل بكثير من درجتين مئويتين، واعتمدت ألمانيا خطة المناخ الوطنية قبل انتهاء مؤتمر مراكش COP22.

 

الصحة

 

وتعزز مجموعة العشرين التنمية المستدامة وتعمل بالتعاون مع الدول الأفريقية لخلق بيئة مءاتية للاستثمار وتطوير البنية التحتية. وستكون مجموعة العشرين حاسمة في مساعيها لضمان التنفيذ السريع والشامل لخطة التنمية المستدامة لعام 2030، مع أهدافها العالمية للتنمية المستدامة، وخطة عمل أديس أبابا، وستتخذ رئاسة مجموعة العشرين في ألمانيا تدابير ملموسة للتقدم نحو تحقيق هذا الهدف، وتعتزم، بناء على ذلك، البناء على خطة العمل بشأن خطة عام 2030 التي اعتمدتها قمة مجموعة العشرين في عام 2016.

كما أصبح موضوع الصحة أكثر أهمية بالنسبة لمجموعة العشرين. وعلى سبيل المثال، أدت أزمة فيروس إيبولا إلى أن تقرر مجموعة العشرين تكريس قدر أكبر من الاهتمام لمكافحة مسببات الأمراض الخطيرة. ومنذ العام الماضي، كانت مسألة مقاومة مضادات الميكروبات مدرجة أيضا في جدول الأعمال، بحسب تقرير لصحيفة "الرياض" السعودية.

 

تمكين المرأة

 

وستشهد قمة مجموعة العشرين أيضاً مناقشات بهدف تحسين التمكين الاقتصادي للمرأة،لا سيما بعد أن وافقت مجموعة العشرين على هدف تحسين مشاركة القوى العاملة بين النساء، وخفض الفجوة التي لا تزال قائمة بين الرجال والنساء بنسبة 25 بالمئة بحلول عام 2025.

وستستفيد رئاسة مجموعة العشرين في ألمانيا من ذلك وتركّز على تحسين نوعية عمالة المرأة، وستعمل الرئاسة الألمانية لمجموعة العشرين أيضاً على إزالة الحواجز القائمة التي تحول دون حصول المرأة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البلدان النامية، إضافة إلى تحسين فرص التعليم والعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

 

تجفيف قنوات تمويل الإرهاب

 

تجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن دول مجموعة العشرين، وبهدف مكافحة الإرهاب الدولي، قررت من بين أمور أخرى، تجفيف قنوات تمويل الإرهاب عن طريق التعاون الوثيق وتحسين تبادل المعلومات. ومنذ عام 2009، كان منع الفساد وقمعه مدرجاً أيضاً في جدول أعمال مجموعة العشرين. ومنذ ذلك الحين تعمل مجموعة العشرين باستمرار على توسيع مجموعة المبادئ الحالية.

وفي إطار الرئاسة الألمانية، سينصب التركيز على التدابير الرامية إلى تحسين سلامة القطاع العام والبحث المشترك عن سبل لمكافحة الفساد في المناطق الحساسة بوجه خاص (مثل الاتجار بالأحياء البرية)، فضلا عن بحث الطاقة في أفريقيا، وتحسين التأهب الدولي لحالات الطوارئ في مجال الصحة العامة، ومكافحة عالمية مضادات الميكروبات.

وتأسست مجموعة العشرين ففي العام 1999 بسبب الأزمات المالية في تسعينيات القرن الماضي، ويقع ثلثا التجارة في العالم ضمن دول قمة العشرين، وأيضا يمثل أكثر من 90 بالمئة من الناتج العالمي الخام، وتهدف إلى تعزيز التنسيق الدولي، وترسيخ مبدأ الحوار الموسع بمراعاة زيادة الثقل الاقتصادي الذي أصبحت تتمتع به عدد من الدول.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن